الأقباط متحدون - هل حقا البقاء للاقوي ؟؟؟
أخر تحديث ٠٦:٣٦ | الاربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٠كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هل حقا البقاء للاقوي ؟؟؟


بقلم: ماجد ميشيل عزيز

البقاء  للاقوي هي عباره رددها احد قيادات الجماعات الدينيه  و هي تعبير عن افكار داخليه داخل الجماعه تعتمد علي ان القوه هي العامل الحاسم للامور و المقصود هو القوه البدنيه  و انها هي السبيل   لفرض وجهه النظر و تحديد مصير واتجاه الاوطان ...لكن ما هو تاريخ هذه العباره  و  هل التطبيق العملي لها  اثبت صحتها؟؟ , و ما هو ثمن التطبيق
 
القائل الاصلي لهذه العباره هو طالب طب انجليزي لم يكمل تعليمه الطبي بعد السنه الثانيه و كان ابنا لاب ثري  و جد   من    المفكرين الاحرار   و هو اسم يطلق  علي  غير المؤمنين بالاديان  في  الغرب  فهم يعتبرون انفسهم  الاحرار فقط  فكل انسان حكيم في عيني نفسه حسب ما قال الكتاب  اما اسرته نفسها  فكانت تنتمي الي طائفه الموحدين  و هي طائفه لا تؤمن بالثالوث القدوس بل تؤمن ان المسيح هو مجرد نبي  باختصار لم تكن اسره مسيحيه  ..هذه هي الخلفيه الثقافيه  لاسرته   و هي خلفيه  معاديه للمسيحيه و  اصيب  الاب بالحزن لفشل ابنه الدراسي و ارسله ليدرس اللاهوت ليصير رجل دين  فقط ليضمن وظيفه و ليس حبا في الدين و تخيلوا معي طالبا يدرس اللاهوت الذي يكرهه لكنه قطع دراسته مره اخري  ليذهب في رحله  بحريه مجانيه  بسبب   علاقات والده الثري  و بدا في جمع العينات  من الحفريات و ارسالها  من رحلته البحريه التي استغرقت خمس سنوات الي بلده انجلترا 
  و عندما عاد الي بلده و جد طالب الطب  الذي لم يكمل تعليمه نفسه مشهورا بسبب  العينات التي ارسلها الي الاوساط العلميه و سط فرحه والده و احتفائه بابنه المدلل الذي اصبح  جنتلمان  و عالم في الطبيعه  
 
