يعتقد العلماء أن جميع أسماك القرش البيضاء تنتمي لنوع واحد، لكن كشفت التطورات في الحوسبة والتسلسل الجيني من قبل فريق دولي من الباحثين الآن عن وجود مجموعات في شمال المحيط الهادئ وجنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي وشمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط متميزة بشكل مدهش.

 
وفصلت هذه الانواع عن بعضها البعض منذ ما يصل إلى 200000 عام خلال الفترة الجليدية قبل الأخيرة، لم تعد المجموعات الثلاثة من القرش الأبيض الكبير (Carcharodon carcharias) منفصلة عن الأرض والضحلة، ومع ذلك يبدو أن هذه الحواجز تعيش في الممارسة العملية.
 
قبل أن نطور التكنولوجيا التي تسمح لنا بقراءة الجينات بالتفصيل، تم تحديد الأنواع إلى حد كبير من خلال السمات التي يمكننا رؤيتها بأعيننا، مع افتراضات أن بعض الأنواع لا يمكن أن تنتج ذرية قابلة للحياة مع الآخرين.
 
مع ظهور تحليلات الجينوم، غالبا ما يتم تقديم صورة مختلفة جدا عن من يتكاثر مع من في العالم الطبيعي بحسب ما ذكره موقع «ساينس ألرت».
 
 
في حين أن المجموعات الثلاثة لا تختلف بما يكفي لاعتبارها أنواعا متميزة حتى الآن، فمن الواضح أنها نادرا ما تخلط الجينات عن طريق التزاوج. قام العلماء بتسلسل أقسام معينة من جينات 89 من أسماك القرش الفردية من جميع أنحاء العالم، والجينومات الكاملة ل 17 فردا.
 
باستثناء سمكة قرش واحدة، يمكن وضع كل منها بدقة في واحدة فقط من المجموعات الثلاثة المتميزة.
 
تقول عالمة الأحياء كاثرين جونز من جامعة أبردين: «إذا كانت جميع أسماك القرش البيضاء تنتمي إلى مجموعة سكانية عالمية واحدة كبيرة ومتكاملة، فلن يهم كثيرا إذا اختفت من منطقة معينة».
 
أضافت: «لقد اعتبر منذ فترة طويلة أن أسماك القرش المفقودة من منطقة واحدة سيتم تعويضها بحركة أسماك القرش وتزاوجها من مواقع أخرى، وتقول إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن هذا غير محتمل.
 
يوضح ليز نوبل، عالم الأحياء المائي في جامعة نورد في النرويج: «يتطلب الحفظ الناجح الاعتراف بوحدات الإدارة، ولكن هذا لم يكن متاحا لأسماك القرش البيضاء، التي يشتبه في وجودها كمجموعة سكانية عالمية واحدة».
 
على الرغم من وضعهم كمفترس كبير، تواجه أسماك القرش البيضاء العظيمة العديد من التهديدات، لا سيما منا نحن البشر الذين لم يصطادوا أسماك القرش وأعدموها في مساعي مضللة للانتقام فحسب، بل صردوها من أجل الطعام وجوائز الفك، وانتزعوها من الماء في الصيد العرضي، وتناثروا بيئتها بالمواد الكيميائية غير المرغوب فيها والضارة.
 
يقول نوبل: «بصفتهم كبار الحيوانات المفترسة، فإنهم يلعبون دورا حاسما في الحفاظ على صحة وتنوع النظم الإيكولوجية البحرية المحلية المسؤولة عن 20 في المائة من البروتين في نظامنا الغذائي».
 
في السنوات الخمسين الماضية، انخفضت وفرة سمك القرش الأبيض إلى النصف تقريبا، ومن المسلم به أنها مهددة بالانقراض بشكل خطير في أوروبا.