ياسر أيوب
لا أملك الجرأة والرفاهية والشجاعة الكافية للمطالبة بحقوق كثيرة غائبة وضائعة لكثير جدا من لاعباتنا ولاعبينا فى مختلف الاتحادات والمنتخبات.. حق حمايتهم من ظلم وقهر وقسوة أفقدت معظمهم اتزانهم وتركيزهم وحتى طموحاتهم وأحلامهم.. وحق إنصافهم من مسؤولين ومدربين لا تستند اختياراتهم للموهبة والاستحقاق، إنما مجاملات المصالح والهوى.
وحق الصراخ والشكوى وعدم التنكيل بمن لم يعد يتحمل أو يقبل ما يجرى ففقد القدرة على السكوت.. ولو نال لاعبون كثيرون الأمان والحماية وتحدثوا عما رآوه من فساد وفضائح وما عاشوه من إساءة واضطهاد وما دفعوا ثمنه من دموعهم وإنسانيتهم.. فسنكتشف أننا أمام واحدة من كبرى مشكلات مصر الرياضية.. مشكلة مسكوت عنها لا يستطيع أصحابها الكلام لأنهم يعرفون مقدما أنه لأحد سيسمعهم أو يتعاطف معهم ويساندهم.
فالجمهور لا يعرفهم ولن ينشغل بهم ولا يتابعهم إلا فقط وقت البطولات فيصفق لهم وقت الفوز ويلعنهم ويسخر منهم عند الخسارة.. وإعلاميون كثيرون لن يضحوا بمسؤولى الاتحادات من أجل لاعبات ولاعبين مجهولين لا يملكون ما يملكه نجوم كرة القدم من شهرة وأضواء.. واللجنة الأوليمبية المصرية لن تخوض حربا ضد أى اتحاد لأنها أصلا مجرد اجتماع لرؤساء نفس الاتحادات.
ولن ترحب الوزارة بفتح باب تخرج منه هموم ودموع وأسرار وحكايات ستؤكد أن الأمور ليست بخير.. والدليل أن الجميع على استعداد تلقائى ودائم للسخرية وانتقاد أى لاعب يخسر دون اهتمام بمعرفة كيف عومل هذا اللاعب وكيف أهدروا كرامته وملأوا قلبه بجروح النفس ثم طالبوه بانتصار الجسد.. وأصبح الجميع أيضا على استعداد لأن يلعنوا ويتهموا بالخيانة كل من رحل أو يفكر فى الرحيل عن مصر دون تمهل قبل إصدار الأحكام والتساؤل أولا عن مقدمات وأسباب حقيقية لذلك القرار.
ولم يعد هناك كثيرون يتعاملون مع اللاعبين باعتبارهم بشرا يمكن أن يدركهم تعب ومرض أو حزن وخوف أو يأس وإحباط.. إنما يراهم هؤلاء الكثيرون مجرد ماكينات لابد أن تدور عند الضغط على الأزرار وحين تعجز عن الدوران فمكانها صناديق قمامة الإهمال والنسيان.. وأعرف أنه ليس كل اللاعبين دائما ضحايا وأصحاب حق، لكننى لا أقصد الاستثناءات.
وأعرف أن هناك لاعبين قد تساندهم عائلاتهم على مواجهة ما تعرضوا له من مظالم وإحباط مقابل لاعبين آخرين كثيرين لا ظهر لهم أو سند ويواصلون اللعب رغم القهر فقط لتبقى الحياة ممكنة.. وأعرف لاعبين كانوا أحق بالمشاركة لكن للأسف شارك من هم أقل منهم قدرة وموهبة لكنهم الأكثر نفوذا وعلاقات.. ولاعبين مميزين فشلوا لأن اتحاداتهم فرضت عليهم مدربين بعينهم للمجاملة والمحاباة.. ولاعبين كانوا يستحقون إعدادا أفضل لم يتم توفيره لاستغلال هذا المال فى أمور أخرى.
نقلا عن المصرى اليوم