الأقباط متحدون - ثورة المزود علي ظلم القصور
أخر تحديث ٠٦:٤٣ | الاربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٠كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ثورة المزود علي ظلم القصور


 بقلم: أوليفر 

مزيج من المشاعر الروحية و الثورية تتملكنا نحن المصريون و ترسم مدخلاً جديداً للتأمل في ميلاد رب المجد يسوع كثائر و قائد لثوار و لثورات بقيت تفاعلاتها و ستبقي ما دامت علي الأرض الحياة .
 
المشهد القديم:كانت روما جمهورية بدأت التحول إلي إمبراطورية منذ تولي يوليوس قيصر الحكم و إنفراده بالقرار و تقلده جميع السلطات ليكون أول ديكتاتور عالمي ثم علي يده تحولت جمهورية روما إلي إمبراطورية عام 44 ق م. غزت العالم كله بعد حروب مع بقايا المملكة اليونانية.و بدأت توطيد توسعاتها بالذات في الشرق الأوسط لكي تسيطر علي النقل   البحري الذي كان سبباً في تفوق اليونان فوضعت قواتها بكل ثقلها في تلك المنطقة للإجهاز علي المملكة اليونانية..و بعد الإنتصارات المتتالية إشتهرت بإسم الإمبراطورية التي لا تقهر.و في أكثر ولايات تلك الإمبراطورية الشرسة... وُلِد يسوع؟
ولادة تتحدي الإمبراطورية:لا يستطع إنسان أن يختار موضع ميلاده و لا زمن ميلاده.لذا فلا بطولة في موضع الميلاد أو زمنه.إلا المسيح له المجد.فهو المولود بإرادته.إختار المكان و الزمان وحده.لم يفرض عليه شيء.لذا فهو الذي تعمد أن يولد ولادة تتحدي الإمبراطورية الرومانية من جهة المكان و الزمان.
لماذا إخترت يا يسوع الثائر أن تولد في ظرف كهذه؟ حيث لا قوة معارضة تساندك ضد هذه الإمبراطورية.ولدت لتغلب القوة العالمية الوحيدة المسيطرة علي العالم.روما إختارت مركز العالم القديم إسرائيل لتفرض سلطتها و أنت إخترت نفس المكان لتولد فيه و لتنشر من إسرائيل غلبتك علي العالم؟
ولادتك كانت ساعة الصفر للإنطلاق ضد كل قوي الشر في العالم؟ تغلبها وحدك ؟ لا تحتاج لمن يعضدك؟ بلا جيش تهزم أعتي جيوش التاريخ. بلا سلاح تملك قلوب من في وجهك أشهروا السلاح..بلا فلسفة تقنع الفلاسفة و تشبع نهمهم للحكمة الحقيقية .بلا غني تعط للدنيا بأسرها أعظم الكنوز. وتغلب العنف بغير عنف. هذا كله سر منحصر في شخص مولود المزود إبن العذراء .المولود بطلاً لكل التاريخ بأصعب و أعقد تحدياته. هكذا قيل عنك خرج غالباً و لكي يغلب .
كان هيرودس  حاكم روما و من خلاله تتحكم في منطقة الشرق الأوسط.عقدت الإمبراطورية إتفاقاً غير مكتوب مع رجال الدين في إسرائيل. تركت بموجبه لكهنة إسرائيل التشريع الديني مقابل أن تتحكم الإمبراطورية في موارد البلاد و تجبي الضرائب لمصلحة روما.كانت خلاصة التعاقد بين روما و هيرودس.فليحكموا شعبهم كيفما أرادوا علي ألا يمسوا مصالحنا أو الجزية.ما أشبه اليوم بالبارحة.
 
كانت التهمة التي لا تسامح فيها أن يقف إنسان ضد قيصر.كانت التهمة العظمي أن يلقب إنسان بلقب ملك.فهذا يعني ضمناً إنقلاباً علي الملك الذي عينه إمبراطور روما.من هنا نفهم الأمر الذي أصدره هيرودس بعد لقاءه مع المجوس.
 
