الأقباط متحدون - زفة (لا) للدستورعلى أنغام الهون
أخر تحديث ٢٠:٢٧ | الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٢كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

زفة (لا) للدستورعلى أنغام الهون

زفة
زفة "لا للدستور"

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
يرجع أصل كلمة دستور( Constitution ) إلى اللغة الفارسية،وتتكون من شقين هما"دست" بمعنى قاعدة و"ور" صاحب؛ فيكون  المفهوم "صاحب
القاعدة" وهو يتعلق بالدولة لأنها تضم العديد من المؤسسات السياسية،وينظم العلاقات بين الدولة ومؤسساستها والشعب، ويعتبر الدستور وثيقة مكتوبة يحاط إصدارها بمجموعة من الضوابط القانونية، التي تضمن انعقاد الإرادة العامة والتعبير السليم عنها، من قبيل موافقة الهيئات التشريعية، بأغلبية معينة على هذه الوثيقة، وعرضها على الشعب للتصويت عليها في استفتاء عام، وكلمة استفتاء تعنـى إحالـة "الدستور" الذى تم وضعه عن طريق اللجنة التأسيسية ، للشعب "مصدر السلطات" لاستطلاع رأيهم فيها.

على أية حال ،شهدت مصر مابين  عام (1805-1882م) نضالا من أجل الدستور، وتحقق الحلم باصدار دستورعام(1882م) ولكن سرعان ما تم إلغاءه  فى ذات العام،فواصل الشعب جهاده حتى صدر دستور(1923م) وتم إلــغاءه ، وصـدور دستور(1930م) واعترض الشعب عليه،وقـام بانتفاضة (1935م) واستجاب الملك "فؤاد الأول"(1914-1936م) للشعب بالعودة للعمل بدستور  (1923م).

وظل العمل به حتى ديسمبر (1952م)، وعــقب صدور أول إعــــلان ستورى فى ديسمبر من ذات العــــــام. تم تشكيل لجنــة فى 13 يناير 1953م لوضع الدستور، وانتهت باعــــداد دستور (1956م) وخلال ذات الفترة صدر الاعلان الدستور الثانى فى فبراير( 1953م)، ثم تم إلـــغاء دستور (1956م) بصدور دستور (1971م) الذى تم تعديل بعض نصوصه،وعقب تنحى الرئيس السابق"محمد حسنى مبارك"(1981- 2011م) حتى فبراير (2011م)، تولت القــوات المسلحة إدارة شئون البلاد وتم ادخــال بعض التعديلات على الدستور بعد موافقة الشعب المصرى عقب استفتاء 19 مارس 2011م، وعـــقب تولى الرئيس "محمد مرسى" أنتهت اللجنة التأسيسية من وضع الـــدستور لمصر وتم تسليمه من اللجنة التأسيسية فى حفلة بمقر قاعة المؤتمرات بمدنية نصر، للرئيس فى أول ديسمبر(2012م) وتم تحديد 15 ديسمبر للاستفتاء عليه.

وعقب طرح الدستور للاستفاء عليه فى يوم السبت الموافق 15 ديسمبر 2012م، انقسم الشعب المصر إلى تيار عرف بـ "المدنى" وتيار "إسلامى " وقامت العديد من المظاهرات والمليونيات ،كان منها مظاهرات "قــــــــصر الاتحـــــادية" فى 4 ديسمبر 2012م من جانب الغالبية العظمى من الشــــعب المصرى، إى من التـــيار "المدنى" وأعقبها اعتداءت عليه فى يوم 5 ديسمبر 2012م، وهو ما عرف بالأربعاء " الدامى " لوجود حـــالات قتل وأصابات كثيرة.

وشاركت  نساء مصر ــ  أحفاد الملكة "حتشبسوث" والملكة "كليوباترا" و"نفرتارى" و"شجر الدر" و"وهدى شعراوى" وغيرهـــــم من نساء مصر العظماء ــ فى مظاهرات الاتحادية  وعلى نغمــــات الهون ومصاحبة أدوات المطبخ،  وهى التى أعطت مزجاً موسيقياً كان فريدأ من نوعه لأول مرة فى مظاهرات تشهده البلاد؛ عزف النساء لحن"لا" للدستور، و "لا"  لـــلرئيس مطالبين؛ بالغاء الاعـــــلان الدستورى الذى اصدره الرئيس فى نوفـــــــمبر 2012م،والغاء الاستفتاء على الدستور،واللجنة التأسيسية،بل وريحل النظام وعلى رأسة رئيس الجمهورية.

وفى 15 ديسمبر 2012م،تمت المرحلة الأولى فى الاستفتاء على الدستور ويضم ( 10) محافظات،وشهــــد الاستفتاء العديد من التعــــــديات والتزوير والانتهاكات فى بعض اللجان  لصالح "نعم" ـ حسب ما ورد بوسائل الإعلام بشتى أنواعه واعلنت النتيجة بنسبة (56%) بنعم مقابل (44%) (لا)،ونذكر هنا للتاريخ  أنسحاب نادى القضاه من الاشراف على الاستفتاء،واعتماد لجنة الانتخاب على مجلس الدولة.

وفى 19 ديسمبر 2012م قامت نساء مصر،بتكوين وقفة بجوار تمثال النهضة بناحية جامعة القاهرة،مطالبين نساء مصر بالاستفتــــاء بـ (لا) على الدستور،ووضع دستور جــــديد  يتضمن حقوق جميع المصريين ويرفع من مكانة المرأة المصرية.

وحتى كتابة هذه السطور لم يتم استكمال المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور بـ (17) محافظة، ولم تحسم معركة الدستور مابين التيار المدني الذى ينادى بــ (لا)، والتيار الإسلامى الذى ينادى (بنعم).


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع