هاني صبري - المحامي
اندلع حريق ضخم فجر الاثنين الثاني من سبتمبر ٢٠٢٤ فى كنيسة سان اومير Saint Omer "الحبل بلا دنس " بشمال فرنسا وقضى الحريق على الكنيسة بالكامل ولم يستطع رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق من شدة النيران.
أن حريق كاتدائية سان أومير، يعيد إلي الأذهان حريق كاتدائية نوتردام الباريسية في إبريل 2019م ذلك الصرح العريق الذي لم يضمد جراحه حتي وقتنا هذا.
إنه يوم حزن آخر في تاريخ فرنسا تدمير كنيسة تاريخية هي مكان لجميع سكان المدينة ، ويأتونها من كافة إنحاء فرنسا ، فهي جزء من تاريخهم وتراثهم.
نري إن فرنسا بدون كنائس تفقد جزءاً أساسياً كبيراً من هويتها التاريخية والإنسانية.
لكن مع الأسف الشديد أصبح مسلسل حرق الكنائس المتعمد في فرنسا عرض مستمر حرقوا 40 كنيسة في ستة أشهر. وعلى الرغم من أهمية هذه الكنيسة التاريخية الفنية لم يستحوذ الخبر على الاهتمام الكافى فى وسائل الإعلام الفرنسية. وكأنهم اعتادوا على حرق وتدمير الكنائس.
وطبقا لوكالة الانباء الفرنسية ( AFP ) فقد تم حرق 39 كنيسة فى الستة أشهر الأخيرة وهذه الكنيسة رقم 40 وتنتهى التحقيقات بين إرهابي متطرف دينياً أو ماس كهربائي.
أن الكنائس في فرنسا '>حرق الكنائس في فرنسا معتمد والفعلة معروفين ولكن المؤامات
السياسية وضعف الدولة الفرنسية في مواجهة الاٍرهاب تجعل الأوضاع مرشحة للمزيد من العنف والإرهاب والكراهية والتخريب، وقد تنتقل عدوي الحرق والتخريب والإرهاب إليّ دول عديدة في أوربا.
أياً كانت ملابسات هذا الحادث، لابد من التصدي لجرائم حرق الكنائس والتعدي عليها ومواجهة ظاهرة التطرّف الديني في فرنسا بكل حزم وفقاً للقانون.
في تقديري الشخصي : أن فرنسا تدفع ثمن إيواء وفتح أبوابها لمهاجرين غير متجانسين مع ثقافة وروح فرنسا ..، فأنها تحصد نتيجته من خراب ودمار وإرهاب والقادم لا قدر الله ربما سيكون أسوء علي فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم من الدول التي تحتضن الإرهاب، لان الإرهابيين لا يعرفوا مفهوم الدولة وانتماءهم فقط لأيدلوجيتهم ومصالحم الضيقة فيكونوا قنبلة موقوتة في يد من يدفع لهم أكثر ، وسبق ان حذّرنا من تداعيات ذَلِك علي الحكومة الفرنسية ، فلابد من اتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة لحماية دولتهم وفقاً للقانون.
نحن ندق ناقوس الخطر: بأن الأوضاع في فرنسا تنذر بالخطر، ليس في فرنسا فحسب بل علي أوربا بأسرها، ولابد من مواجهة التطرُّف الذي أصبح يشكل خطراً كبيراً يهدد قيم الجمهورية الفرنسية منها حرية المعتقد، المساواة بين الرجل والمرأة والاختلاط.
فيجب التحرك سريعاً لأن كل مناطق فرنسا صارت متأثرة بهذا الفكر المتطرف وإلا ففي غضون سنوات قليلة، قد تخرج بعض من هذه المناطق والأحياء، والمدن من الجمهوريّة ، ويحدث ما لم يحمد عقباه.
ونري أن طوَّق النجاة بالنسبة لفرنسا للخروج من أزماته هو أن تحافظ علي هويتها ليعود لها الاستقرار وإلا للأسف الشديد ستكون خسائرها أسوء بكثير ونتمني إلا يحدث ذلك ، ويجب أن تتعلم من أخطاءها.
لذلك يجب علي الدولة الفرنسية أحكام الرقابة علي مؤسساتها ومراقبة المدراس والجامعات والجمعيات وتوعية الفرنسيين ووسائل الإعلام بمخاطر التطرّف والتشدد الديني ومنع التحريض والخطابات الانفصالية ، التي تحض على الكراهية والعنف، والمحافظة علي هويتهم الوطنية من أجل أن تبقي فرنسا إحدى أهم الدول العملاقة في العالم، ودائماً شئ ما يربط معظم دول العالم بكل ما هو فرنسي، وتنمني لهذا البلد العريق الخير والاستقرار والسلام لتكون متلقي الحضارات الأوربية وشعوب العالم. وان يعم السلام العادل والشامل والاستقرار العالم أجمع.