محرر الأقباط متحدون
الوحدة والسير معا، الحفاظ على الجذور، نسج شبكة شركة، والحاجة إلى اتصالات تأتي من القلب. كان هذا من بين ما تضمنته رسالة فيديو وجهها عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني إلى المشاركين في لقاء للمجلس الكنسي للأمازون عُقد في البرازيل.
عُقد في ماناوس البرازيلية من ٢٣ حتى ٢٦ أغسطس لقاء للمجلس الكنسي للأمازون. وفي اليوم الأخير لهذا الحدث وجه رسالة فيديو عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني بدأها موجها الشكر على تمكينه من المشاركة في هذا اللقاء وإن عن بُعد. ثم تحدث عن تذكره بامتنان وتأثر للسينودس حول منطقة الأمازون مضيفا أن لقاء المجلس الكنسي للأمازون يؤكد مواصل هذه المسيرة.
وعقب تأكيده على أهمية السير معا أراد السيد روفيني تقاسم بعض الأفكار حول أهمية الاتصالات من أجل حماية أصولكم ولنسج شبكة شركتنا، قال عميد الدائرة في رسالة الفيديو. وأشار في هذا السياق إلى حديث البابا فرنسيس المتكرر عن أهمية اتصالات تأتي من القلب، من قلب لم يتحجر. ثم أراد السيد روفيني التذكير بعبارة لأحد ممثلي شعب الأشانينكا الأصلي خلال مشاركته في السينودس حول الأمازون، وذلك لأن هذه العبارة تشكل درسا بالنسبة للجميع، قال عميد الدائرة مذكرا بكلمات ممثل الشعب الأصلي في مؤتمر صحفي حين قال: لا تحجروا قلوبكم بل اجعلوها رقيقة، هذه هي دعوة يسوع، فهو يدعونا إلى أن نعيش متحدين، إننا نؤمن بإله واحد ويجب أن نظل متحدين. وواصل عميد الدائرة أن هذا ما يجب أن تخدمه الاتصالات، أن توحد لا أن تفرق.
هذا وذكَّر باولو روفيني بكلمات البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس حول الأمازون Querida Amazonia حين تحدث قداسته عن ضرورة الاعتراف بالآخر وتثمينه كآخر له حساسيته وخياراته الشخصية وطريقة عيشه وعمله. وواصل عميد الدائرة حديثه عن الاتصالات واصفا إياها بعطية تمزج اختلافاتنا وتجعلنا أعضاء أحدنا للآخر، عطية تعكس ترابط كل شيء. وأضاف معربا عن قناعته بأن ما عاشه المشاركون في هذا اللقاء للمجلس الكنسي للأمازون له أهمية كبيرة لا فقط بالنسبة لهم بل لنا نحن أيضا، قال السيد روفيني، وذلك من أجل أن نكتشف مجددا أننا شبكة، وللشهادة لأهمية أن نكون متحدين ولجمال الشركة التي توحدنا وتقوينا. وتحدث بشكل خاص عن تقوية روابطنا حين نفهم الطبيعية الكبيرة لخدمتنا الكنسية كخدام متواضعين لكننا مدعوون، أي أننا أدوات لرسالة تسمو علينا. وفقط حين تتوحد جهودنا، قال باولو روفيني، يمكننا أن نحفز التغيير الذي تحتاج إليه الإنسانية، وفقط من خلال اتصالات جيدة يمكننا هزيمة الغزو الاستعماري لوسائل الاتصالات الشاملة.
وفي سياق حديثه عن أهمية هذا اللقاء قال عميد دائرة الاتصالات إن كل حدث مثل هذا هو خطوة إضافية نحو بناء عالم أفضل واتصالات بديلة، وأضاف أن هذا عمل نقوم به معا إلا أن أمامنا مسيرة طويلة بعد. ثم تحدث عن حاجة ضرورية إلى نسج سرد مختلف لا يستسلم أمام الشر، سرد يقوم على الخير. وتابع باولو روفيني أننا مدعوون معا جميعا إلى الإسهام في منظومة اتصالات تقوم بالأحرى على الإنسانية أكثر منها على تقنيات الآلات أو الحسابات الخوارزمية.
ومن النقاط الهامة التي توقف عندها عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أهمية التكوين المستمر والحضور المتشعب والتحمل الجماعي للمسؤولية، كما وذكَّر بحديث الوثيقة الختامية للسينودس حول الأمازون عن الحاجة إلى ثقافة اتصالات تعزز الحوار وثقافة اللقاء والعناية ببيتنا المشترك. وذكَّر باولو روفيني من جهة أخرى بتأكيد قداسة البابا فرنسيس على ضرورة التحلي بنظرة روحية واستعادة حكمة القلب من أجل قراءة مستجدات زمننا وتحليلها وإعادة اكتشاف طريق اتصالات إنسانية بالكامل.
وختم عميد الدائرة مشيرا إلى الحاجة الضرورية إلى القدرة على النظر إلى عيون الأشخاص، إلى نظرة بإمكانها استعادة الوحدة بعد أن فرقتنا الفردانية، نظرة قادرة على أن ترى وتعترف وتفهم. ثم أعرب باولو روفيني لممثلي منطقة الأمازون عن الرجاء في أن يواصلوا مسيرتهم وأن تساعدونا، حسبما واصل، على ألا ننسى جذور اتصالاتنا، جذور التحدث الجيد، والاحتفاظ بهذه الجذور في قلوبنا.