إعداد / القمص بولس جميل 
عندما تخلو الحياة من المعني تصبح متهكمة وتؤدي الي اليأس  والحياة تصبح ذات معنى عندما يكون لدنيا هدف نعيش لأجله .

لو فهمنا جيدا ان الحياة قصيرة فان ذلك سيؤثر على كل ما نقوله او نفعل ، قال يشوع بن سيراخ ( في جميع اقوالك تذكر آخرتك فلن تخطئ الي الدهر ) .
ان ادارك قصر الحياة يرتبط ارتباطا ً وثيقا بالحكمة ، كل عمل يجب ان نؤديه كما لو كانت الابدية متوقفة عليه ، وهذا هو الحال بالفعل .   

دقة القلب الأخيرة للمسيحى ليست خاتمة غامضة لوجود بلا معنى ، لا بل هي البداية المهيبة لحياة مجيدة لا تنتهى .

لو عاش الانسان لله فانه يعيش أفضل ما في الحياة ، لان الحياة . تقاس بما نحيا لاجلة ما هو أعلى وأفضل منفعة من حياتى ؟
لقد صنعنا الله عمدا ً بتلك الطريقة ليجعلنا لا نشبع بأي شيء أقل حجما ً من الابدية .

فالسؤال الان  ( ماذا يفترض أن أفعل بحياتى ؟) كيف أعيش حتى اجعل لحياتى معني أكبر من أن تكون مجرد تواجد يظهر فترة مثل الوميض وسرعان ما يختفي للابد ؟ الاجابة اعطاها لنا السيد المسيح ( اطلبوا اولا ً ملكوت الله وبره وهذه كلها تذاد لكم ( مت 6: 33) .

ابن الله لم يخلقنا لنعيش على الارض مثل الحيوانات التي تختفي بعد الموت بل لنعيش مع الله إلى الأبد .

كتب القديسين ايرنيئيوس ( الانسان موجود من أجل أن يري الله ) . عليّ أن أعتبر كل دقيقة ،  كل يوم عطية من الله وبالأخص الحياة لأنني لا أعلم كم سيطول العمر بي لئلا تفلت من بين اصابعي في لمح البصر فسأجد نفسي حائرا ً اين اذهب ؟ .

حقا ً الحياة ثمينة سأستثمرها فيما هو أبدي ، سأستثمرها في المسيح .

جميعا ً لدينا حياة واحدة لنعيشها ، قصيرة مهما طالت ، عش كأن الله أعطاك يوما واحدا فقط لتحياه ، هي الطريقة التي تجعل كل ايامك سعيدة وذات معنى لك وللأخرين ( الابدية هي في هذا اليوم ) .

نحن لا نفكر في الحاضر ، الحاضر لم يكن ابدا ً هدفنا ، هدفنا الوحيد  هو المستقبل وبالتالي نحن لا نعيش لكننا دائما ً نأمل أن نعيش ، الابدية لا توجد في مكان ما في المستقبل ، الابدية هي الان .

انها حقيقة واقعة ، حيث يوجد الانسان توجد الابدية ، دعوننا ننشغل بالآن وهنا (هوذا الان وقت مقبول ، هوذا الان يوم خلاص ) ( 2 كو 6 : 2 ) .
لتكن الابدية من مشغوليات حياتنا في هذه الحياة ، فقال ( هكذا أحب الله العالم (اي انا وانت ) لكي لا يهلك كل من يؤمن به ( اي انا وانت ) ، بل تكون له الحياة الابدية ) .

كل واحد منا لابد سيعطي حسابا ً أمام الله عن كيفية استخدامه للحياة ولعطايا الله . نحن نؤمن ان حياتنا صنعت لنحياها في المسيح ، بالمسيح وللمسيح .
لقد وصف بولس الرسول الغرض من الحياة في ( عن عمله ، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحه ) ( (اف١٠:٢).
لقد ضمنا السيد المسيح لنخدم البشر الآخرين ومن خلال هذه الخدمة نخدم و نمجد الله .
دعونا نعقد صفقة مع الوقت ، دعونا نستبدل ما هو زائل في الحياة  بما هو باق الى الابد نحن مدعوين لاستغلال الوقت المعطى لنا في هذه الحياة لنستبدل ما هو زمني  بما هو أبدى ، انقل كل ما هو ارقي لهناك لتستمتع به في الابدية ، فالله في حبه اعطانا الحل ( هل أطعمتموني عندما كنت جائعا ؟ هل كسوتموني عندما كنت عريانا ؟ هل زرتموني عندما كنت مريضا أو محبوسا ؟ ( الحق اقول لكم : بما انكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر ، فبي فعلتم )( مت 25: 40) لدينا خبز الحياة لنساعد به عالما ً جائعا ً هذه هي الامور الدنيوية التى نحن مدعون لاستبدالها بالأمور الابدية ، هذه هي اعمال الحب الصالحة التى من أجلها خلقنا ، يجب ان نشارك العالم في عطايا المسيح .
ربنا يسوع قال إن كاس ماء مارد نقدمه لشخص عطشان في اسمه له مكافأة ابدية ، لدينا ماء الحياة لنساعد به عالما ً ظلمان يكاد يموت عطشا ً .
الحياة وهبت لك لأجل التوبة والاعمال الصالحة فلا تبددها في امور أخري . فالهدف من الحياة هو ان لا نكون مديونين لاحد بشيء الا بالمحبة للجميع .
لقد وضعنا في هذا العالم لكى نحب الله  بكل كياننا ونحب القريب كالنفس في مسيرتنا في الحياة لا بد ان يكون هدفنا فى الحياة هو ان نقيم علاقة ودية عميقة شخصية مع الرب يسوع  الذي سنقضى معه الابدية ، هل تود ان نقضي الابدية  مع شخص غريب ام مع شخص يحبك بعمق وانت تبادله الحب ؟
كذلك في الحياة اصنع مشيئة الله علي الارض ( وليس مشيئتنا )  فيصبح ملكوت الله حقيقة فينا .
ان كانت الحياة مع الله تشغلنا علينا ان نعيش لربنا يسوع المسيح سوف لا نجد عناء  في ان نعرف لماذا نحن هنا ؟
الساعة الأخيرة في حياتنا الارضية ستأتي انها ساعة لا نقدر وان نهرب منها، وبما اننا نموت مثلما نعيش ستكون ساعة الموت الاخيرة هي ثمرة حياة كاملة لأننا عشناها كلها للرب يسوع ، هل سيمكنني ان اطلق نفسي الي الرب في سلام وثقة تامة كما فعل الرب يسوع عندما قال ( يا أبتاه في يدك أستوع روحي ) .
●    أخيرا ً : هل لديك خطة لحياتك ؟ هل لديك سبب وجيه تعيش لأجله ؟ لأسمع النهاية السعيدة ( تعالوا إليّ يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم ) (مت 25 : 34) .
●    الان هو الوقت المناسب لنستعد للأبدية . الوقت المناسب لنحب .. الوقت المناسب لمساعدة المحتاجين ، الوقت المناسب للصلاة ، الوقت المناسب للتوبة لئلا ادرك انني ( نسيت أن اعيش ) .