ديڤيد ويصا
الكتاب المقدّس بيتكلّم عن نوعين من الألسنة ..
والألسنة مقصود بيها "لغات" ..
ودي مواهب بيدّيها الروح القدس للمؤمن ..
بحسب مشيئة الله، زي ما هو عاوز (١كور١١:١٢)
--

النوع الأول، هدفه الكرازة ..
وده موجود في (أع٢)، واتكلّم بيه التلاميذ ..
وكانت حوالي ١٥ لغة مفهومة للناس الموجودين وقتها (آ٩-١١)
واللي بيسمّيها الكتاب "ألسنة أخرى" (آ٤)
يعني لغات التلاميذ مكانوش متعلّمينها قبل كده ..
لكن الروح القدس ادّاهُم قدرة انهم يتكلّموا بيها ..
والهدف كان الكرازة للناس بلغتهم اللي فاهمينها!
--

النوع التاني، هدفُه البناء الروحي ..
وده موجود في (١كور١٤)، كموهبة مزدوجة ..
موهبة التكلُّم بلغة، وموهبة ترجمة اللغة دي ..
وده بيُمارَس جُوّه الكنيسة بهدف البناء الروحي ..
سواء بناء الشخص اللي بيتكلّم بلسان، لنفسه ..
في حالة ان مفيش مُترجِم (آ٤-٥)
ووقتها مينفعش يتكلّم بيه في الكنيسة أو بصوت مسموع ..
لكن محتاج يطلب من الله انه يدّيله ترجمة للي بيقوله (آ١٣)
أو يسكت ويتكلّم بينه وبين الله (آ٢٨)
أو بناء للي بيسمعوه ، في حالة ان فيه مُترجِم!
--

المشكلة ان أغلب الطوايف أو الدواير ..
اللي بتؤمن بوجود الموهبة دي لغايت النَّهرده ..
بيمارسوا النوع التاني بس غالبًا، بتاع (١كور١٤)
ولما بيمارسوه، بيمارسوه بطريقة عكس اللي قاله الكتاب ..
فتلاقي اللي بيتكلّم بلسان، بيتكلّم بصوت عالي ..
مع إن مفيش حد عنده موهبة ترجمة اللسان ده!
وكمان أحيانًا أكتر من حد بيعمل كده في نفس الوقت ..
فالنتيجة بتكون ضجيج وتشويش للكنيسة ..
مع إن الله "ليس إله تشويش، بل إله سلام" (آ٣٣)
والكتاب قال ان لو فيه أكتر من حد عنده الموهبة دي ..
لازم يتكلّموا واحد ورا التاني، مش مع بعض في نفس الوقت ..
فتكون الممارسة بترتيب ونظام، ولازم حد يترجِم كمان (آ٢٧)
--

رأيي ..
أعتقد ان الاحتياج الأكبر لينا ككنيسة هو للموهبة الأولى ..
لأن ناس كتير بتروح تكرز في أماكن متعرفش لغتها ..
وبيقضوا سنين يتعلّموا لغة الناس هناك ..
وبيبذلوا مجهود ضخم في ترجمة الكتاب للغة دي ..
فبالأولى يكون النوع الأول هو احتياجنا ..
مش لأن النوع التاني مش مهم ..
لكن لأن الاحتياج للأول أكبر!
--

المسيحيين مختلفين ..

هل التكلُّم بألسنة، موهبة لسه موجودة ولا لأ ..
لكن الأهم في وجهة نظري، بافتراض انها موجودة ..
هو ان النوع الأول ضرورة واحتياج رهيب ..
والنوع التاني بيُمارَس (غالبًا) بطريقة لا تتفق مع الكتاب ..
أكيد مش من الكل، لكن من ناس كتير!
هدفي هو طرح الفكرة، مش الخناق ..
لأني مش هدفي اقنع حد بحاجة!
ديڤيد ويصا