كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، العديد من الرسائل بمناسبة مرور خمسون عامًا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط .
وكتب نيافته عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :" مر المجلس بمراحل عديدة في تأسيسه، حيث تعود جذوره الى سنة 1929 حيث كانت مؤسسة سميت آنذاك المجلس المسيحي للشرق الأدنى، تحولت تدريجيًا الى مجلس كنائس الشرق الأدنى سنة 1964.
ثم في عام 1974 تأسس مجلس كنائس الشرق الأوسط وعقد اجتماعه التأسيسي الأول في نيقوسيا- قبرص بين 28 و30 أيار/مايو من هذا العام. تألف آنذاك (1974) من العائلات الثلاث الإنجيلية والأرثوذكسية (تضم بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا، بطريركية أنطاكية، وبطريركية أورشليم، وكنيسة قبرص)، والأرثوذكسية المشرقية (تضم بطريركيتي الأقباط والسريان)، وفي العام 1990 انضمّت العائلة الكاثوليكية الى عضوية المجلس، فأصبح يضم العائلات الكنسية الأربع في المنطقة.
يستمد المجلس صلاحياته من الكنائس الأعضاء وهو مسئول أمامها مجتمعة ممثلة برؤسائه الأربع (رئيس من كل عائلة) وأمام اللجنة التنفيذية.
الأمناء العامون لمجلس كنائس الشرق الأوسط:
1- القسيس ألبيرت لستيرو (العائلة الإنجيلية) 1974 - 1977م.
2- الأستاذ كبرائيل حبيب (العائلة الأرثوذكسية) 1977 - 1994م.
3- القسيس رياض جرجور (العائلة الإنجيلية) 1994 - 2003م.
4- الأستاذ جرجس صالح (العائلة الأرثوذكسية المشرقية) 2003 - 2011م.
5- الأب الدكتور بولس روحانا، خلفه الأب مشال جلخ، خلفه د. ثريا بشعلاني (العائلة الكاثوليكية) 2011- 2020م.
6- د. مشال عبس (العائلة الأرثوذكسية) 2020م الأمين العام الحالي.
مر المجلس خلال مسيرته في سنواته الخمسين بفترات ازدهار وفترات صعبة وفترات استعادة لمكانته.
+ في فترات الازدهار ساهم المجلس في تنمية العلاقات المسكونية والحوار بين الكنائس محليًا وإقليميًا وعالميًا وسلط الضوء على الأبعاد اللاهوتية والكتابية والاجتماعية للكنائس ووفير سبل الدراسة والابحاث المشتركة الهادفة إلى تفهّم تقاليد الكنائس الأعضاء والإغناء المتبادل وتفعيل المشاركة بالصلاة (كما تنص المادة الخامسة من القانون الأساسي للمجلس). كما ساهم في الخدمات للاجئين الفلسطينيين (DSPR)، أطلق برنامج لمساعدة النازحين من مدنهم وقراهم في سوريا، كما في سوريا أطلق برنامج إغاثة اللاجئين العراقيين أبان الحرب العراقية.
+ في الفترات الصعبة تعرض المجلس لعدة صعوبات في إستمرارية خدماته:
الأولى تعرضه لأزمة مالية مما دعى اللجنة التنفيذية لتكوين مجموعة أزمات (Taske Force) لإيجاد حلول للخروج من هذه الأزمة، والتي هزت ثقة الشركاء من التبرعين للمجلس من الدول الأوربية في أنشطته وتوقفوا عن تمويله. رأت مجموعة الأزمات (Taske Force) الحل لهذه الأزمة بيع أصول للمجلس، فتم بيع مكتبة العائلة ومقر المجلس في منطقة مصر الجديدة، وتخلي المجلس عن شقة له تقع في نفس المبنى الذي فيه مكتب المجلس في بيروت. ذلك بالإضافة إلى تقليص أنشطة المجلس.
الثانية إنسحاب إحدى العائلات من العائلات الأربعة المكون منها المجلس من عضوية المجلس، مما أدى إلى إنهيار المجلس الذي كان لسان حال مسيحيي المنطقة في بقية المجالس المسكونية العالمية.
الثالثة خلال ما يُسمى بالربيع العربي انعكس هذا على المجلس، فبعد أن كان الشركاء من التبرعين للمجلس من الدول الأوربية يدعموا الأنشطة الخاصة بتعميق الشركة الروحية بين كنائس الشرق الأوسط وتوحيد كلمتها وجهودها إسهاماً في العمل من أجل وحدة الكنائس وتأدية لشهادة إنجيلية حية (كما تنص المادة الخامسة من القانون الأساسي للمجلس)، أوقفوا دعمهم لهذه الأنشطة طالبوا المجلس بإلغاء الكثير منها وبتنظيم لقاءات اسلامية مسيحية كي يستمروا في دعم المجلس. مما أدى توقف كثير من البرامج التي كانت تجمع الكنائس بعائلاتها الأربعة وحياد المجلس عن الهدف الأساسي الذي تأسس من أجله. مع أنه كانت توجد دائرة في المجلس للحوار الاسلامي المسيحي، من أجل تنمية ودعم الحوار المنظم الهادف إلى الفهم المتبادل لتعزيز وترسيخ السلام والألفة بين الشعوب من اجل خير الإنسانية (كما تنص المادة الخامسة من القانون الأساسي للمجلس).
+ في فترات استعادة مكانته. بعد تجاوز المجلس للفترة الصعبة السابقة بعد تعديل أوضاعة المالية وعودة العائلات الأربعة إلى المشاركة في المجلس واستعادة ثقة الشركاء من التبرعين للمجلس من الدول الأوربية، بدء المجلس في تنظيم أوضاعة الداخلية وإعادة أنشطته بناء على القانون الأساسي للمجلس. ويعود ذلك إلى رغبة وتوجيهات رؤساء المجلس من رؤساء العائلات الأربعة وأنشطة الأمناء العامون للمجلس وأعضاء اللجنة التنفيذية.
آمل بمناسبة مرور خمسون عامًا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط أن يُعد المختصون في المجلس الذين لديهم الوثائق التاريخية تقريرًا وثائقيًا عن المجلس خلال هذه الفترة بكل ما فيها من أحداث مُرضية أو أحداث غير مُرضية.
ما سبق ذكره هو مما شاركت في أحداثه أثناء عضويتي في اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط منذ عام 1991 إلى عام 2024 وهو العام الذي طلبت من صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا ثيودروس ترشيح شخص آخر غيري لعضوية اللجنة.
المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها والمفوض البطريركي للشئون العربية بمصر. والعضو السابق في اللجنة التنفيذية بمجلس كنائس الشرق الأوسط، والعضو السابق في لجنة Resource Sharing بمجلس الكنائس العالمي.