كتبها Oliver
اللاهوت هو المعرفة المتاحة للبشر عن طبيعة الله و صفاته و أعماله. و لا يوجد مصدر لهذه المعرفة سوى الكتاب الوحيد الذى كلمنا عن الله .الكتاب المقدس.فالله لم يره أحد قط. لكنه أوحى إلى من إختارهم ليكتبوا الأسفار و منحهم معرفة بسيطة لكنها بالتأكيد كافية لخلاص الإنسان. هذه المعرفة عن جوهر الله و أقانيمه و طبيعته و صفاته الخاصة به وحده .أوحى بها فكتبها الأنبياء و منهم تعلمناها إذن اللاهوت هو معرفة متصلة بالله وحده.
علم اللاهوت هو العلم الذى يأخذ هذه المعرفة عن الله يجمعها و يدرسها و يشرحها و يفسرها مستعيناً أيضاً بشروحات الآباء الأعمدة الذين تعمقوا فى هذه المعرفة العلوية .علم اللاهوت لا يربط بين طبيعة الله و بين التاريخ و لا الجغرافيا.الله فى طبيعته بنفس هذه الطبيعة قبل وجود تاريخ و قبل أن تتكون جغرافية هذا الكون. و سيظل الله بطبيعته بعدما يفني الكون كله. فطبيعة الله و صفاته معه منذ الأزل و إلى الأبد. أما الخليقة كلها فى الأرض و السماء هى مستحدثة و ليست من طبيعة الله في شيء. بالتالي فالتسمية المبتدعة (اللاهوت الفلسطيني) تسمية خاطئة لا علاقة لها بعلم اللاهوت .تماما كما راجت في تسعينات من القرن الماضى تسمية لاهوت الجمال ثم أسماء أخرى كلها تعكس عدم فهم من يستخدمونها بمعنى (اللاهوت).
كتاب اللاهوت الفلسطيني لم يذكر شيئاً عن طبيعة الله و صفاته و أعماله.فهو خطاب سياسي يستأجر حفنة مأجورة من أناس مستعدون لبيع إيمانهم لمن يدفع.لا أحد مقتنع بما يقولونه و لا حتى هم لديهم إقتناع بمنطقهم.هذا كتاب ضحك على العقول و لا علاقة له باللاهوت.
إنهم بكل جرأة يدلسون و ينافقون.يتجرأون على النصوص الكتابية فإن لم يتمكنوا من إستبدالها كاملة يقومون بإستبدال إسرائيل بفلسطين.و يجعلون المسيح المتجسد فلسطيني. و نسب المسيح اليهودى واضح فى مقدمة الأناجيل.المسيح يهودي و أورشليم لم يكن إسمها القدس في يوم من الأيام و صهيون إسم مقدس حتى أن السماء سميت (صهيون الجديدة) فصهيون الكتاب ليست حركة سياسية .و هؤلاء المنافقون الذين يعتبرون ما يقولونه أنه لاهوت يتناسون أن من يمولهم لا يؤمنون بالمسيح و لا بتجسده و لا بموته و قيامته و خلاصه .و مع ذلك أنتم تبيعون إيمانكم من أجلهم.
إذن اللاهوت الفلسطيني هو كتاب ثورجى ليس فيه شيئاً عن اللاهوت.و قد أخذ إسم اللاهوت عن جهل.فماذا فيه أيضاً من مشاكل؟ يدعون أن كتابهم هو رؤية فلسطينية تبحث في الكتاب عن سر النكبة و عن رأى الله في الجدار و غيره من أسئلة ساذجة ليس من أجلها أعطى الله للبشر هذا الكتاب. و مع ذلك,فالأمر واضح فى الكتاب أن الله يستخدم الشعوب كعصا لتأديب شعوبا أخرى .و كل شعب إنحرف عن الله يتأدب و ذلك يتضمن ما حصل لشعب الله ذاته يش 7: 13.و إلا فليسألوا أين ذهبت سدوم و عمورة؟ نينوى و مادى و فارس؟ أين راحت الإمبراطورية الرومانية و العثمانية ؟ أين هم عماليق الآن؟ خر34: 11 إن القاعدة الروحية في الكتاب واضحة. الله يستخدم الشعوب أداة لتأديب شعوبا إنحرفت و نالت فرصا وفيرة للخلاص و لم تستجب حتى إمتلأ كأس عصيانها قدام الله تك15: 13 – 16 تث9 : 1- 5 فهل يريد كل شعب إنجيلاً خاصا بجنسه ليجيب علي نفس السؤال؟
الكتاب المقدس لا ينتسب للأرض التى كُتب فيها بل ينسب لله الذى أوحى به. و إلا فليقل المصريون أن أسفار موسي مصرية و البابليون يأخذون سفرى حزقيال و دانيال لأنفسهم و الكلدانيون يجعلون الوحى الإلهى لأبينا إبراهيم وحياً كلدانياً و الوعد لإبراهيم منحصراً فى أور الكلدانيين.و يجعل المصريون إنجيل مرقس فرعونياً و يدعي الأوروبيون أن رسائل بولس أوروبية و يحتكر اليونانيون سفر الرؤيا فيكون يونانياً من بطمس .و يستحوذ كل شعب على السفر الذى كتب فى أرضه.مع أن كلمة الله هى للجميع ليس يهودي و لا يوناني.ليس سكيثي و لا بربري .و مع إن الله اختار شعب إسرائيل ليتمم خلاص البشرية من نسله لا أننا لم نسمع واحدا منهم يقول أن الأسفار إسرائيلية و إنها حكر علينا؟و اللاهوت لاهوتنا و الكتاب كتابنا؟
أي قراءة أو تفسير للكتاب المقدس تجعل الظروف السياسية الجارية هى التى تقود العقل لفهم الكتاب هى رؤية تخلو من الله صاحب الكتاب و ناطقه.الكتاب المقدس ليس أداة لتفسير التاريخ و السياسة.بل وسيلة لخلاصنا.يبنى إيماننا و يسند رجاءنا و يعلمنا الإله الذى نعبده.يرفعنا من المرئيات إلى الله غير المرئى.يفتح قدامنا مدخلاً مبهراً للحياة الأبدية .هو كتاب لا يغمسنا فى الأرض بل ينتزع ميولنا منها فتصير علوية.
