محرر الأقباط متحدون
بعد الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى إندونيسيا والتي استمرت ثلاثة أيام، أعرب الكاردينال رئيس أساقفة جاكرتا عن آماله في مستقبل "الإيمان والأخوة والشفقة" بين الأشخاص من مختلف الديانات في البلاد.
اختتم البابا فرنسيس زيارته الرسولية إلى إندونيسيا صباح الجمعة، حيث توجّه إلى المرحلة الثانية من زيارته التي تحمله إلى بابوا غينيا الجديدة. وبعد إقلاع الطائرة البابوية، تحدّث الكاردينال إينياتسيو سوهاريو هارجواتمودجو، رئيس أساقفة جاكرتا، لموقع فاتيكان نيوز وشارك أفكاره حول زيارة البابا إلى البلاد.
في جوابه على السؤال حول ما هو ملخصه لزيارة البابا فرنسيس وحول كيف تم استقباله من قبل الإندونيسيين الكاثوليك وغير الكاثوليك قال الكاردينال سوهاريو أعتقد أن كل شيء موجود في شعار الزيارة، والذي يتكون من ثلاث كلمات. إنه الإيمان والأخوَّة والشفقة. في الواقع، لم يكن هذا مكتوبًا على الطاولة، لكنه مرآة لديناميكية حياة الكنيسة في إندونيسيا. وقد سلّمناه إلى الفاتيكان، ووافق البابا فرنسيس عليه. لذلك، خلال هذه المناسبات في هذه الأيام الثلاثة في جاكرتا، عمل البابا فرنسيس على تعميق معنى تلك الكلمات الثلاث. وببساطة، أود أن أقول هذا: نحن، وليس فقط الكاثوليك، بل جميع أعضاء الطوائف الدينية الأخرى، نريد أن نطور أنفسنا في إيماننا. والأخوَّة هي من أهم مؤشرات الإيمان. إذا قلت إنك مؤمن وتنتمي إلى دين معيّن، ولكنك لا تنمو في الأخوَّة، فعليك أن تضع علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كنت مؤمنًا حقًا أم أنك فقط تنتمي إلى دين معيّن، ولكنك لست متدينًا.
ومن ثمَّ ثمرة الأخوة هي الشفقة. إذا قلت أنت أخي، أنت أختي، وأشياء من هذا القبيل، لكنك لا تظهر ذلك بموقف رحمة وشفقة، فما تقوله هو أنك تحاول أن تكون أخًا، أخًا صالحًا، لكن أفعالك يمكنها أن تضع علامة استفهام كبيرة على هذا القول. إذا جاز لي أن أقول ذلك، هذه هي بداية ونهاية حضور البابا فرنسيس. وكل شيء، وكل كلمة، قد تم تطويرها أحيانًا في سياقات مختلفة. على سبيل المثال، التقينا في الكاتدرائية مع الكهنة والأساقفة وأساتذة التعليم المسيحي والمكرسين. وألقى البابا خطابًا خاصًا للأساقفة والكهنة، وبشكل خاص لأساتذة التعليم المسيحي، الذين يقومون بالتدريس في الجماعات الأساسية أو المدارس، وبقدر ما أستطيع أن أتذكر، سلّط البابا فرنسيس الضوء بشكل خاص على ما قاله أساتذة التعليم المسيحي خلال اللقاء.
وعندما ذهبنا إلى القصر الرئاسي، كان البابا فرنسيس يتحدث عن البانشاسيلا وعن الأخوة والعلاقات بين أتباع الديانات المختلفة. ثم ألقى الرئيس أيضًا كلمة قصيرة، شكر فيها البابا فرنسيس على زيارته لنا. لدينا تاريخ طويل من العلاقات بين إندونيسيا والفاتيكان، لأنه في عام ١٩٤٧ بدأنا علاقات دبلوماسية، ثم في عام ١٩٥٠ كان الفاتيكان قد أنشأ سفارة بابوية هنا وكان لإندونيسيا سفارتها في الفاتيكان. ولذلك، لدينا علاقات جيدة وقد كان الرئيس سعيدًا جدًا حقًا ويمكن رؤية ذلك بسهولة في الطريقة التي استقبل بها البابا فرنسيس.
تابع الكاردينال سوهاريو مجيبًا على السؤال حول كيف يعتقد أن الإعلان المشترك الذي وقعه البابا مع الإمام نصر الدين عمر سيساعد على تعزيز الوئام بين الأديان والتسامح بين مختلف الحقائق في البلاد وقال تم التوقيع على الوثيقة من قبل جميع زعماء الديانات السبع. لذلك وقع عليها الجميع. إذا ذهبت إلى المسجد، أعتقد أنه عليك أن تتعلم تاريخ المكان الذي يقع فيه المسجد الآن. وقد قرر الرئيس الأول عمداً أن يكون مسجد الاستقلال قريباً من الكاتدرائية؛ لقد تقرر ذلك عمدا، لأنه كان هناك نقاش بين الرئيس ونائب الرئيس. وقد اقترح نائب الرئيس مكانًا آخر، لكن الرئيس قال إنه يجب أن يكون هناك. لذلك، نحن معًا وبالقرب من بعضنا البعض، لنرمز إلى مثالنا المثالي للعيش في وئام. بالأمس، بعد التوقيع على الوثيقة، أخبرني الإمام الأكبر أنه بعد هذا التوقيع علينا أن نجتمع ونناقش معًا ما يجب القيام به بعد التوقيع لكي لا تبقى مجرد وثيقة، بل تصبح البداية لمبادرات مختلفة تقوم بها الجماعات الدينية المختلفة هنا في إندونيسيا معًا. إنها ليست نظرية؛ لقد تم تطبيقها بالفعل، ونأمل أن يؤدي التوقيع إلى تعزيز طريقنا للمضي قدمًا نحو المستقبل معًا.
وختم الكاردينال إينياتسيو سوهاريو هارجواتمودجو، رئيس أساقفة جاكرتا، حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على السؤال حول إن كان بإمكانه أن يقدّم رسالة مختصرة حول كيف ستساعد هذه الخبرة مع البابا فرنسيس هنا الكنيسة على المضي قدمًا ومساعدة الجماعة والمجتمع، ليس فقط في إندونيسيا وإنما في كل مكان وقال اسمحوا لي أن أعود إلى الموضوع الأساسي لزيارة البابا إلى إندونيسيا. أعتقد أنه يمكنه أن يلخص كل رغبتنا أو أملنا في المستقبل: أن ننمو في الإيمان والأخوة والشفقة. أعتقد أن هذا ليس مخصصًا للكاثوليك فقط، ولكن سيتم فهمه بسهولة شديدة من قبل جميع الإندونيسيين. سيتم فهم الموضوع بسهولة شديدة من خلال التفاهم – أما عمليًّا فهذه مسألة أخرى - من قبل كل من ينتمي حقًا إلى أي جماعة دينيّة.