شعاع بين المزود و بين الثورة
كانت النبوات تنبأ عن مولد الملك في بيت لحم أرض يهوذا.لكن التطورات التاريخية علي الأرض سارت نحو الأصعب بتسلط روما علي العالم كله
سياسياً :  إختيارالسيد المسيح  مكان تجسده كان أول تحدي للإمبراطورية الرومانية.فالمسيح له المجد لم يتفاجئ بالوضع السياسي و الدولي في زمن تجسده.بل بعناية شديدة وجد أن هذا الوضع كله في ذاك التوقيت هو ملء الزمان .أي أفضل توقيت علي الرغم من أن كل القوي في العالم كانت تحت سيطرة إمبراطورية قوية تدعم ملوكها بما فيهم هيرودس فمولد المسيح في هذه الظروف كان تحدي مقصود لإمبراطورية لم يتحداها أحد و عاش.
إجتماعياً : كانت الحياة صعبة يوم مولد الثائر الأعظم.شعب إسرائيل يئن من ظلم جباة الضرائب.حكم روما لم يكن يضيره أن يجمع جباة الضرائب فوق طاقة الشعب.و لو لأربع أضعاف.فهم لا يدفعون أجراً لجابي الضرائب بل يدعونهم يجمعون لأنفسهم ما شاءوا طالما أرسلوا إلي روما نسبتها في الجزية..لذا يختارون هؤلاء الجباة من أكثر   الشخصيات المشهور عنها إجرامها.لكي يخيفوا بهم الشعب.يمكن أن نسميهم فتوات ذاك العصر.و كانوا لهذا السبب أكثر المكروهين.و كانوا قريبي الشبه من الإخوان المسلمين و الإخوان الحازمون.
 
- كان المجتمع منقسم إلي عشرات التقسيمات.اليهود ضد السامريين.الهيروديسيون ضد الغيورين.الكتبة ضد الفريسين.و هما معاً ضد الشعب.الكهنة أيضاً ضد الوطنيين.و يعاملون الشعب بقسوة.الرومان ضد اليهود.حتي في النخبة الحاكمة كانت توجد إنقسامات بين التقسيم الرباعي لمملكة إسرائيل الذي قام به الرومان.ما أحوج البشر للمسيح في عصر الإنقسامات. و ما أشبه تلك الإنقسامات بما نحن عليه الآن.
 
دينياً : كانت الحياة الدينية أكثر تعقيداً.فهناك الفريسيون الأشبه بالمفتي في كل شارع و كل منطقة و كل مجمع.لا يمكن أن تتم زيجة أو تعاقد تجاري أو حتي دعوة عشاء من غير أن تحوز بموافقة هذا الفريسي.فهو كبير المتكأ و كبير الأسرة و كبير الحي .و ويل لمن يعادي الفريسيين.أوأصحاب فتاوي ذاك الزمان.
و كانت هناك فئة الكتبة.أصحاب تفسير الكتب.هم منافسين للفريسين و يقاتلون بعضهم بعضاً.لكنهم المتعلمين الذين يحوزون  إحترام البعض .بينما الفريسين مكروهين لسبب تطفلهم و تدخلهم في كل شيء حتي خصوصيات أي أسرة.كان الكتبة يقدمون التبريرات لمن يدفع.هم اصحاب التفاسير السياسية.هم المنظرين للنخبة.قل مثلاً أنهم يشبهون حسان و العوا و حجازي و غيرهم.تخيل أن الكتبة كانوا علي هذا الشبه في الوقت الذي ولد فيه المسيح.
 
الثوار : كانت هناك فئة من الثوريين.ممتلئين غيرة.هم ضد روما.ضد هيرودس الذي يرضي روما لا شعبه. و قد سقط بعضهم في محاولة قمع الثورة و خلط هيرودس دمهم بذبائحهم. كان الغيورين ضد من يوالي هيرودس الذين تسموا هيرودوسيين.الغيورين لمصلحة الشعب لكن لا يسندهم الشعب..لم يكن يمشي واحد منهم دون سلاح.أو إثنين.مرة سأل يسوع من ليس عنده سيف فليبع ثوبه و ليشتر سيفاً.فقال تلاميذه و هم غير مدركين لما قصده المسيح .ها هوذا سيفان؟ فقال لهم يكفي....أي يكفي ما قلته الآن و ستفهمون فيما بعد أنني قصدت بالسيف أنه كلمة الروح القدس و ليس سيفاً للقتال.لكن السؤال من أين أتي السيفان؟ حتماً كان السيفان ملكاً لسمعان الغيورالذي صار أحد تلاميذ الثائر الأعظم يسوع....يسوع الثائر الذي لم يسمح بإستخدام السيف و لا مرة حتي ساعة القبض عليه.
 
