الأقباط متحدون - قصة ميلادية للاطفال
أخر تحديث ٠٧:٣٨ | الاربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ | ١٠كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

قصة ميلادية للاطفال


قصّة للأطفال : زهير دعيم
 
منذ أن بدأ شهر كانون الأوّل , ولولو الصغيرة تَعدّ الأيام , إنّها تريد لهذه الأيام أن تنقضي سريعًا , فهي  في  شوقٍ إلى ليلة عيد الميلاد؛ ميلاد الطّفل يسوع , الذي تُحبُّه والذي يسكن في قلبها كما تعلّمت في مدرسة الأحد , فكلّ من يسألها : أين يسكن يسوع ؟ تجيب والبسمة على شفتيها : إنّه يسكن في قلبي.
   وتضحك لولو , إنّها تحبّ يسوع فعلاً , ولكنها أيضًا تشتاقُ إلى شيخِ العيد , بابا نويل , ليحملَ لها هديةً.
          كم تُحبُّ هذا الشيخ الجليل !! وكم تحبّ هداياه !!
 
  لقد جاءَها في السّنة الماضية بدُميةٍ جميلة , ما زالت تنامُ معها , وتحكي لها القصصَ التي تتعلّمها في صفّ البُّستان , وتهدهدها وتعانقها , وكثيرًا ما تُوّبخها قائلةً : 
   أنتِ كسلانة يا بنت !! قومي بلا كسل .
    وجاء اليومُ الموعود ؛ جاء ماطرًا , عاصفًا وباردًا.
   فرحت لولو , فهي تُحبُّ هذا الطّقس , تحبّه , فيسوع وُلِد في يومٍ عاصفٍ كما أخبرتهم المعلّمة.
  وتتذكّر لولو يسوع , فتقوم إلى الشجرةِ المُضيئةِ والمُزيّنة ِبالزينات, وتقترب من المغارة وتنظر طويلاً إلى الطّفل المُقمَّط والى الحيوانات والمجوس من حوله , وتبتسم وتتساءَل : ألا يشعر يسوعُ بالبرد في هذا الجوّ الباردِ وبهذه الملابس الخفيفة التي تكاد لا  تستر جسمَهُ الصّغير  ؟!! وتهزُّ رأسَها بحيْرة , ولكن الحيْرةَ الأكبر كانت : بماذا سيأتيها شيخ العيد بعد قليل , فأجراسه تملأ الحارة.
  
   وما هي إلا لحظات , حتّى قُرع الباب فتهبُّ إليه وتفتحه صارخة:
  إنّه شيخُ العيد , انّه بابا نويل يا أبي .
 
وأخيراً جاء,  قال  الأب ضاحكًا .
  رقصت لولو مع شيخ العيد كثيراً , والتقطَتْ لها الأمّ أكثر من صورة معه بجانب شجرة الميلاد والمغارة .
   لم تنتظرْ لولو طويلاً , فما أن خرج بابا نويل حتّى فتحت الهديّة .
  كنزة صوفيّة حمراء جميلة ...يا إلهي ما أجملها , ولمعت عيناها بفرح.
  ركضت لولو نحو المغارة  , والوالدان ينظران إليها بدهشة , ماذا عساها أن  تفعل ؟ .
  فرشت لولو الكنزة الحمراء على أرض المغارة , وأخذت الطفلَ يسوع بحنانٍ وقبّلته بحرارة ووضعته برِفقٍ على الكنزة الحمراء وهي تقول : 
  الطّقس بارد في المغارة يا حبيبي  , الطقس بارد , أليس كذلك  يا أمّاه ؟!
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter