ماهر الجاولي: شيكاجو
لم ولن تتلاشي ذاكرة حرب السادس من أكتوبر 1973 (العاشر من رمضان) من ذاكرة التاريخ، حتي في وجود أجيال مصرية لم تعاصرها، هذا الفصل التاريخي يشهد تكاتف العرب في وجه العدوان الإسرائيلي الذي إحتل جزء كبير من سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية، الأمر الذي حرك الوطنية العربية لإستعادة الأراضي المنهوبة، حيث عبرت القوات المصرية الأبية قناة السويس وحطمت السد الترابي وقضت علي أسطورة خط بارليف أثناء ما يعرف بيوم كيبور أو يوم الكفارة والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي الإسرائيلي، وفي ذات الوقت أنتفضت الكرامة السورية لتحرير هضبة الجولان.
ويسطر التاريخ - علي مر العقود - أن نصر أكتوبر قد عزز شرعية رؤساء مصر نظراً لتاريخهم المشرف الحافل بالإنجازت العسكرية في محاربة إسرائيل، حيث وقع الرئيس أنور السادات، رئيس مصر خلال حرب 1973، اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1979، كما إستفاد الرئيس حسني مبارك من إرث أكتوبر لكونه قائد سلاح الجو إبان هذه الحرب، الإستثناء الوحيد من رؤساء مصر كان الرئيس محمد مرسي فهو لم يأت من صفوف الجيش، ولذا لم يدرك قيمة هذه الحرب في تاريخ مصر العسكري.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يعد استثناءً نادرًا. إذ لم يلتحق بالأكاديمية العسكرية إلا في العام الذي وقعت فيه الحرب، لكن لكونه قائد عسكري يصف ذلك اليوم بأنه "يوم فخر وكرامة"، حيث أظهر قدرة المصريين وتفوقهم في أصعب لحظات التاريخ المعاصر، كما يذكر التاريخ بأن الرئيس السيسي قاد معركة تطهير سيناء من "الإرهاب"، وحولها إلي أرض مصرية خالصة من شوائب الإحتلال والإرهاب.