الأهم هو ما فعله يسوع إذ جمع فريق عمل من كل الفئات.و إستطاع أن يجعلهم عينة من أفضل  مجتمع أسسه قائد الثورات بنفسه.فها هو يجمع في شبكته متي جابي الضرائب المكروه مع سمعان الغيور الذي يستحل قتل جباة الضرائب.يجمع بطرس و يعقوب و إندراوس من أفقر مستوي مع يوحنا صاحب راس المال.يجمع العقلاني توما مع المتعاطف دائماً يوحنا.يجمع الدبلوماسي فيليبس و نثنائيل مع المندفع العصبي بطرس.
جمع قائد الثورات كل هؤلاء في تناغم مستحيل ليقدم درساً تاريخياً في كيفية القيادة.لعل هؤلاء هم أول جبهة للإنقاذ بقيادة المخلص وحده يسوع المسيح.
المرأة : كانت المرأة في ذاك الزمان هي أضعف فئات المجتمع.كانت قليلة الحقوق.محكوم عليها دوماً من الفريسيين.لا صوت لها في أي شيء.لا رأي لها .لا يقيم المجتمع اليهودي لها وزناً .لقد سار اليهود خلف الفريسين و خلف تعاليم الكتبة حتي مالت أفكارهم بعيداً جداً عن تعاليم الروح القدس الصحيحة.و إنساق المجتمع خلف آراء الكتبة و الفريسين و داسوا بأقدامهم كثيراً من وصايا الكتاب و صارت تعاليم الكتبة أهم و أكثر شيوعاً.و كانت المرأة أحد ضحايا هذا الإنحراف في التعليم.لذا كان من الضروري الثورة علي تعاليم الكتبة و الفريسين.
 
كان الدرس مهماً في عظته علي الجبل.كان الهدف هو :ضع أساساً صحيحاً لتبني بناءاً مستقراً.كانت تعاليم المسيح ثورة ضد كل الأفكار المنحرفة.ثورة لم تدفع أحداً لحرب أهلية بل دفعت الجميع إلي التصالح.
 
يوسف النجار : وجب علينا أن نتخيل عذراء حامل..تسكن كخطيبة في بيت خطيبها حيث لم يتم الزفاف العلني بعد؟ ما هذه التجربة التي تجربتها العذراء.كيف ستواجه يوسف خطيبها؟ و هو إن تسامح معها كيف سيواجه المجتمع؟ و ماذا سيقولون لفريسي العائلة و الشارع و الحي؟كيف سيفسرون له هذا الحمل؟ الأمر ليس في يد يوسف البار وحده.لذلك حتي و هو قد سامحها بعدما سادت عليه الظنون نراه يريد تخليتها سراً.إنه يريد التخلص من مواجهة الفريسيين و كبير الاسرة .ربما سيقول لهم أنها هربت أو إختفت أو سافرت مكاناً ما أو أي شيء لا يورطه و يضعه تحت مقصلة الفريسين.
كان الحلم الذي رآه يوسف بمثابة طمأنة ليوسف.لذلك قيل له في الحلم ( لا تخف أن تأخذ إمرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس.
لا تخف من الفريسي الذي سيواجهك بالتهم.لا تخف من أسرتك .لا تخف من كهنة الهيكل.قائد الثورات مسئول عن تصحيح المفاهيم عند كل هؤلاء.لا تخف لو إستؤمنت علي ميلاد الثورة.فأنت قائد أعظم فترة إنتقالية في التاريخ يا يوسف البار.
 
لا تخف يا كل شاهد أمين كيوسف البار فمهما كثر الفريسيون حولك لن يستطع واحد منهم أن يقع بك ليؤذيك.
 
العذراء:حتي في الحمل بك يا يسوع كنت ثائراً تريد أن تعيد للمرأة مكانتها فأصبحت بك العذراء مصدراً للتعليم لا الفريسيين.تقف بوداعتها فتنعقد ألسنة المتشككين.تقوي إيمان يوسف العميق البار فيتبع العذراء و لا يتركها.صارت العذراء الصغيرة تقود الشيخ يوسف البار.هكذا فيك يستعيد الشباب دوره.و العذاري ينلن جرأة لم تكن عندهن.
 
و أنت في البطن جعلت العذراء أقوي من المجتمع كله.أقوي حتي من قوانين الطبيعة .جعلت العذراء أماً و هي عذراء.سيد أنت.و جعلتها سيدة معك.و مهما إستفاض اللسان لن يوفِ أمك ما تستحق من الكرامة و المجد.
 