الإنجيل كتاب كل الأجيال.إلى دهر الدهور باق.لا يتكيف مع الظروف بل يحكم الحياة و ما فيها.الإنجيل دستور إلهى لأجل الإنسان لكنه غير خاضع للإنسان بل الإنسان يخضع له فينجو .ليس فى الكتاب المقدس فراغات تطلب من يملأها.هو كتاب كامل من إله كامل لكل العصور و الأجيال و الأماكن.و من يجعل الإنجيل فلسطينياً يتلاعب بألفاظ الكتاب لكى يتكسب منه كالكتبة و الفريسيين.
هذه المغالطات من بعض الفلسطينيين تشبه مغالطات بعض المصريين من الكنيسة الإنجيلية أمثال رفعت و اكرام لمعى الذين إبتدعوا كتابا إسلاميا سموه الإنجيل العربي. و كتب الصوفية الإسلامية التي خلطها البعض بالإنجيل حسب جهلهم مثلما فعل اللبنانين عدنان الطرابلسي و يوسف درة و ماهر فايز المرنم , هى مدرسة فريسية واحدة , نفس النفاق نفس البدعة التى تريد إرضاء من حولهم على حساب الحق الإلهي. ليس من سياج ضد البدع قدر التعمق فى سماع ما يقوله الروح للكنائس دون محاولة ترويض النصوص و فبركة الكلمات لإرضاء الناس.
الفرق بين اللاهوت الروحى و الفضائل: التسمية الصحيحة تمنع الأفكار الخاطئة. الفضائل هى علاقة الإنسان بالإنسان حسب الوصية مثل (محبة القريب – العطاء –الإحتمال)هذه فضائل روحية كذلك الفعل البشرى فى علاقة الإنسان بالله( الإيمان- الصبر- الجهاد الروحى- الرجاء- المحبة لله) هذه فضائل لأنها فعل بشرى قدام الله أما الخلاص مثلاً فهو لاهوت روحياً و هو ما يأتى من طرف الله لأجل الإنسان . فنحن نقول المحبة الإلهية أى محبة من الله هذا لاهوت روحى يأتى من طبيعة الله لكن محبتنا لله ليست محبة إلهية هي فقط فضيلة روحية نعيشها بمعونة من الله.
خلاصة الأمر لا يوجد لاهوت فلسطيني أو بأى إسم آخر.فاللاهوت خاص بالله وحده.و هذا الإنحدار فى التعليم هو نتيجة طبيعية للإستناد إلى القصص و الحكايات التافهة كوسيلة للتفسير و الوعظ فيتحقق الإبتعاد عن عمق الكتاب المقدس دون أن ننتبه إلى هذه السطحية في التعليم كما في الترنيم كما في الكتابات.لو إستمر التعليم بهذه الضحولة و السذاجة فهذا يمهد أرضاً خصبة لكافة الهرطقات الجديدة.نحن اليوم نستغرب هذه المهاترات لأن فينا بقايا من تعاليم عميقة مستمدة من كلمة الله لكن الخوف أن يأتى وقت تقدم فيه هذه المهازل بإسم التعليم فلا تستغربه الأجيال بل تصدقه و يضيع وسطها الحق الإلهي .و يكون دمهم علينا لأننا زرعنا لهم الأرض بالتعليم بالقصص و المعجزات لكي يحصدوا هم المرارات.
فلتكن هذه البدعة ناقوساً يدق منذراً لنعيد النظر فى عمق التعاليم التي نعلم بها و نجتهد لإقتناء ما يقوله الروح للكنائس. ,فالسيد المسيح في عظته الخالدة على الجبل كان مهتماً جداً أن يعيد البشر إلى التعليم الإلهي و ليس تعاليم الناس. نجد رب المجد يعيد توجيه الأنظار إليه بقوله المقدس : أما أنا فأقول ... ليت فينا القلوب التى تثبت علي ما يقوله المسيح ابن داود.