أيمن زكى
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار رئيس الملائكة الجليل رافائيل الثالث في رؤساء الملائكة الذي تفسير اسمه شفاء الله وتكريس كنيسته التي كانت بظاهر الإسكندرية
ولقد ذكر رئيس الملائكة رافائيل في سفر طوبيا (أحد الأسفار القانونية في الكتاب المقدس "العهد القديم"، ولم يضفه جماعة البروتستانت في الطبعة البيروتية للكتاب المقدس) وقد كشف عن نفسه قائلًا "أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب" (طو15:12).
وكلمة رافائيل معناها "دواء الله"، وبعض الآباء يلقبونه بالملاك "مفرح القلوب".
ويروى لنا سفر طوبيا معجزات كثيرة صنعها الملاك رافائيل لطوبيا ووالده، ولأهمية هذه القصة سنوردها كاملة لتظهر مكانه الملاك رافائيل بين السمائيين..
"فأجاب طوبيا وقال لأبيه يا أبت أي أجرة نعطيه، وأي شيء يكون موازيًا لإحسانه؟. أخذني ورجع بي سالمًا، والمال هو استوفاه عند غابيلوس، وبه حصلت على زوجتي، وهو كف عنها الشيطان، وفرح أبويها وخلصني من إفتراس الحوت، وإياك أيضا هو جعلك تبصر نور السماء... حينئذ خاطبهما (الملاك رافائيل) سرًا وقال: باركا إله السماء واعترفا له أمام جميع الأحياء لما أتاكُما من مراحمه... أما أنا فأعلن لكما الحق، وما أكتم عنكما أمرًا مستورًا،
إنك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهارًا وتدفنهم ليلًا، كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب. وإذ كنت مقبولا أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة.
والآن فإن الرب قد أرسلني لأشفيك وأخلص سارة كنتك من الشيطان.
فإني أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب.
فلما سمعا ما قاله ارتاعا وسقطا على أوجههما على الأرض مرتعدين، فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا لأني لما كنت معكم إنما كنت بمشيئة الله، فباركوه وسبحوه. وكان يظهر لكم أني آكل وأشرب معكم، وإنما أنا أتخذ طعامًا غير منظور وشرابًا لا يبصره بشر. والآن قد حان أن أرجع إلى من أرسلني. وأنتم فباركوا الله وحدثوا بجميع عجائبه".
وهذه القصة الجميلة ترينا قوة شفاعة الملائكة ومحبتهم للبشر فقد مكث مدة طويلة مع طوبيا لكي يعينه وينقذه ويحرسه في رحلته، وكان أمامهم يأكل ويشرب حتى أن طوبيا لم يعرف أنه ملاكًا مرسل من الله إلا عندما أفصح الملاك رافائيل عن نفسه حتى لا يرتاع من منظره.
وتعيد له الكنيسة القبطية في اليوم الثالث من الشهر الصغير (النسئ) بتذكار تكريس كنيسته بظاهر الاسكندريه، حيث حدث انه القديسة اندرونيكا التي جاءت من روما خصيصًا لبناء كنيسة باسمه في الإسكندرية، لأن الملاك رافائيل ساعدها عندما تشفعت به، فنذرت أن تبني كنيسة باسمه في عهد قداسه البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين وكانت قد ورثت عن زوجها مالا كثيرا فأظهرت رغبتها للبابا في بناء عدة كنائس فأراها كوما كان تجاه البطريركية فتولت أزالته وبنت مكانه كنيسة ثم بنت كنيسة علي اسم الملاك روفائيل كرست في مثل هذا اليوم.
وقد رسم قداسه البابا ثاؤفيلس أبنيها أسقفين لقداستهما (تذكر هذه المعجزة بالتفصيل في سنكسار الكنيسة في اليوم الثامن عشر من شهر بابه).
بركه شفاعته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...