الطبيعة : ولد يسوع و يوم ولد تغير كل شي في إسرائيل.حتي الطقس. ثم بعدها تغير مسار النجوم.إنقلبت المدينة بدخول الغرباء من المشرق.حدث إضطراب في القصر إذ سُمِع أن مولوداً ملكاً علي مقربة من هنا.هيرودس إستدعي المجوس لكنه  في غطرسته لم يتبعهم.و لو تبعهم لعرف من هو الملك الحقيقي الذي خشي مولده و هو طفل.هذا الطفل الذي به بدأ  التاريخ أهم فصوله .
 
ثورة الرضيع: لم تعرف إسرائيل من قبل أن رضيعاً هدد عرش الملك.حتي أن هيرودس أصدر أوامره بقتل جميع الرضعان؟ هل خشي الملك من ثورة الرضع؟هكذا ملوك الأرض يجلسون علي عروش واهية ينخرها السوس.كراسيهم متهالكة.عند مولد الحق يرتعدون.في كبرياءهم يهددون الجميع ولكن مولد طفل المزود يرهبهم كالأتون.كأنما يجلسون علي عروش من قش. منذ مولدك و أنت رضيع تخشاك الملوك؟ تحرك ضدك الجيوش و تفشل؟ تطاردك فما تهمتك؟رضيع أنت فبأي شيء سيتهمونك؟ هكذا شيم  الثوار.مخيفون للملوك إن ساروا في الحق.يطاردونهم من شارع إلي شارع يريدون أن يوأدوا ثورتهم فما ينجح الظالمون.و إن تركوا عويل و بكاء في الأزقة.و إن صارت راحيل تصرخ و لا تريد أن تتعزي.يكبر هؤلاء حتي يصبحوا المائة و أربعة و أربعين ألف بتوليين علي كراسيهم السماوية.هؤلاء الذين ملكوا فيما فقد الملوك الذين قتلوهم عروشهم.
 
يفشل مطارديهم.و تنكسر الجيوش أمامهم بغير سلاح.ثائر فيما أنت هارب.يبحثون في كل مكان عن المولود الثائر.الجميع يبحثون.و في قلب كل منهم أشواق مختلفة.الرعاة يريدون أن يرون من ترنمت بإسمه الملائكة.المجوس يريدون أن يبصروا من غَيَر مسار النجوم.يوسف يركع متأملاً لمن غير قواعد الطبيعة و ولد من غير زرع بشر.الملائكة تحوم حول المزود لأنه عرش الملك العظيم.هيرودس يرسل جنوده تطوف الشوارع و الأزقة تسأل أين الثائر الذي هدد عرش الملك؟ هيرودس قلق علي كرسيه لأن رضيعاً جالساً في حجر أمه يشع من وجهه نور يهدد بوداعته عرش روما؟
 
من سمَاك ملك اليهود فيما أنت لم تزل راضع ثدي أمك؟ كيف أخفت الشرق كله ؟ لم أسمع أنك أظهرت جبروتاً أو أعلنت سرك لأحد؟ كيف جعلت بلاداً كانت واثقة بقوتها تبيت منزعجة بسببك؟كيف أَرقت مضاجع الولاة؟ سارت الجنود تبحث وراءك بلا هدف و لا ملامح.تقتل الجميع علي الهوية.هذا رضيع فإقتلوه لعله هو المسيا؟ هكذا في كل الثورات.يقتل القاتلون علي الهوية.أنت عنواناً يصلح لكل الثورات يا سيدي.
يخشي الطغاة الثورة و هي رضيع.يريدون أن يوأدونها مبكراً.لكنهم في كل حقب التاريخ يفشلون.لأن كبرياءهم لا يدعهم يبصرون الحقيقة بل هم منحصرون في ذواتهم.
 
تسبحة المجوس
ها أنا أسمعهم يسبحون.يقولون كنا نقول قد رأينا نجمه و الآن نقول قد رأينا شخصه.أخذ من أيادينا هداياه و نحن مأخوذون منه.أبصرنا الذي يبصر الأسرار في القلوب.رأينا العينين اللتان  تخترقان أسرار الكون.كنا نظن أننا نقرأ الفلك و نعرف أسرار مسارات الكواكب لكن الطفل الذي سجدنا له يعرف كل شيءو قد كشف لنا جهلنا.كنا نقول رأينا نجمه لكننا عرفنا اليوم أن كل النجوم له.عقولنا أخذتها الدهشة فلا تعيبوا علينا لو خرجت كلماتنا بغير تنسيق. الطفل الراقد وسط القش أخذ هدايانا و أعطانا نفسه.أمه  طاهرة كالسماء و خطيبها بار ليس مثله و مولودهما عجيب.
 
