ماجدة سيدهم
سقطوا وهم يراقبون اللحظات الساخرة من حروب لايفهمونها.. ودماء ناصعة تندفع من عنفوان الشرايين بجوار خوزات فرغت لتوها من الحلم بالرجوع ..
إمرأة أحدهم لم تر حتفها المباغت حين كانت تسرع إليه بزقة ماء وبعض من خبز مملح .. ولما اقتربت منه مرتجفة كانت تسقي الأشلاء وهي تمتم متلعثمة :" لتمتليء تلك الأحداق المتناثرة من أسرار هذا الماء والخبز قبل أن تغلق العيون بسلام للمرة الأخيرة .."
* الخبز وحده يعرف كيف يتسلل إلى خطط المعارك ويعرف أيضا كيف يرفع كل هذا الفزع في الساحات المشتعلة بالافتقاد ..
ولما سكبت إليه بعض من الماء اذدهرت فجأة الدماء على فستانها مؤرخة برصاصة من الخلف..
سقطت لتوها بجوار كومة من الخوذات ترقب أن يجيبها أحد من زعماء اللعب بالرصاص : " لماذا تنتزع الدماء من أوردتنا ثمنا لضم رقعة أخرى من الشقاء "
لكنها غابت من دون قطرة ماء تبلل جوع السؤال ..
حتى الجنود الذين سقطوا على الجانب الأخر.. لم تتفلح حبيباتهم أيضا في قطف السلام من أذن السؤال فإذدهرت فستاينهن بغش مباغت من الأمام ..
ياله من سقوط طاعن لربيع الخوذات المنكفئة
* للموت طرق كثيرة لكنها ليست بهذا الشقاء ..فلماذا يحرص الزعماء أن تكون لهم الحصة الأوفر من طعن الخبز الطازج قبل تمام النضج ..ولماذا شهوة انكفاء الموائد غير المكتملة صارت محل شبع لرهاناتهم المدممة ..؟!