1914 -1990
 بقلم /ماجد كامل  
يعتبر الدكتور لويس عوض  (1914  – 1990 )  واحدا من أهم المفكرين المصريين المعاصرين ؛ فهو الرجل الذي أثرى  الحياة الثقافية المصرية بالعديد من الكتب والمراجع القيمة ؛ وهو أيضا المفكر والباحث الجريء الذي تميز بالكثير من الآراء الحرة والجريئة والذي قد يختلف معه المثقف المصري في الكثير منها ولكنه في النهاية  لا يستطيع إلا  احترام الكثير من أرائه نظرا لما تميز به الناقد الكبير من ثقافة موسوعية مع قدرة فذة علي العرض والنقد والتوثيق والتحليل لأرائه  ؛ وسوف نبدأ في هذا المقال أولا بعرض نشأته وحياته ثم أهم المؤثرات في  تكوينه الفكري والثقافي وأخيرا  أهم كتاباته
 
أولا :-نشأته وحياته:-
 ولد لويس عوض واسمه بالكامل "لويس حنا خليل عوض" في 21 ديسمبر 1914 بقرية شارونة وهي احدي القرى التابعة لمدينة مغاغة بمحافظة المنيا  من أسرة قبطية متوسطة الحال . وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة "قسم اللغة الإنجليزية " وتخرج منها في عام 1937 ؛ وأوفده عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلي جامعة كمبريدج بانجلترا للحصول علي درجة الدكتوراة غير انه اضطر للعودة إلي مصر عام 1940 بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية ؛ وجاءته الفرصة مرة أخري ولكن هذه المرة إلي جامعة برنستون بالولايات المتحدة حيث حصل علي درجة الدكتوراة من هناك وكان ذلك عام 1953 وكانت موضوع الرسالة حول (أسطورة برومثيوس في الأدبين الإنجليزي والفرنسي)   ؛ عمل بعدها فترة في الأمم المتحدة ؛ كما عمل كاتبا صحفيا بجريدة الجمهورية والأهرام ومجلة المصور وغير ذلك من المجلات الأدبية. حصل علي وسام الاستحقاق من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وذلك في عيد العلم عام 1964 . كما حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1989 . ثم توفي في 9 سبتمبر 1990 عن عمر يناهز 76 عاما .
 
ثانيا   :- أهم المؤثرات في حياته 
لعل أول مؤثر اثر في التكوين الفكري والثقافي للدكتور لويس عوض هو مكتبة والده فلقد كتب عنها يقول (لقد كانت لدي لديه مكتبة لا بأس بها تضم عددا كبيرا من الكتب  ؛ وكانت تمثل نماذج من صفوة الفكر الإنساني . وقد كان لهذه المكتبة اثر كبير في تثقيفي ) . الأثر الثاني الذي اثر تأثيرا كبيرا في التكوين الفكري للدكتور لويس عوض هو الجامعة المصرية فلقد نهل من مكتبة الجامعة حتي انه كان يقرأ في كل كتاب مقرر عليه أضعاف النصوص المقررة منه
 
أما الأثر الثالث والهام في تكوين الدكتور لويس عوض فهو علاقته بما اسماهم بـ "العمالقة الثلاثة " ويقصد بهم (الدكتور طه حسين– الأستاذ عباس محمود العقاد – الأستاذ سلامة موسي ) وهو يلخص أثرهم في حياته بهذه العبارة ( أن الذي حرث ارض فكري هو العقاد ؛ وان الذي بذر فيها البذور هو سلامة موسي ؛ أما الذي سقي نبتها وشذبها تشذيبا فهو طه حسين) . والأثر الرابع والأخير في التكوين الفكري للدكتور لويس عوض هو دار الكتب المصرية بباب الخلق حيث يذكر الدكتور لويس عوض في سيرته الذاتية انه حين كان يقرأ كتاب للدكتور طه حسين عن أبو العلاء المعري مثلا فانه يذهب إلي دار الكتب ليستكمل معلوماته عنه من خلال الكتب الموجودة بالدار وكان يسمح له باستعارة ثلاثة كتب في كل مرة  وهكذا فعل نفس الشيء مع مؤلفات العقاد وسلامة موسي وعن اثر دار الكتب في حياته يقول د/لويس عوض (وهكذا استطعت بفضل دار الكتب أن ادرس دراسة منتظمة في الأدب الإنجليزي وفي الأدب العربي علي السواء . وربما استطعت بفضلها أن احصل ضعف ما كان يحصله طالب الجامعة في عام واحد)
 
ثالثا :- أهم كتابات لويس عوض :-
 لعل أول ما يلاحظه القاريء في كتابات الدكتور لويس عوض والتي بلغت حوالي خمسين كتابا في مختلف فروع المعرفة الإنسانية هو الموسوعية الشاملة ؛ فلقد كتب في الإبداع الأدبي (ديوان شعر بلوتولاند – رواية العنقاء – مسرحية الراهب ) وفي أدب السيرة الذاتية كتب (مذكرات طالب بعثة – أوراق العمر ) وفي الترجمة ترجم (فن الشعر لهوراس –حاملات القرابين لاسخيلوس- برومثيوس طليقا لشيلي -  انطونيوس وكليوباترا لشكسبير ––الوادي السعيد لصمويل جونسون-صورة دوريان جراي لاوسكار وايلد   ) وفي النقد الأدبي كتب (في الأدب الإنجليزي الحديث –دراسات في أدبنا الحديث –المؤثرات الأجنبية في الأدب العربي الحديث –الثورة والأدب ) أما في الفكر السياسي والاجتماعي فلقد كتب (دراسات في النظم والمذاهب –الجامعة والمجتمع الجديد – تاريخ الفكر المصري الحديث في أربعة أجزاء – أقنعة الناصرية السبعة –ثورة الفكر في عصر النهضة الأوربية – دراسات في الحضارة )  وهذا كله علي سبيل المثال وليس الحصر .
 
ومن خلال القراءة السريعة لبعض كتابات لويس عوض ؛ نجد أنه تأثر كثيرا بالفكر والحضارة الغربية ؛ ففي مكتبة والده يذكر أنه قرأ (كانت لديه مكتبة إنجليزية لا بأس بها عددا "نحو مائة كتاب " ؛ولكنها كانت تمثل نماذج من صفوة الفكر الإنساني . وقد كان لهذه المكتبة أثر كبير في تثقيفي عندما بلغت المرحلة الثانوية . كان فيها من أعمال الحكماء القدماء ترجمات لخوطر ايبكتتوس ؛ولسينكا ؛و"التأملات " لماركوس أوريليوس ؛ومن أعمال الحكماء المحدثين ترجمات لمقالات مونتاني ؛والخوطر لبسكال ... كذلك كانت في مكتبة أبي "سيرة نلسون " لروبرت سذي ؛ورسائل "سيدني سميث" وكتابان لثورو هما "وولدين" و"العصيان المدني " .... وقد أذهلني أيام دراستي الثانوية أن أجد في مكتبة أبي ترجمة إنجليزية للبؤساء لفيكتور هيجو تقع في نحو ألف صفحة بالبنط الدقيق ....الخ ) . وعن سنوات تكوينه والكتب التي كان يقرأها في طفولته وصباه يقول الدكتور لويس عوض ( وكان من أهم مكتشفاتي الأدبية بين سن الحادية عشر والسادسة عشر ترجمة أحمد حسن الزيات "لآلام فرتر" لجوتة و"روفائيل " و"البحيرة "للامارتين .وقرأت كل ما ترجم للعربية من مسرحيات سكشبير ؛وروايات تشارلز ديكنز. وكنت أواظب علي قراءة مجلة "البلاغ الأسبوعي " وفيها قرأت كثيرا من قصص موباسان ؛وتشيخوف ؛وجوركي وغيرهم مترجمة بأقلام محمد السباعي وعباس حافظ وأحمد لطفي جمعة المحامي  " ) . و
 
بعض مراجع ومصادر المقالة :- 
1- آرثر جولد شميث "الأبن " :- قاموس تراجم مصر الحديثة :_ ترجمة وتحقيق عبدالوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة :- المشروع القومي للترجمة ؛الكتاب رقم ( 251 ) ؛ 2003 ؛ الصفحات من ( 508- 510 ) . 
2- مينا بديع عبد الملك :- قاموس التراجم القبطية ؛ جمعية مارمينا العجايبي للدراسات القبطية بالاسكندرية ؛ 1995 ؛ صفحة 200 . 
3-بعض كتابات وأعمال لوبس عوض . 
3- محسن عبد الخالق :لويس عوض مفكرا ؛المجلس الاعلي للثقافة ؛ 2014 . 
4- نسيم مجلي :- لويس عوض ومعاركه الأدبية ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ 2010 .
5-  لويس عوض – المعرفة  ؛ موقع علي شبكة الانترنت .