ياسر أيوب

أتعاطف معه فقط إعجابًا بذكائه رغم أن القضاء الفرنسى أدانه، وحكم عليه بالسجن، ومنعه من دخول فرنسا ثلاث سنوات.. ولا أراه ارتكب جريمة حقيقية، ومَن باع لهم بضاعته لم يتعرضوا لأى نصب أو خداع.. أقصد الرجل البرازيلى الذى تم ضبطه فى شوارع باريس يبيع ميداليات أوليمبية مقلدة أثناء دورة باريس.. ووفقًا للقانون الفرنسى، وبالتأكيد أى قانون آخر فى بلدان العالم، فإن بيع أى بضاعة مقلدة هو جريمة تستدعى العقاب والسجن.

 

لكننى أجد فارقًا هائلًا بين ساعة مقلدة أو تليفون أو ثياب أو أجهزة إلكترونية وغيرها وميداليات أوليمبية.. فالذى يقف فى الشارع ويشترى ميدالية أوليمبية هو بالتأكيد يعرف أنها ليست ميدالية حقيقية، ويعرف أيضًا أنه ليس بطلًا فاز فى لعبة ومسابقة ليستحق ميدالية رسمية من اللجنة الأوليمبية.. وبالتالى مَن اشترى لم يتعرض لأى غش أو خداع مثلما يشترى أى شىء آخر يتخيله أصليًّا، ثم يكتشف فيما بعد أنه مقلد أو مزور.

 

وفى كل الأحوال ستبقى حكاية هذا الرجل البالغ من العمر 39 عامًا من أغرب حكايات دورة باريس 2024، فقد فكر فى صنع ميداليات تشبه تمامًا الميداليات الرسمية للدورة كما نشرت صورها وتفاصيلها صحافة العالم. وسافر الرجل إلى باريس قبل 12 يومًا من انطلاق الدورة استعدادًا لبيع الميداليات التى تشبه الميداليات الأصلية للدورة.

 

فقد أدرك الرجل أن الذين سيأتون إلى باريس للفرجة على الألعاب أو حتى أهل باريس نفسها سيحبون اقتناء ميدالية تشبه تلك الميداليات التى يتسلمها الفائزون فى ألعابهم.. وبالفعل بدأ الرجل يبيع ميدالياته فى الشارع حتى اكتشف البوليس الفرنسى ذلك، وألقى القبض عليه، حيث وجدوا معه 11 ميدالية كانت جاهزة للبيع.. واصطحب البوليس الفرنسى الرجل إلى حيث يقيم فى باريس، حيث تم العثور على 850 ميدالية، ولكل ميدالية شريطها الخاص وعليه شعار دورة باريس 2024.

 

وعثر البوليس مع الميداليات على 1000 يورو حصيلة بيع ميداليات فى أيام سابقة.. واكتفت الصحافة الفرنسية بذلك وبالحكم بحبس الرجل، حيث لا يسمح القانون ببيع أى بضاعة غير أصلية.. لكن لم يهتم أحد بالتساؤل عن السعر الذى حدده الرجل لكل ميدالية.. وهل كانت الميداليات المقلدة كلها ذهبية أم كانت هناك أيضًا ميداليات فضية وبرونزية وفقًا لهوى ورغبة مَن يريد الشراء والاحتفاظ بها للذكرى.

 

وهل جاء الرجل من البرازيل ومعه كل هذه الميداليات المقلدة وهى جاهزة للبيع.. أم قام بصنعها فى باريس خلال الأيام التى قضاها قبل بدء الدورة الأوليمبية؟. وأظن أن ما قام به الرجل البرازيلى يبقى صالحًا للاستخدام بشكل رسمى لتقوم اللجان المنظمة للدورات المقبلة بطرح ميداليات تذكارية وبيعها للجمهور.

تقلا عن المصرى اليوم