محرر الأقباط متحدون
أجرى رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال زوبي مكالمة هاتفية مع مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشؤون الأورو آسيوية لي هيو تطرق خلالها إلى آخر التطورات الراهنة على صعيد الحرب الأوكرانية، علما أن نيافته قد كُلف من قبل البابا بالقيام بمهام ديبلوماسية بحثاً عن حلول ممكنة للصراع وقد زار لهذه الغاية كلاً من كييف، موسكو، بكين وواشنطن خلال العام الماضي. وأعلن الكرسي الرسولي أن الحوار بين الكاردينال الإيطالي والمسؤول الصيني تميز بالمودة، مشدداً على أهمية استمرار المساعي لتعزيز الحوار بين الطرفين المتنازعين.

في أعقاب المكاملة الهاتفية جاء في بيان رسمي صدر عن الكرسي الرسولي أن هذه المبادرة اندرجت في إطار المهمة التي أسندها البابا فرنسيس إلى الكاردينال زوبي بحثاً عن آفاق ممكنة لتحقيق السلام في أوكرانيا، كما أتى الاتصال الهاتفي استكمالاً للقاء الذي جمع الرجلين في العاصمة الصينية في أيلول سبتمبر من العام الماضي. وأوضحت المذكرة أنه خلال المحادثات الودية عبر نيافه عن قلق الكرسي الرسولي الكبير حيال الأوضاع الراهنة في أوكرانيا، مسلطاً الضوء على ضرورة تعزيز الحوار بين الأطراف المعنية، مع تقديم الضمانات الدولية اللازمة من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم.

في العام ٢٠٢٣ عُين رئيس مجلس أساقفة إيطاليا موفداً خاصاً من قبل البابا فرنسيس من أجل البحث عن إمكانات للحوار وإطلاق عملية السلام، وذكّر بيان الكرسي الرسولي أن الهدف من هذا التعيين يتمثل في "التخفيف من حدة التوترات حول الصراع الأوكراني، على أمل أن يساهم ذلك في إطلاق مسارات سلمية" وهي أمنية عبر عنها الحبر الأعظم في مناسبات عديدة جداً. وخلال شهري حزيران يونيو وتموز يوليو من العام الفائت توجه الكاردينال زوبي إلى كييف وموسكو وواشنطن حيث عقد لقاءات مع مسؤولين سياسيين وكنسيين. وفي شهر أيلول سبتمبر الفائت توجه نيافته إلى بكين حيث عقد مباحثات مع مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشؤون الأورو آسيوية، ومع وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية تمحورت حول الحرب الدائرة في أوكرانيا وشددت على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تعزيز الحوار وإيجاد مسارات تقود إلى السلام.

في سياق آخر ولمناسبة الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء يوم أمس الخميس، كتب الكاردينال زوبي مقالاً، نشرته صحيفة Avvenire الإيطالية، التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا، توقف فيه عند الجراح الكثيرة التي يعاني منها عالم اليوم. وكتب أن الوالدة العذراء تعرف كل تلك الآلام، وقد اختبرت هي نفسها الألمَ وبالتالي إنها تتفهم معاناة الأشخاص. وأضاف: كم هي كثيرة صور العذراء مريم المنتشرة في بلداننا، لاسيما في أوروبا وروسيا وأوكرانيا، كما أيضا في الأرض المقدسة والشرق الأوسط عموماً وأفريقيا، وفي الأماكن حيث الصراعات المسلحة والحروب تحصد ضحايا أبرياء.

وتابع نيافته أن الأم لا تميّز بين ألم شخص وآخر، لافتا إلى ما صرحت به مؤخراً أم أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين على يد حماس في قطاع غزة التي قالت إنها لا تريد أن يولّد ألمُها ألماً آخر. وأضاف زوبي أنه يصعب علينا اليوم أن نرى وتختبر الأخوة بين مختلف الشعوب بسبب التناقضات والعداوات التي يبدو أنها آخذة بالنمو، عوضاً عن التقلص، كما قال مرة البطريرك أثيناغوراس. وصحيح أيضا أن الانقسامات الراهنة بين الكنائس تحجّم الأخوة بين الشعوب. وتساءل نيافته ما إذا كنا قادرين على الاحتفال بهذا العيد دون أن نشعر بالخجل الناتج عن انقسامات المسيحيين، وما إذا كنا مستعدين للمجازفة بمواهبنا واللجوء إلى الصلاة وعيش التضامن من أجل توفير مستقبل أفضل لأخوتنا الذين فقدوا كل شيء.