في قرية الهمامية التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط، دفع هوس الثراء السريع، 3 أشقاء إلى ارتكاب جريمة قتل طفل يبلغ من العمر 8 أعوام، والذي عُثر على جثته مذبوحة ومقطوع اليدين، بغرض بيع يديه للمنقبين عن الآثار، لاستخدامهما في أعمال التنقيب.
محمد عصام، الطفل البالغ من العمر ثماني أعوام، الذي كان معروفًا ببراءته ومرحه، أصبح ضحية لمؤامرة دنيئة، وقد كان محمد يلعب ببراءة مع أصدقائه في الشوارع الضيقة ويستمتع بوقته في الحقول الخضراء المحيطة بمنزله، دون أن يدرك أن ثلاثة من أقاربه كانوا يخططون لقتله وتقطيع يديه لبيعها لمنقبين عن الآثار.
في يوم الثلاثاء، 18 يونيو الماضي، بينما كان الطفل محمد عصام، يلعب أمام منزله، اقترب منه قريبه مدحت وطلب منه مساعدته في تنظيف الزريبة من مخلفات البهائم، وعند وصول محمد إلى الزريبة وجد مدحت وأخاه مصطفى بانتظاره؛ بدأوا العمل معًا، ولكن فجأة تغيرت الأجواء، وأمسك مدحت بمحمد وأخذ منه هاتفه وأسقطه على الأرض، وحاول محمد الصراخ، لكن مدحت أخرج سكينًا وذبحه من رقبته، بينما كان مصطفى يمسك برجليه.
وبعد أن ألقي القبض على مدحت ومصطفى ومحمود، بدأت النيابة العامة في التحقيق معهم بشكل مكثف؛ قال المتهم الأول "مدحت.ع"، 19 عامًا، طالب من العقال القبلي- مركز البداري، إنه قتل محمد عصام يوم الثلاثاء 18/6/2024 حوالي الساعة 1:30 ظهرًا، وألقى جثته في الزرع في فجر اليوم التالي، الأربعاء، حوالي الساعة 4:30 صباحًا بعزبة البابور.
وأضاف خلال تحقيقات النيابة أنه خطط مع أخيه مصطفى لقتل محمد عصام وقطع كفيه، معتقدًا أن الشيوخ الذين يبحثون عن الآثار يستخدمون كفوف الأطفال في عملياتهم، وكان ينوي بيعها لأي شخص يحفر عن الآثار.
وتابع قائلاً إنه لم يخبره أحد بذلك، ولكن هذا ما يشاع في البلدة، فقرر تنفيذ الفكرة وبيع الكفوف للحصول على المال.
وأوضح أنه بعد أن جاءت الفكرة في ذهنه، اتفق مع أخيه مصطفى على تنفيذها. وفي اليوم التالي، رأى محمد عصام يلعب أمام منزله ومعه هاتف وصديقه أحمد، فقرر تنفيذ خطته.
وأشار إلى أنه اختار محمد عصام لأنه يسكن بجواره وكان أول شخص يخطر بباله عند التخطيط للجريمة.
وتابع بأنه في يوم القتل خرج من البيت ورأى محمد عصام يلعب أمام منزله، فقرر قتله كما خطط، وأحضر سكينًا من البيت ووضعها في شوال، ثم خرج مرة أخرى ليطلب من مصطفى إحضار محمد عصام إلى الزريبة بحجة تنظيف مخلفات البهائم.
وأوضح أن مصطفى طلب من محمد عصام وصديقه أحمد المساعدة في الزريبة، بعد وصولهم، تعب أحمد وغادر، بينما بقي محمد عصام. عندها، أمسك مدحت بمحمد وأخذ منه الهاتف، فصرخ محمد. قام مدحت ومصطفى بإسقاطه على الأرض، وأخرج مدحت السكين من الشوال وذبحه من رقبته، ثم قطع كفيه.
وأضاف مدحت أنه بعد التأكد من وفاة محمد، وضع الكفين في كيس أسود ودفنهما في الزريبة، ثم وضع جثة محمد في الشوال وعاد إلى البيت. أعطى الهاتف لمصطفى، الذي أخبر أخاه محمود بما حدث.
وأشار مدحت إلى أنه في الساعة الرابعة عصرًا دخل البيت وبقي حتى الفجر، عندما أخبره محمود بضرورة التخلص من الجثة بسبب الرائحة. قام مدحت ومصطفى بنقل جثة محمد إلى الزرع ورميها هناك.
بعد ذلك، عاد مدحت للتحقق من حالة الكفين ليبيعها، لكنه وجدها قد تعفنت، فقرر تقطيعها وخلطها بمصارين الفراخ ورميها للكلب.
وقال المتهم الثاني "مصطفى ع"، 15 عامًا، طالب من العقال القبلي، إنه كان في البيت مع أخيه مدحت عندما طلب منه إحضار محمد عصام للمساعدة في تنظيف مخلفات البهائم. كان محمد عصام برفقة صديقه أحمد، فطلب منهما مصطفى المساعدة وأخذهما إلى الزريبة حيث كان مدحت ينتظر ومعه سكين.
عندما دخلوا، طلب مدحت من أحمد المغادرة، ثم أسقط محمد عصام على الأرض وطلب من مصطفى أن يمسك رجله بينما ذبحه من رقبته. أخذ مصطفى هاتف محمد وخرج، حيث قابله أخوه محمود وسأله عن الهاتف. أخبره مصطفى أنه هاتف محمد عصام، فأخذ محمود الهاتف وكسره وحرقه في الفرن.
عاد مصطفى إلى الزريبة ليجد مدحت يقطع كفي محمد، بينما كان محمود يصوره. قرروا التخلص من الجثة، فوضعوها في شوال ورموها في الزرع.
أوضح مصطفى أنهم كانوا يخططون لقتل أي طفل يتراوح عمره بين خمس وسبع سنوات وأخذ كفيه لبيعها لشخص معروف عنه يعمل في مجال التنقيب عن الآثار، وفي النهاية قرروا قتل محمد عصام.
بعد رمي الجثة في الزرع، عاد مدحت ليتحقق من حالة الكفين ليبيعها، لكنه وجدها قد تعفنت، فقام بتقطيعها وخلطها بمصارين الفراخ ورماها للكلب.
وقال المتهم الثالث "محمود ع"، 22 عامًا، فلاح من العقال القبلي مركز البداري، إنه كان جالسًا في المندرة وذهب نحو الزريبة في وقت الظهر فوجئ بأخيه مصطفى يخرج منها وهو يحمل هاتفًا، فسأله عن صاحبه، فأجابه بأنه يعود لمحمد عصام. ظن محمود أن مصطفى سرق الهاتف، فكسره ودخل الزريبة ليجد أخيه مدحت واقفًا ومعه سكين ومحمد مذبوحًا من رقبته وميتًا.
أوضح محمود أنه عاد إلى البيت، وبعد العصر قابل عصام الذي كان يبحث عن ابنه في الترعة، فنزل معه للبحث حتى لا يشك أحد فيهم. أخبر مدحت ومصطفى بضرورة التخلص من الجثة لتجنب المشاكل، فقاموا بنقلها ورميها في الزرع وتنظيف المكان الذي تمت فيه الجريمة. هذا كل ما حدث.