      و الان اصبح تشارلز داروين العالم بعد ان ترك دراسه الطب  مما يعوضه عن  وصمه الفشل و الضياع و البطاله  و ترك  اللاهوت تماما  بعد ان درسه  و رفض ان يصبح موظفا  في الكنيسه و بدا في تجميع ملاحظاته و ارائه ليصدر كتابه الاول و هو  كتاب اصل الانواع الذي ادعي فيه ان الانتخاب الطبيعي هو المسئول عن نشاه انواع المخلوقات و لا  خلاف علي وجود قانون الانتخاب الطبيعي فقد كان معروفا قبل الداروينيه لكن الخلاف حول مدي قوه و فاعليه الانتخاب الطبيعي فالانتخاب الطبيعي باختصار هو ان الكائن الاصلح هو الذي يعيش و ينجب نسل و الكائن الذي به صفات غير صالحه هو الذي يموت و لا ينجب و لا يستمر في الحياه و ان الحياه صراع و الاقوي هو الذي يعيش و يستمر ...لكن هنا نقف وقفه هل  الانتخاب الطبيعي قادر ان يخلق نوع من نوع اخر ام هو فقط تنويعات  و تغيرات داخل النوع الواحد  و خاصيه وضعها الله في كل جنس ليستمر في الحياه ؟؟  فقد ادعي داروين ان الانتخاب الطبيعي و الطفرات  قادر علي تحويل كائن مثلا مثل الكلب بعد فتره الي نوع اخر من الحيوانات مثل الدب و هو شيئ لم يتم قياسه و لم يتم تسجيله  و لم تتم ملاحظته  و الحفريات لا تدعمه فلا توجد كائنات انتقاليه بين الانواع و هو المفروض ان يكون موجود في الحفريات و توجد تنويعات كثيره داخل كل نوع  لكن اين الكائنات   االانتقاليه ؟؟  هي غير موجوده و رغم وجود ملايين الحفريات منذ اكثر من مائه عام منذ بدء ظهور النظريه  لم توجد حتي الان الكائنات الانتقاليه  
و قد بدات  الداروينيه في الظهور في منتصف القرن التاسع عشر    ثم ازدهرت في بدايه القرن العشرين   لان التربه كانت خصبه لها  في اوروبا  بعد الثوره الفرنسيه  التي سبقتها بحوالي خمسين عاما  و فصلت الكنيسه عن الدوله و التي تحولت الي حروب دمويه  قادها نابليون  بونابرت  لنشر مبادئ الثوره في اوروبا   و هي الحريه  و الاخاء و المساواه   فاعلن  الحروب  علي اغلب اوروبا    و كان الحريه لا تنتشر  الا  بالاحتلال  للدول الاخري  و علي جثث ملايين الابرياء و لكن غرضه الاصلي ان يكون امبراطورا علي اوروبا   و هو ما حققه فعلا  لكنه  لم يستطع غزو انجلترا ..و كانت الكنيسه هي الخاسر في اوروبا فقد تمت مصادره اراضيها و ممتلكاتها  لمصلحه الدوله  و ا ضطهاد رجالها و قتلهم  مما  اضعفها   و اضاع هيبتها  و هيبه الدين معها و قد تاثرت انجلترا بهذه الرياح الجديده  و اصبجت الظروف مواتيه للنظريات المعاديه للدين بل اصبح هناك تطرف علماني    
 
 لكن الموضوع اصبح اخطر من مجرد نظريه علميه تدرس في الكتب في بريطانيا الامبراطوريه التي لا  تغرب عنها الشمس فقد دفعت انجلترا بعد ذلك اغلي ثمن يمكن دفعه لان الداروينيه اصبح لها عواقب   اجتماعيه   فقد وجدت تربه خصبه في المانيا عندما نقل لها ارنست هايكل  صديق داروين  الالماني تلك النظريه و كان ينادي باستبدال الاخلاق المسيحيه بالداروينيه   و بدا علم جديد ينشا في المانيا و اوروبا هو علم تحسين النسل  ا و  اليوجينيك و هذا العلم   ممنوع الان ممارسته  لانه اساس النازيه و يتبني ممارسات لا انسانيه عن طريق الاجهاض و الحمل الاجباري و التعقيم الاجباري للتخلص من النسل السيئ و تشجيع النسل القوي و التخلص من النسل الضعيف و هو تطوير   للنظريه عن طريق عمل ما يجب ان تعمله الطبيعه    بحيث يكون البقاء للاصلح  و كان مؤسس هذا العلم في انجلترا فرانسيس دالتون ابن عم داروين 
 
و ايضا بدات تظهر في المانيا عقيده الجنس السيد  و ان هناك جنس اكثر تطورا  و قيمه و سياده  من بقيه الاجناس و هو طبعا حسب وجهه نظرهم هو الجنس الاري الذي يسكن شمال اوروبا  و   منهم  الالمان و    ان من حق هذا الجنس السيد ان يغزو الاجناس الاخري  بالحرب و يخضعها لحكمه  و يبيدها و تم تفسيم الامم طبقات ووضع الالمان انفسهم علي قمه الاجناس في العالم و كان هذا التطبيق العملي
 
