الأقباط متحدون - مصر التي لا يعرفها الإخوان
أخر تحديث ٠٩:٠٤ | الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ | ١١كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٨٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر التي لا يعرفها الإخوان

بقلم : مينا ملاك عازر
أحدثكم اليوم عن مصر الجميلة، مصر التي لا يعرفها الإخوان ولم يختبرها الدكتور مرسي، ولم يفهمها المهندس الشاطر- اسماً وليس صفة- فلو كان شاطراً والمرشد مرشد واعياً لعرفا مصر،و لو كان الدكتور مرسي يعرف المصريين اللذين انتخبوه لما فعلوا جميعاً مايفعلوه اليوم، لا أهاجم الإخوان وإنما أحدثكم عن مصر التي لا يعرفها الإخوان، ملتمساً بذلك العذر لهم في حماقاتهم التي يقترفونها.

أحدثكم عن مصر التي يترك أهلها كل شيء على خالقهم في اتكال في كثير من الأحيان، وفي تواكل في بعض الأحيان.
عن مصر التي ينام أهلها شاكرين، وينتفضوا منزعجين إن ظلمهم أحد وجار عليهم.
مصر التي مستعد أهلها أن يتحملوا ظلم حكامهم لهم إن بدى لهم ذلك بغير إرادة الحاكم ولظروف طارئة لكنهم إن شعروا أنه يظلمهم عن عمد أو استهانة بهم أو إهانة لهم فيتحركوا ليطيحوا به..

أحدثكم عن مصر التي تحوي بين جنباتها حضارات فرعونية وقبطية وإسلامية، وتمزجهم سوياً، فيخرج خليط مصري رائع كله محبة وشهامة وجدعنة.
مصر التي سيداتها رجالاً في مواقفهم، وملكات جمال في طباعهم وملامحهم، مصر التي يهب أهلها لغوث الملهوف ونجدة المكلوم وقهر القاهر.
مصر التي يتطوع أهلها لتسطير تاريخ الحق والعدل ولا يهمه أن يحني رأسه إلى حين ما دام هذا بمزاجه وليس مجبراً.
مصر التي يعرف أهلها لغة الحب والتضحية والبذل وحب الوطن أكثر من حب أي شيء آخر.

مصر التي يتغنى بها ولها كل مطربيها، وكتب لها وبها شعرائها قصائد عامية وعربية فصحة، مصر التي أحبها القاصي والقاسي.
مصر التي تحتضن فيها الصفرة الخضار في مزيج أتحداك، لو رأيته في أي مكان في العالم معلنة عن أنها القادرة أن تغير المستحيل وتحول الصخر طمياً يزرع .

حدثتكم بإيجاز عن مصر يا إخواني، وأتمنى أن يتسع لي الوقت في الأيام القادمة لأحكي لكم أكثر عن مصر، لعلكم تتذكرونها ويستفيق من غاب وعيه ونساها، ولم يعد يحبها ويحب مشاريعه الخاصة ومشاريع جماعته وكرسيه أكثر منها حتى أنه صار من السهل عليه أن يضحي بدماء بنيها إخوانيين كانوا أوفلول أو ثوار كلهم مصريين مهما كان، لا مبرر لقتلهم والتضحية بهم وتقديمهم قرابين للوصول للكراسي أو لتأمين الكراسي والبقاء عليها، دم المصريين حرام عليكم بل مصر كلها حرام عليكم أن تهدروا شبر واحد أو ذرة تراب منها، فلا يستحق مصر إلا المصريين، ولا يقدر قيمتها إلا المصريين، ولذا استفيقوا قبل أن تخسروا مصر والمصريين.

المختصر المفيد مصر التي في خاطري وفي دمي أحبها من كل روحي ودمي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter