أيمن زكى

في مثل هذا اليوم تنيح النبي العظيم ملاخي أحد الأثنى عشر نبيا الصغار "ملاخي اسم عبري معناه رسولي" وهو آخر الأنبياء في العهد القديم ودعي الختم لأن نبواته كانت ختامًا لذلك العهد ولا يعرف عنه إلا ما هو مدون في سفره. وقد زعم بعضهم أن الاسم "ملاخي" هو لقب لاسم كاتب آخر كعزرا مثلًا ولكن لا يوجد شيء يدعم هذا الزعم بصورة واضحة، وقد يكون هذا لقبًا لأحد الأنبياء المجهولين على كل فما نظنه هو أن الكاتب كان نبيًا مستقلًا بذاته اسمه ملاخي ولم يكن لقبه فقط "رسول يهوه"

وحين كتب هذا السفر لم يكن لليهود أي ملك بل كان يحكمهم حاكم أو وال معين على الأرجح من قبل الملك الفارسي ونستنتج أن ملاخي قد جاء بعد كلٍ من حجي وزكريا وقد يكون أن هذه الأسفار الأخيرة قد جاءت بترتيب تاريخي على الأرجح. وعاش بعد السبي وبعد حجي وزكريا وبعد تتميم بناء الهيكل ويظن أنه كان معاصرًا لنحميا سنة 433 ق.م.

ويُظهر بُطل التذمر على الرب ويبكت الشعب على إهماله خدمته تعالى ويلومهم على الزيجة بالنساء الغريبات وينبئهم بأنهم سيدانون على ذلك. ويختم كلامه بالنبوة المشيرة إلى إتيان المسيح وإتيان إيليا سابقًا ومبشرًا به وإيليا يرمز إلى يوحنا المعمدان (مل 4: 5 و6 ومت 11: 14 و17: 12 قابله مع لو 1: 17).

وتنبأ عن دخول الأمم عندما قال:

"من مشارق الشمس إلى مغاربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمه طاهرة لأن اسمي عظيم بين الأمم" (ملاخي 1: 11).

كما أظهر لهم عدم إيفائهم العشور والبكور بقوله:

"هاتوا جميع العشور إلى الخزانة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود، إن كنت لا أفتح لكم كوي السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع وانتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض ولا يعقر لكم الكرم في الحقل قال رب الجنود" (ملا 3: 10 و11).

وتنبأ عن مجيء ماريوحنا المعمدان أمام السيد مخلص العالم بقوله:

"هاأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود" (ملا 3: 1)

وعن مجيء إيليا أمامه عند انقضاء العالم بقوله: "هاأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف فيرد قلب الآباء علي الأبناء وقلب الأبناء علي آبائهم لئلا أتي واضرب الأرض بلعن" (ملا 4: 5 و6).

ولما أرضي الله بسيرته الصالحة وأكمل أيامه بسلام أنتقل إلى الرب.

بركه صلاته تكون معنا آمين...

 

ولربنا المجد دائما أبديا آمين...