ما كنا نعرف أنه يدخر لنا شرف إعلانه للإمم.كنا نحسب أنفسنا ملوكاً للشرق لكن يسوع هو الملك وحده.لقد تركنا عروشنا له ليجلس عليها و يهدي الأمم.تركنا أفراته و ما تركناه عقولنا هناك لم تزل.قلوبنا مختطفة مذهولون منه و به.تملكنا أفكار ليست من عندنا بل من عند المولود العظيم.
 
نسير وسط الدروب.نبصر دماء الأطفال  المتناثرة.كلهم يحبونك.هؤلاء قدموا لك أيضاً هداياهم.النجم قادنا في المجيء و الملاك قادنا عند الرجوع .لم نعد ننظر إلي فوق بل نحو بيت لحم.نسمع ترانيم ممتزجة بالدموع.نسمع ملائكة و صيحات أمهات ثكلي. صوت أقدام الجنود و صوت تسبيح من الأعالي يمتزجان معاً في آذاننا.ما هذا الذي نسمع.هذا هو الذهب الممزوج بالمر.كنا نحمله له و هو يحملنا الآن.هذا الملك الرضيع مخيف الملوك.روما ترتعد من مولد رضيع في مزود؟ سنقول لأهالينا عنه و نعرف شعوبنا به.من مثله مولود من فوق؟
 
نطير كأننا سائرون.و نسير كأننا طائرون.ما هذا أيها الطفل العظيم هل هكذا تقود من يعرفك؟ تجعل له جناحان كالحمام و لمن يحبك تجعل الجبال سهلاً و الطرق الوعرة تتمهد تحت قدميه؟ بعظمة المولود نتغني و وجهه يشع سلاماً.
 
كانت النجوم شغلتنا .الآن صانع النجوم شاغلنا.رفعتنا إلي فوق حين سجدنا لك.أتيناك من بعيد لنعرف أنك كنت هناك .رأينا نجمك تحت الزمن أنت الذي فوق الزمن.لماذا لا تسكت راحيل و تقف لتسبحك.أكشف عن عينيها لتبصر أطفالها علي عروشهم.لتقف راحيل بالدف مع مريم.و يتوكأ إسرائيل علي عصاك.اليوم تجتمع أمم لم تعرفك لتشارك إسرائيل الإيمان.ليعرف كل أحد أنك لأجله تجسدت.رئيس الأرواح صار جسداً و رأيناه في مزود.
 
سمعان يسمع الصوت يهتف جاء الرضيع يا ساكن الهيكل ها قد رايت و آمنت.طوبي للذين آمنوا و لم يروا.
 
حنة أيتها النبية الزاهدة .ها قد حملته يداك مثل العذراء.و تسبحتك له مثل ملائكة المجد.
 
قولي أيتها العذراء كيف صنع الرضيع قوة بذراعه؟ كيف شتت الرضيع فكر المستكبرين؟
تكلم يا يوسف و لا تخف فأنت الشاهد الأمين فإشهد لنا بما رأيت و علمت.
 
نحن المجوس كنا ملوك حتي سجدنا له و عرفنا من يجب أن نترك تحت قدميه كل الممالك و العروش.رأيناه مقمطاً كاللفافة التي تكفن بها.مضطجعاً مثلما أضطجعه نيقوديموس و الرامي في قبر يوسف.إذا قالوا لنا مات علي خشبة فنحن نصدقهم لأننا رأيناه مولوداً علي خشبة أيضاً.ها الكواكب تتبعه في مولده و عند موته.عرفنا لغة الحب فيه.و ذقنا منه السلام نعم لك المجد يا طفل إسرائيل الوحيد.يا مخلص الكل بإتضاعك العجيب.
 
تهنئة خاصة: من عمق القلب وبأصدق المشاعر أقدم لشعب المسيح في كل مكان أطيب التهاني بميلاد رب المجد و أصلي أن يكون سلامه و فرحه في قلوبنا .لنمجد الرب معاً في الأرض مثل مجده في الأعالي.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع