الأب ماتيروس جمال
من خلال ما ورد عن القديسة مريم بالعهد الجديد، من أخبار وأقوال، نستطيع أن نتلمس مفهومها عن الله، ونستشرق ملامح إيمانها العظيم، والحقيقة أن مفهوم الله عند أمنا العذراء، كان المحرك والدافع وراء كل عظمة ظهرت بها في الأناجيل، فالله جل اسمه كان في فكرها:
1- الواجب العبادة
كانت القديسة مريم تؤمن أن الله، الإله المعبود وحده، له وحده الصلاة، والتسبيح، والذبيحة، فلأنه المعبود وحده، رأت في نفسها العبدة والأمة، قالت مريم هوذا أنا أمة الرب (لو 1: 38)، ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب (لو 2: 22).
2- الواجب الطاعة
في وقت هرب الجميع من وصايا الله، ترى القديسة العذراء أن الله وحده، هو من له الطاعة، حتى لو كان الأمر فوق العقل، فلسان حالها، ليكن لي كقولك. هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك (لو 1: 38)، قالت أمة للخدام: «مهما قال لكم فافعلوه» (يو 2:ه).
3- واجب التعظيم
رأت السيدة العذراء، أنها ستظل مديونة للرب، وأن كرمه ومحبته لا يمكن إنكارهما، إذا فهو مستحق كل عبادة وتكريم، لأنه الإله، فهو واجب التعظيم والتكريم والشكر، فقالت مريم تعظم نفسي الرب. (لو 1: 48)، لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. (لو 2: 49).
4- مصدر الفرح
الله بالنسبة للعذراء، مصدر البهجة والفرح الروحي الذي لا ينطق به ومجيد. فرحت بمحبته، بخلاصه، باختياره، برعايته، فنراها تقول: تبتهج روحي بالله مخلصي (لو1: 48) ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه (لو 2: 55)، ولما فرغت الخمر، قالت أم يسوع له: «ليس لهم خمر». (يو 2: 3).
5- المخلص
رغم مكانتها ودالتها، وخدمتها، كانت ترى نفسها أمه وعبده، محتاجه إلى الخلاص، وليس بأحد غيره الخلاص، تبتهج روحي بالله مخلصي. (لو1: 48). الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك.. وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه (يو2: 29-33).
6- القادر
رأت السيدة العذراء في الهنا القادر، القوي صانع العظائم والمعجزات، لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. (لو 1: 48)، صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. (لو 2: 51).
7- ضابط الكل
كانت السيدة العذراء تعرف أن مصائرنا مقبوضة بيد ضابط الكل، وهو الأول والآخر، ضابط الكرسي. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين. (لو1: 52- 53).
8- الأمين
كانت السيدة العذراء على معرفة بوعود الله، وأنه أبدًا لا يخلف وعده. ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. (لو 1: 50) عضد إسرائيل فتاة ليذكر رحمة، كما كلم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد. (لو1: 54- 55).
9- الحكيم
رأت السيدة العذراء الله هو الحكيم، الذي مدبر الكون، وعالم كل شىء، وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. (لو 2: 19)، هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك. (لو 1: 38).
10- الرحوم
رغم صورة الله المشوهة عند اليهود، لكنها رأت فيه ينبوع الرحمة والعطف، الذي ينظر إلى إنسانة ضعيفة، ويرحم شعبة على مدار التاريخ. لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني. (لو1: 46)، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. (لو1: 50).
* راعي كنيسة العذراء منشية ناصر ديروط
نقلا عن البوابة نيوز