الأب جون جبرائيل

عمود آخر مُهمل من الأعمدة التي تشكل الهويّة المصريّة، مصر دولة متوسّطيّة:
١. البحر الأبيض المتوسّط يسائلنا

نشأَ بيان "نحو لاهوتٍ نابعٍ من البحر الأبيض المتوسّط" عن الإصغاء إلى ما يجري في البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط. البيان إذًا محاولةُ بعض لاهوتيّي البحر الأبيض المتوسّط الذين شعروا بالحاجة لوضع أسّسٍ يمكن الانطلاق منها لصياغة لاهوت سياقيّ للبحر الأبيض المتوسّط. وللقيام بعمل لاهوتٍ سياقيّ، يطرح البيان هذه الأسئلة بصفتها نقطة انطلاق «ماذا نسمع وماذا نرى وماذا نلمس وماذا نختبر عندما نُصغي بعمقٍ إلى البحر الأبيض المتوسّط؟».

إلّا أنّه قبل البدء في محاولة الإجابة على بعض تساؤلات البحر الأبيض المتوسّط، ربّما يجدر بالمرء أوّلًا الإجابة على السؤال: ما سماتُ لاهوتٍ نابعٍ من البحر الأبيض المتوسّط؟

١. لاهوتٌ نابعٌ من البحر الأبيض المتوسّط يأخذ في اعتباره الإرث المشترك بين دول حوض البحر الأبيض المتوسّط جميعها. تتعدّد الثقافات واللغات بالطبع. فهو إذًا لاهوتٌ ليس ذا مركزيّه أوربية، ولكنّه لا يهمل تراث أوربّا في اللاهوت. وفي الوقت عينه هو لاهوت ينفتح على ثقافات وتراث كلّ دول حوض البحرالمتوسّط.

٢. اللغة. لا يعتمد اللاهوت النابع من البحر الأبيض المتوسّط على اللغات الأوربية فقط. ذلك من شأنه أن يجعل اللاهوت منذ نشأته يتخطى الحدود الثقافية والسياسية. وإذ يستخدم فيها اللاهوتيّون لغاتهم المحلّيّة يسهم بشكلٍ أكبر في تفادي سوء الفهم ومشكلات المصطلحات اللاهوتية، والاغتراب اللغويّ.

من وحي العمل عضوًا في فريق المعهد الكاثوليكيّ المتوسّطيّ بمارسيليا، فرنسا