ياسر أيوب

ست ميداليات ذهبية فازت بها مصر فى ثلاث دورات أوليمبية متتالية.. السيد نصير وإيراهيم مصطفى فى أمستردام ١٩٢٨.. أنور مصباح وخضر التونى فى برلين ١٩٣٦، حيث لم تشارك مصر فى لوس أنجلوس ١٩٣٢.. محمود فياض وإبراهيم شمس فى لندن ١٩٤٨، حيث أُلغيت دورتا ١٩٤٠ و١٩٤٤ بسبب الحرب العالمية الثانية.. وانتظرت مصر ٥٦ عامًا ليفوز لها كرم جابر بميداليتها الذهبية السابعة فى أثينا ٢٠٠٤.

 

وبعد ١٦ عامًا جاءت الميدالية الذهبية الثامنة، وكانت لفريال أشرف فى طوكيو ٢٠٢٠.. وجاء أحمد الجندى بالميدالية الذهبية التاسعة لمصر فى باريس ٢٠٢٤.. وكانت ميدالية تعنى الكثير جدًّا.. فالميدالية التاسعة كانت فى الخماسى الحديث، التى أصبحت رابع لعبة ذهبية مصرية بعد رفع الأثقال والمصارعة والكاراتيه.. وفوز أحمد الجندى بها لم يكن مفاجأة كاملة وفقًا للتقديرات والحسابات الرياضية والأوليمبية.

 

وقبل شرح ما يعنيه ذلك، لابد من التوقف أولًا أمام التوقعات الأوليمبية، التى مهما استندت إلى حقائق وأرقام، فذلك ليس ضمانًا لتحقيقها.. فكبرى مؤسسات التحليل الرياضى صدقت توقعاتها قبل باريس بالمنافسة الأمريكية الصينية، لكنها لم تتوقع أن تكون اليابان ثالثة جدول ميداليات باريس، وأن تكون أستراليا رابعة، وإنجلترا سابعة، وليست الثالثة، كم توقعت تلك المؤسسات.

 

وحين توقعت مصر فوز أحمد الجندى فى باريس ٢٠٢٤ كان توقعًا استند إلى نتائجه فى الأعوام الثلاثة الماضية وشخصيته وطموحه واستعداده البدنى والنفسى.. تمامًا مثل توقع فوز سارة سمير ومحمد السيد. وكان من الممكن ألا يفوز أحمد مثلما لم يفز مصريون آخرون كانوا مرشحين لميداليات مثل زياد السيسى، المصنف الأول عالميًّا فى السلاح، وعزمى محيلبة، بطل العالم فى الرماية، وكريم أبوكحلة، بطل العالم فى رفع الأثقال، وعبداللطيف منيع، المصنف الثانى عالميًّا فى المصارعة.

 

وعدم الفوز لا يعنى أن التوقع كان خاطئًا أو مضللًا.. وشهدت دورة باريس الكثير جدًّا من توقعات عالمية لم تصدق ونتائج صادمة وأبطال مرشحين للذهب ولم يفوزوا سواء كأفراد أو منتخبات.. وعلى قدر التوقع والرهان كان أحمد الجندى، الذى قال لى فى ٢٠١٩ إنه يتمنى أن يكون أول مَن يفوز لمصر بميدالية ذهب الخماسى الحديث.. لهذا لم تكن ميدالية الفضة التى فاز بها فى دورة طوكيو الماضية هى سقف الطموح ونهايته.

 

 

فكانت ذهبية باريس، التى أيضًا لن تكون نهاية مشوار طويل وجميل بدأ بميدالية الذهب فى دورة بوينس آيريس الأوليمبية للشباب ٢٠١٨.. وتوالت بعدها بطولات وميداليات وجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى.. وفى كل خطوة كان شريف العريان، رئيس اتحاد الخماسى، ومسؤولو الاتحاد وأسرة «الجندى» يقفون وراءه ثقة فيه واقتناعًا بموهبته واحترامًا لإرادته.

نقلا عن المصرى اليوم