د. وسيم السيسي
جن جنون كيتى أسانتى من زعماء الأفروسنتريك حين قرأ رسالتى الإنجليزية، التى تفضل بنشرها أستاذ علاء الغطريفى فى الـEgypt Independent، هاجم بحوث ماكس بلانك فى ألمانيا والتى تقول إن جين البشرة السمراء لم يظهر فى مصر إلا بعد ستمائة ميلادية، لم يعجبه هذا المعهد العظيم الحاصل على جائزة نوبل ٢٠٢٢.

رفض أسانتى بحوث جامعة ستانفورد مع جامعة برشلونة، والتى مؤداها أن جين البشرة السمراء لم يظهر فى مصر إلا بعد ١٣٠٠ ميلادية، وذلك بسبب تجارة العبيد، والتجارة البينية بين إفريقيا جنوب الصحراء وإفريقيا البحر الأبيض المتوسط، كما جاء فى بحوث معهد ماكس بلانك السابق ذكره. رفض كيتى أسانتى تقرير المجلة الأمريكية للوراثة البشرية، والتى نشرت بحوث ثلاثة من علماء كمبريدج: مارك جوبلينج، لوقا باجانى، كوفيسيلد، وملخص البحث أن البشرية خرجت من إفريقيا منذ ملايين السنين، فهل خرجت من مصر أم من إثيوبيا؟، فكانت النتيجة أن البشرية خرجت من مصر إلى آسيا، أوروبا، أمريكا، وكان العنوان: Egyptians In All Of Us. المصريون فينا جميعًا. هذا البحث منشور ٢٤- ٧- ٢٠١٥.

قال أسانتى: أقباط مصر أحفاد لليونان، ومسلمو مصر أحفاد للعرب، ضاربًا بعرض الحائط بحث مارجريت كندل، عالِمة الجينات الأمريكية، بأن جينات أقباط مصر ومسلميها واحدة فى ٩٧.٥٪ من العينات التى جمعتها عبر خمس سنوات منذ ١٩٩٤ حتى ١٩٩٩م، وأننا شعب واحد اعتنق الآمونية ثم المسيحية ثم الإسلام، كما رفض بحوث أ. د. زاهى حواس مع أ. د. يحيى زكريا، مع أ. د. سمية إسماعيل، مع أ. د. طارق طه، المنشورة فى مجلة Iama وخلاصتها أن ٨٨.٦٪ من المصريين يحملون جينات من أسرة توت عنخ آمون. رفض بحوث جامعة هارفارد عن كلوبانترى، القرن الإفريقى، مؤكدًا أنهم «الزنوج Negros»، كما يسمون أنفسهم، هم أصحاب حضارة مصر، وأنهم طُردوا إلى جنوب الصحراء، ولا يفسر لنا عدم وجود هرم أو حرف هيروغليفى أو مومياء هناك!، فهل نسوا حضارتهم فى جنوب الصحراء؟!.

ها هو ذا سنوسرت الثالث أو سيزوستريس كما يسميه اليونان «الأسرة ١٢» الدولة الوسطى، صاحب أول قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض عبر نهر النيل، اسمها: قناة سيزوستريس «السويس الآن» يقول: حددت الحدود المصرية، أقمت دوريات للإبلاغ عن التحركات المشبوهة للقبائل المحيطة بنا، فأصحاب البشرة السمراء إذا رأوك قويًّا يهربون، أما إذا تخاذلت فسيهاجمونك، وأصحاب البشرة السمراء ليسوا بقوم أشداء، ولكنهم فقراء كسيرو القلوب، أى «قلوبهم مكسورة»، ولقد أسرت نساءهم، أخذت آبارهم، ذبحت ثيرانهم، حصدت زرعهم، سُقْت رعاياهم.

أقسم بحياة والدى لم أنطق إلا صدقًا، وعلى كل ولد أنجبه أن يحافظ على هذه الحدود التى وصل إليها جلالتى حتى يكون ابن جلالتى وأُلحقه بنسبى لأنه يحافظ على هذه الحدود منتقمًا من أعدائنا «جنوبًا يقصد أصحاب البشرة السمراء، شمالًا يقصد الآسيويين»، أما مَن يتخلى عنها ولا يحارب دفاعًا عن سلامتها، فليس ابنى، ولم يُولد من ظهرى، «كان المفهوم الشائع أن السائل المنوى يوجد فى الفقرات العجزية الخمس الملتحمة معًا، وتسمى بالإنجليزية Sacrum أى العظام المقدسة، وهى من كلمة لاتينية الأصل: Sacrare، لذا كانوا يقولون من صلبى أو ظهرى»، هذا وقد أمر جلالتى بإقامة تمثال عند هذه الحدود، عليكم بالشجاعة والحرب حتى تحافظوا عليها.

تقول يا مستر كيتى أسانتى إنكم كنتم ملوك مصر وأصحاب حضارتها، فهل كان سنوسرت الثالث من أصحاب البشرة السمراء، ويقول عنهم: ليسوا بقوم أشداء ولكنهم فقراء كسيرو القلوب؟!، ألا ترى أن هذه الوثيقة Knock Out أى ضربة قاضية لكل مزاعمكم وأكاذيبكم؟!.

وحتى لا تعتقد أن ما قاله هذا الملك العظيم غير صحيح، أسوق إليك هذه المراجع وبالصفحة حتى لا تتهمنا بالعنصرية كما اتهمتنا فى ردك على رسالتى سالفة الذكر، وأنتم العنصريون، الأساتذة فى فن الكذب.. اكذب اكذب حتى يصدقك الأغبياء!.

1- Ian Show، The Oxford Hisyort Of Ancient Egypt. Oxford Universty Press 2003 Page 155.

2- Miriam Lichtheim: Ancient Egypt Litrature. A book Of Readings Berekely. ca.

جميلة يا مصر طول عمرك مطمع لقراصنة البحر ورعاة البقر، وأخيرًا صهيو أمريكان بلاك نجرو أفروسنتريكس!.
نقلا عن المصرى اليوم