حمدى رزق

ووفقًا للقرار الوزارى الصادر مسبقًا من مجلس الوزراء، بترحيل الإجازات الرسمية التى تأتى فى أول أو منتصف الأسبوع إلى الخميس من نفس الأسبوع.

 

أخشى ترحيل إجازة المولد النبوى الشريف من يوم الاثنين ١٢ من ربيع أول ١٤٤٦ هـ، الموافق الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، لتصبح الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤، وفق تطبيقات القرار الوزارى أعلاه!.

 

لو أحسن الدكتور «مصطفى مدبولى»، رئيس مجلس الوزراء، لحافظ على إجازة المولد النبوى فى موعدها المقرر دينيا، لا يرحله أبدا، فى أجندة الإجازات الوطنية مناسبات دينية تحمل تواريخ بالتقويم الهجرى، والقبطى، ترحيلها يخل بطقسها الدينى الموروث، ليس مستساغا الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فى غير يوم مولده.

 

مولد الهدى من الأعياد التى تمس شغاف الروح عند المسلمين، كما ميلاد السيد المسيح عند المسيحيين، وإذا كانت الحكومة تملك ترخيصا بترحيل الإجازات لأسباب فرضتها جائحة كورونا، كورونا من الماضى القريب لا يحكم المستقبل القريب، وعليه وبأريحية حكومية، فلتحافظ حكومتنا السنية على مواعيد الأعياد الدينية فى مواعيدها المقررة سلفا، الأعياد الدينية لا تصح إلا فى مواعيدها، حالة دينية مستقرة فى القلوب لا يستحب قلقلتها.

 

إعادة النظر فى ترحيل أيام الأعياد الدينية وكذا الوطنية إلى نهاية الأسبوع تحتاج إلى مراجعة حصيفة، الحمد لله عافانا الله من جائحة كورونا التى استوجبت ترحيل الأعياد، فلتعد الأعياد إلى أيامها الاعتيادية قربى لهذا الوطن.

 

وجهة النظر فى هذه السطور تقول إن لكل شعب أعياده الدينية والوطنية، فى أيام معلومة، فرصة لتذكر الأيام الطيبة فى ذاكرة هذا الشعب، استمرارية ترحيل الإجازات تفقد الأعياد معناها.

 

تخيل المولد يوم الاثنين وإجازته الخميس، وثورة ٢٣ يوليو المجيدة نحتفل بها فى ٢٦ منه، ونصر ٦ أكتوبر العظيم فى ٨ منه، أخشى غدا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى، ننسى أعيادنا بفعل التقادم، لسنا فى حل من نسيان أعيادنا الدينية والوطنية.

 

ترحيل الأعياد وراء بعضها، وسنة ورا سنة، ينسينا الأعياد، تصبح أياما عادية، بلا مؤثرات دينية ولا وطنية، وفى ظهرانينا أجيال لم تعاصر هذه المناسبات المباركة، والأيام العظيمة، تكر السنون تتحول الأعياد والمناسبات إلى إجازت عارضة فاقدة الروح والمعنى فى ظل «معركة الوعى» التى نخوضها ضد مخطط الاستلاب الذى يستهدف تصحير الذاكرة الوطنية.

 

أعلم أن هذا الطرح لن يعجب متضبعى الإجازات، وهؤلاء يحسبونها باليوم على أجندة المكتب، وتبشرهم بها المواقع الإخبارية، يتشوقون لإجازات طويلة تخلو فيها الدواوين الحكومية من موظفى قضاء الحاجات، ويخرج الوطن من المدار الكونى ٧٢ ساعة كاملة، دون إحساس بالزمن، والوقت كما هو معلوم إن لم تقطعه قطعك إربا.

 

 

المولد النبوى ليس بدعة، وإن كان فهى مستحبة، إحياؤه لا إخفاؤه، وإجازته على وقتها، كما ميلاد السيد المسيح عليه السلام، مستوجب الحفاظ على الأعياد الدينية والوطنية فى أيامها دون ترحيلات تجهض معناها فى النفوس، والقول بأن ترحيل الإجازات لا يلغى الاحتفالات، مردود عليه؛ «حلاوة المولد» كما الكحك، وبعد العيد ميتفتلش كحك.

تقلا عن المصرى اليوم