لقاعده البقاء للاصلح و ان الحياه صراع  اي ان تم نقل الرؤيه الداروينيه  من لغابه الي الجنس البشري طالما ان الانسان من وجهه نظرهم اصله حيوان  بل ان البعض  من العلماء تمادي وقال ان المراه اقل تطورا من الرجل لانها تحتاج حمايته و هنا نجد شخصيه اساسيه تظهر علي مسرح العالم  انه هتلر الذي كان يؤمن ان العلم يجب تطبيقه عمليا علي المجتمع مع ان تلك النظريه اغلبها فلسفه و ليس علم  و انه يجب استئصال الاجناس البشريه الادني من اجل تطوير الجنس البشري و كان ينظر للاجناس الاخري في المانيا  علي انها اجناس تلوث الجينات الالمانيه الاعلي مستوي  لذلك  يجب استئصالها  و منهم اليهود و المرضي العقليين  فقام بقتل حسب الاحصائيات الاوروبيه ما يقارب 6 مليون يهودي في معسكرات التجميع  و اربعه ملايين اخرين من المرضي و الاجناس الاقل من وجهه نظرهم حتي لا يلوثوا الجنس الاري بجيناتهم   و هي المجزره  المعروفه بالهولوكوست  و بدا  هتلر الحرب العالميه الثانيه و دفع العالم ايضا ما يقارب اربعين مليون فتيل في هذه الحرب و كان اكبر الخاسرين الاتحاد السوفيتي الذي خسر 23 مليون قتيل  و  و دفعت المانيا 10   مليون قتيل و جيشها و كرامتها  و تم تقسيمها لدولتين و انتحار هتلر و محاكمه رجاله و اعدامهم  فقد اعد الله لهتلر قوه نائمه كانت علي الحياد سابقا  غيرت موازين الحرب و هي الولايات المتحده الامريكيه اما بريطانيا العظمي منبع النظريه الاصلي  فقد دخلتها  قوه عظمي و خرجت منها دوله اوروبيه صغيره  فقد ضربت صواريخ هتلر   قلب لندن و حولتها لحطام ومدينه اشباح  و خسرت بريطانيا 600 الف قتيل وبدات المستعمرات الانجليزيه التي لا تغيب عنها الشمس في الاستقلال قطعه قطعه بعد ضعف قبضه الجيش الانجليزي الذي تم انهاكه في الحرب العالميه      لمده 7 سنوات فاستقلت الهند جوهره التاج البريطاني و مصر و معها قناه السويس و نيجيريا و باقي الدول الافريقيه المستعمره و سائر المستعمرات  و لم يبق لانجلترا شيئا حتي هونج كونج اخذتها الصين من عده سنوات بل الاسوا ان الجزيره البريطانيه نفسها بدات تتفكك فويلز و اسكتلندا تطالبان بمزيد من الاستقلال ...اما السياسه الانجليزيه قاصبحت تابعه للقوه العظمي الوحيده الان انها رغم اخطائها  زعيمه العالم الحر الولايات  المتحده الامريكيه التي خرجت من الحرب العالميه قوه عظمي رغم انها خليط من الاجناس و الاديان فلم تحتقر جنسا او تبيده و لم تحظر دينا و تلغيه و الاحصائيات تقول انها اكثر شعوب العالم تدينا كما ان الكثير من مدارسها لا تدرس تلك النظريه و التسامح  هو ما اعطاها قوه داخليه  حتي العنصريه تجاه السود انتهت بوصول رئيس اسود و التجديد له فتره ثانيه وهو رئيس ذكي فعلا و كفء اما الاتحاد السوفيتي فقد انهار من داخله لانه بني علي العداء التام للحريه و الاديان . اذن البقاء 
 
ليس للجنس  للاصلح  او الاقوي ان وجد  بل   للاكثر عدلا و تسامحا  و للشعوب التي تؤمن بالمساواه بين البشر و المساواه  بين الرجل و المراه و التي لا تضطهد الاديان بل تؤمن بحريه العقيده لان هناك الها يراقب و ميزان العدل في يده
و ياليت بريطانيا كانت نشرت في مستعمراتها و منها مصر قيم الحب و التسامح و المساواه بما فيه الكفايه ربما ظلت امبراطوريه لا تغيب عنها الشمس 
قال السيد  المسيح : انا هو الطريق و الحق و الحياه .( يو 4:16. )وهو ليس فقط طريق الانسان علي المستوي الفردي انما تعاليمه هي طريق المجتمعات ايضا للتطور و حياه افضل  علي الارض ثم حياه ابديه بعد ذلك   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع