ياسر أيوب
لا أملك أدلة على صدق وحقيقة ما قاله البطل المصرى عمر عصر على مخالفات وأخطاء وخطايا فى اتحاد تنس الطاولة.. ولا يملك سلطة التحقيق فى ذلك إلا وزير الرياضة بحكم المسؤولية والمنصب أو النائب العام بحكم القانون والواجب.. لكن يبقى عمر يستحق الشكر لأنه تكلم أخيرا، وقد يغرى كلامه ويشجع على الكلام لاعبات ولاعبين كثيرين آخرين فى مختلف الألعاب.. فالحقائق والتفاصيل كلها عند هؤلاء اللاعبين وحدهم وليس المسؤولين مهما تظاهروا بغير ذلك أو الإعلاميين مهما تخيلوا أنهم يعرفون.
هؤلاء اللاعبون هم الذين يعيشون القهر والمظالم والقسوة والإحباط ويضطرون للسكوت خوفا من غضب الكبار وانتقامهم أو الاحتفاظ بحق اللعب والحلم بظروف أفضل وواقع أجمل.. وأتمنى أن يدرك هؤلاء اللاعبون أن الآن هو الوقت المثالى والمناسب للكلام لأسباب كثيرة.. أهمها أن ذهب الجندى وفضة سارة وبرونز محمد لم تستطع إطفاء نيران الغضب والإحباط مما جرى فى باريس ودورتها الأوليمبية.
وحين يبدأ موسم كروى جديد وتقترب بطولات إفريقيا للأمم والأندية، فلن يملك كثيرون رفاهية الالتفات للألعاب الأخرى وقضاياها وحكاياتها.. والناس حاليا على استعداد لأن تتفهم وتتسامح مع كل من سكتوا فى الماضى ولم يصرخوا بعد كل الظلم الذى عاشوه والفساد الذى شاهدوه لكن لا أحد سيسامح من يسكت الآن ولا يتكلم إلا بعد فشل وإخفاق جديد بحثا عن عذر وتبرير.. وكان سكوت هؤلاء اللاعبين الطويل فى الماضى أحد الأسباب الرئيسية لأن يحتفظ كثيرون، فى مختلف الاتحادات، بمقاعدهم ومكاسبهم، ويتركوا اللاعبين وحدهم فى مرمى نيران السخرية والغضب واتهامات العجز والفشل.
وإذا كانت جريدة «نيويورك تايمز» قد نشرت منذ أربعة أيام دراسة دولية مهمة وعميقة عن اكتئاب ما بعد الدورات الأوليمبية، حيث يرى أساتذة وخبراء علم النفس ضرورة ألا يستسلم اللاعبون لذلك وأن يتكلموا حتى لا تدوم أو تكبر أزماتهم.. فاللاعبون فى مصر يعيشون ما هو أخطر وأشد قسوة من اكتئاب ما بعد الدورات الأوليمبية.. فليس هناك أقسى من أن تكون ممنوعا من الصراخ، بينما يغرس أحدهم خنجرا فى ظهرك.. أو ترى حقك يضيع ويأخذه الأقل موهبة نتيجة فساد المجاملات والوساطات.. أو يضطهدك مسؤول أو مدرب يغضبه ويزعجه أن تلعب وتفوز.
وأظن أن السوشيال ميديا الآن باتت من القوة درجة استطاعتها حماية كل من يتكلم ويكشف أسرارا وأخطاء وتجاوزات وعيوبا وجرائم إدارية ومالية وأخلاقية.. كما تستطيع السوشيال ميديا الآن الضغط والإلحاح على بدء التحقيق وفتح الملفات دون أى أحكام مسبقة تخص مسؤولا أو لاعبا. وإذا اقتنع هؤلاء اللاعبون واعتزلوا الخوف والسكوت.. ستصدمنا وقتها حكايات وأسرار ووقائع قاسية وفاضحة ومزعجة أيضا.
نقلا عن المصرى اليوم