محرر الأقباط متحدون
أعلنت الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن أعداد الأطفال دون الخامسة من العمر والذين يعانون من سوء التغذية الحاد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية يتخطى عتبة الستمائة ألف طفل، من بينهم حوالي مائة وعشرين ألف طفل وُصفت أوضاعهم بالخطيرة للغاية، هذا فضلا عن وجود حوالي مائتين وثلاثة وعشرين ألف امرأة من الحوامل والمرضعات، عانين أو يعانين من سوء التغذية خلال العام ٢٠٢٤.

وأوضحت الوكالات الأممية الناشطة في البلد العربي أن عدد الأطفال اليمنيين دون الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة أربعة وثلاثين بالمائة مقارنة مع العام الماضي، وما يزيد من المخاطر التي يواجهها هؤلاء الصغار انتشار أوبئة كالكوليرا والحصبة، ناهيك عن انعدام الأمن الغذائي، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، والتراجع الاقتصادي الراهن في اليمن. ولفتت الوكالات إلى أن حالات من سوء التغذية الحاد سجلت ارتفاعاً مقلقا في مناطق يمنية، شأن سهول الحديدة الجنوبية، وسهول تعز، خلال الفترة الممتدة بين تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٣ وحزيران يونيو ٢٠٢٤. ففي الحديدة، على سبيل المثال، ارتفعت معدلات سوء التغذية من ستة وعشرين بالمائة تقريباً خلال العام ٢٠٢٣ لتصل إلى أربعة وثلاثين بالمائة هذا العام.

عن هذا الموضوع تحدث بيتر هوكينز، ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، في اليمن الذي أكد أن التقارير تشير إلى نمو مقلق في حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال اليمنيين، لاسيما في جنوب البلاد. ولفت المسؤول الأممي إلى أنه بغية توفير الحماية للنساء والأطفال الأكثر هشاشة، ثمة حاجة ملحة إلى الاستثمار وتكثيف الجهود على صعيد الوقاية والرعاية. وشدد على أن الهيئة الأممية التي يمثلها ستستمر في فعل كل ما في وسعها، على مختلف الصعد، من أجل التصدي لأشكال سوء التغذية الذي يحصد الضحايا، كي يبقى الأطفال على قيد الحياة وينمّوا قدراتهم بالكامل.

أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، في اليمن الدكتور حسين غادين فاعتبر من جانبه أن الارتفاع المقلق في عدد الأطفال دون الخامسة، ضحايا سوء التغذية الحاد، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، يعكس التأثير الخطير للأوبئة وانعدام الأمن الغذائي وعدم توفر الخدمات الأساسية. وأكد أن منظمة الفاو ملتزمة في مواصلة الدعم الذي تقدمه للمزارعين اليمنيين لمساعدتهم على الاستجابة للاحتياجات الطارئة. وما يزيد الطين بلة الصراع المسلح الدائر في اليمن منذ سنوات طويلة، الذي ساهم في الانهيار الاقتصادي، ما جعل اليمن في طليعة البلدان من حيث معدلات سوء التغذية.

تعليقاً على هذه التقارير أعلن المدير الوطني لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، بيير أونورا، أن الهيئة الأممية مجبرة حالياً على تقليص حصصها الغذائية، مذكراً المجتمع الدولي بضرورة معالجة الأزمة الراهنة، لأن المسألة تتعلق بأرواح الأشخاص. ومن هذا المنطلق شدد على ضرورة أن يحظى هؤلاء الأشخاص بمزيد من الدعم، لأن أوضاعهم ستزداد سوءاً في حال لم توفر التمويلات اللازمة للمشاريع الإنسانية.

أما ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أرتورو بيزيغان، فشدد على أن ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون الخامسة من العمر في اليمن يثير القلق أيضا حيال تفشي الأمراض والأوبئة. وسلط المسؤول الأممي الضوء على أهمية توفير رعاية متكاملة على الصعيدين الصحي والغذائي، بغية التصدي للأزمات الراهنة. وأضاف أنه من الأهمية بمكان أن توفر للجميع الكمية اللازمة من الطعام ومياه الشرب وبالتالي لا بد أن يتدخل المجتمع الدولي فوراً من أجل صون مستقبل الأطفال اليمنيين.