ياسر أيوب

لا ننتبه غالبًا لما تقوم به أقدامنا وما تتحمله لتحمل أجسادنا لنبقى واقفين أو نتحرك ونمشى أو نجرى.. ولا نهتم بمعرفة كيف تستطيع أقدامنا ذلك بعظامها وعضلاتها ومفاصلها وأعصابها.. وباستثناء كرة القدم كلعبة وحيدة تمنع استخدام اليد بعكس ألعاب كثيرة مثل كرة اليد والسلة والطائرة والتنس وتنس الطاولة والاسكواش والجولف والرجبى وغيرها.. يتخيل كثيرون أن اليد هى التى فى كل هذه الألعاب تقوم بدور البطولة، بينما الحقيقة أن القدم لا يقل دورها عن اليد ويصبح أحيانًا أشد أهمية.

 

وكثيرة جدًّا هى الدراسات التى أثبتت أن سر تفوق محمد على كلاى لم يكن قوة لكمة يده لكن رشاقة قدمه. ويفوز فى رفع الأثقال مَن يمتلك القدم الأقوى والأكثر اتزانًا لتستطيع حمل الجسد والثقل الذى يحمله.. لهذا لم يفاجأ البعض حين تحدثت بطلة التنس اليابانية ناوومى أوساكا منذ يومين فقط عن الاستعانة بمدربة باليه أمريكية اسمها سيمون إليوت.. وكان خبرًا التفت إليه كثيرون أكثر من باقى أخبار وحكايات ونتائج بطولة أمريكا المفتوحة للتنس التى بدأت أمس فى نيويورك.. فلم تكن ناوومى لاعبة تنس عادية، لكنها الفائزة مرتين ببطولة أستراليا المفتوحة ومرتين أيضًا ببطولة أمريكا المفتوحة.

 

وأول لاعبة تنس آسيوية تصبح المصنفة الأولى عالميًّا.. وأول رياضية شهيرة تعترف منذ ثلاثة أعوام بالانهيار والعجز عن تحمل الضغوط النفسية والإعلامية وهى لا تزال فى الثالثة والعشرين من عمرها.. وساندها ووقف بجوارها كثيرون حتى عادت إلى اللعب من جديد.. ولم يكن أحد يعرف أن ناوومى أوساكا اختارت مدربة باليه لتساعدها على العودة إلى القمة من جديد..

فقد أرادت ناوومى مَن يعلمها الاستخدام الدقيق لقدميها، وكيف تتحكم فيهما أكثر بسرعة ورشاقة أكبر أثناء لعب التنس، ولم تجد أفضل من مدربة باليه.. وهكذا انضمت ناوومى إلى هذه المدرسة الاستثنائية، التى سبق أن أسسها الملاكم الشهير محمد على كلاى، وتعلم فيها تلاميذها كيف يُجيدون استخدام أقدامهم مهما اختلفت ألعابهم.. وإذا كان الكثيرون جدًّا قد شاهدوا دورة باريس الماضية، وكان منهم مَن يشجع لاعبات ولاعبى بلده أو يستمتع بمسابقات ألعاب يهواها ويتابع نجمات ونجومًا يحبهم.. فقد تابع أطباء وعلماء حركات القدمين فى مختلف ألعاب باريس من الوثب العالى إلى كرة القدم..

ومن الجرى والسلة والطائرة والسباحة إلى رفع الأثقال والجودو وتنس الطاولة والسلاح.. وكيف طور علم الميكانيكا الحيوية قوة القدم وحركتها وسرعتها.. وأكد هؤلاء الأطباء والعلماء من جديد أن تفوق نجوم الرياضة فى أى لعبة يبدأ من القدمين.. مثل الإعلان المصرى القديم الخاص بأحذية باتا، والذى كان يؤكد أن راحة الإنسان تبدأ من القدمين.

نقلا عن المصرى اليوم