زهير دعيم
رحماكم ... ارحمونا  واريحوا نفوسنا ...
 لقد حرقتم أعصابنا ، واذقتمونا المُرّ والأمرّيْن  ، ونحن ننتظر .

سيكون ردّ ...

 والردّ لم يأتِ بعد ، ولا نريده أن يأتي .
 ويأتي الجواب من الطّرَف الآخَر : سنردُّ الصّاع صاعيْن !

 والسؤال الذي يطرح نفسه هو :
    ألَمْ تشبع المنطقة يتمًا وثكلًا وترمّلًا  وبكاء وعويلًا ، ألمْ ترتوِ من بحور الدّماء وشلّالات الدّموع ؟!!

  ألا تسمعون الشّيطان يُقهقه منتصرًا ، فله ومنه الحروب ، فمقتل البشَر أيًّا كانت قوميتهم ومعتقدهم هو نصر له وفوز .

      رحماكم فلقد عافت نفوسنا هذه الكلمة " ردّ " وكم نتمنّى لو انقلبت فجأة فأضحت  " دُرْ  " ، فالرجوع والتراجع في مثل هذه الحالات لا يعتبر ضعفًا وخسارةً بل حكمة   ، كيف لا وهو يحفظ النفس البشرية من الموت .

 فتعالوا ندور ونتحوّل ونختم هذه الظروف المأساويّة التي أكلت الأخضر واليابس ؛ نختمها بخاتمة ترفل بالسلام وتحفظ ماء الوجه لكلّ الأنام ، ونعود ونعيد بناء هذه المنطقة وهذا الشّرق الذي بات لا يُطاق ؛ هذا الشرق المُقدّس والذي مشى على ثراه السيّد المسيح ، والذي بِتُّ أخافه وأُفكّر – وليسامحني القارئ -  بِتُّ أفكّر بالهجرة .

 تعالوا نزرع الأملَ في النفوس .
 تعالوا نبني جسور المحبّة .

 تعالوا نُلوّن شرقنا بالسلام والخُضرة والحضارة ومحبة القريب والبعيد .
   تعالوا نُلقم الشّيطانَ حجرًا بل صخرةً تُهشّم فاه ..

    أتُراني أحلم ُ ؟!
    لست أظنُّ فأنا بطبيعتي -  والتي ضاقت في الأشهر الأخيرة – متفائل وأكثر .

      نعم نريد اليوم كلمة " ردّ " أن تنقلب بقدرة ربّ السماء فتصير " دُر" ، فتعود السمات الى الوجوه ، وتعود تُغرّد الحياة فوق زيتوننا  .