Oliver كتبها
المسيح رأس الكنيسة.الرأس النازفة على الصليب.رأس بالحب تنزف و من نزيف الحب ننال الحياة و الخلاص و مغفرة الخطايا.كل السنين عطايا المسيح الفادى.الكنيسة أخذت وجودها من المسيح من محبته و دمه و بادلته المحبة بمحبة و الدم بدم.من دم مارمرقس و من جيل الى جيل .

رأس السنة القبطية هذه التى أخذت من الشهداء بدايتها و من الشهداء صارت تحسب السنوات لأن حسابها للسنين هو حصاد لمحبتها الملتهبة للمسيح.

الكنيسة فى مصر تتلذذ بالإيمان.تفتخر بالشهادة للرب يسوع الحمل المذبوح عنا.ثوبها أبيض بالمحبة و أحمر بدم الشهداء كثوب سيدها و صانعها.

لا نستطيع قراءة التاريخ المسيحي في الشرق إلا  و الشهداء هم الحلقات الرئيسية فيه .سواء أكانوا شهداء بيد الأباطرة الرومان  أو كانوا شهداء بيد الأريوسيين أو ثم بسبب الخلقدونيين ,فيما بعد شهداء بيد  الفتوحات الإسلامية و آخرين أيضاً يدعون أنهم مسيحيون لا سيما فى حروب الأيقونات.لقد إستمر نزيف الشهداء و إستمرت تضحيات الكنيسة رغم تعدد الأسباب.فالشهداء يفسرون لنا حقبات التاريخ القبطي.

الكنيسة القبطية حصل لها ما حصل للكنائس التقليدية الكبري.كالكنيسةالأثيوبية و اليونانية و الروسية و الهندية و الأرمينية و السريانية .ستجد أن الكرازة مورست بالإستشهاد. كلها كنائس جعلت أدوارها فى حفظ الإيمان كما تسلمته و عانت كثيرا لتتمم هذه المسئولية ( و ما زالت). كانت التكلفة باهظة من الشهداء و المعترفين.و أكثر المؤمنين الجدد فيها ولدوا من مخاض أمواج الإضطهادات  و بسبب ما جاز عليها من ضربات متلاحقة من أعداء الإيمان انحصرت كرازتها  داخلها و لم تخرج خارج  حدودها إلا فى أزمنة المجامع أو بسبب حوادث نفي و تهجير.

صارت الكرازة عند آباء الكنيسة بالتعليم و الكتابات الروحية والتفاسير التى أثرت فى العالم كله.كان الآباء ينزفون تعليماً صادقاً.فلولا الآلام التى واجهها الآباء القديسين الكبار  في كنيستنا ما كانت لكتابتهم تلك المصداقية و هذا التأثير المستمر حتى أخذته الكنائس الكبري مرجعاً لها.أكثرهم واجه محاكمات و إتهامات  ظالمة وتهديدات و نفي. كانت  الردود فى المحاكمات( الدفاعيات) فصلاً مستقلاً في التعليم الكنسي ما زال أثره باقياً.

إن شهداء  ليبيا رغم أن لهم عيداً مستقلاً لكنهم صاروا التجديد الحقيقي و الأصيل لشهداء القرون الأولى.لذلك هم إنعاش لذاكرة الكنيسة في عصرنا.و نموذج نقي للمحبة الباذلة و تنبيه مسموع للمتوانين في محبتهم للرب يسوع.تاريخ الكنيسة الحديث تم تدشينه بدماء شهداء ليبيا القديسين . و كما إنتبه العالم لشهدعء الكنيسة القبطية في ليبيا هكذا حدث عبر العصور.صار الإستشهاد في جميع الكنائس هو الوجه الأبرز لوحدة الإيمان..لأن أغصان الكرمة التي هوى السيف عليها قد أتاح لأغصان جديدة أن تطلع حاملة نفس الثمار.

رأس السنة القبطية رأس نازفة.أوراق أجندتها معاناة يومية. تذرف الدم و الدمع لأجل بناء كنيسة أو إسترداد مخطوفة أو دفع للمظالم.هكذا كل أوراق السنة القبطية ممزوجة بالإضطهادات إلا قليلاً.

إن إدارة الكنيسة في عصور الإستشهاد كان إستشهاداً من نوع مختلف.كان البطريرك لا يحتاط لنفسه غير أنه يجب أن يقوم بالرعاية التي تكرس لأجلها.يريد أن يموت و أن لا يموت . جاءت سنوات كانت الإضطهادات من مدسوسين يزعمون أنهم بطاركة مسنودين من الحكام  في وجود البطريرك الشرعي.كانت مناصب زائفة و الشعب يتشتت .جاءت سنوات قتلوا فيها كل الأساقفة و كادت الكنيسة لا تجد من يرسم لها أسقفا أو يسيم لها كاهناً. إن معاناة آباء الكنيسة كانت مساراً مستقلاً للإستشهاد يجب ألا نغفله.

فى كل عصر من عصور الإستشهاد كان هناك أكثر من معلم سواء بطريركاً أو عملاقاً من آباء الكنيسة الكبار.هؤلاء جعلوا مسئوليتهم تشجيع النفوس للتمسك بالمسيح رغم السيف.لا يمكن إنكار أدوارهم.كما لا يمكن إنكار أدوار الذين كانوا يجمعون أجساد الشهداء أو يؤرخون لإستشهادهم.الذين لولاهم ما عرفنا أو وجدنا الكثير عن القديسين الشهداء.

لا تستطيع كنيسة أن تحب المسيح دون تعبير عن محبتها.أما تعبير المحبة للكنائس فهو الثبات على الإيمان المستقيم  حتى لو كان الثمن دماء المؤمنين.لذلك أحب الرب هذه الكنائس و منحها قديسين و شهداء و شفعاء حقيقيون.لأن صانع الكنيسة هو صانع القديسين الذين فيها.
من ينكر ذاته ,من يبذل نفسه للآخرين ,من له محبة الشهيد للمسيح يحسب شهيدا. فلنحب الله على مثال الشهداء و المعترفين حاملين  صليب المسيح نتبعه  بفخر و شوق و حب.