كمال زاخر
السبت ١٠ اغسطس ٢٠٢٤
المشهد المسيحى الفيسبوكاوى يدعو للحسرة والحزن، ويخرج بآلية الفيسبوك من كونها وسيلة لتطارح وتبادل الأفكار، البناءة، الى حلبة صراع عنفية تخلو من أى "كلمة منفعة". وتفتقر للرقى والسمو الفكرى، والنقد الموضوعى غاب عنها لتحتل مكانه اسلحة التكفير (الهرطقة) والتخوين والمؤامرة، والبحث فى الضمائر والنوايا.

هالنى فيه احتلال انصاف المتعلمين لجل ساحته بجسارة عنفية، تعلن امتلاكها للحقائق المطلقة، ويحار المرء فى الرد عليهم او مناقشتهم، فلا نعرف من هؤلاء المختبئين خلف الشاشات وتنقر اصابعهم لوحة الحروف.

هل هم صبية لم يشبوا بعد عن الطوق، فلم يصلوا الى النضج، أم هم شباب فى طور المراهقة، ام كبار لم تكتمل رؤيتهم، أم لجان الكترونية، تنفث سموم مموليها، لتخريب عقل جمعى مستهدف، حماية لمصالح استقرت وتعاليم فاسدة تسللت بحنكة وسطوة لتفترش - وتفترس - عقول البسطاء؟.

اللافت ان بعض الكنسيين اصحاب المواقع المتقدمة انزلقت اقلامهم الى هوة الجدل السقيم، بشخوصهم، أو بوكلائهم، وأهملوا مهامهم تجاه رعيتهم، ليصيروا نوافذ مشرعة يقفز منها الالحاد الى محل اقامتهم، ودور عبادتهم، التى تحولت بهم الى مواقع طرد وقطع وفرز، ولم تعد مستشفى للمرضى والجرحى، أو ملجأ للطريد، أو مأوى للنفوس الشاردة. اجابتهم حاضرة لمن يسأل عن النفوس المتعطشة لكلمة الحياة؛ انهم ابناء الهلاك!! بعقل بارد وجلد سميك، وحجج حاضرة، وضمائر تختلق سواتر لتبرير مواتها. لسان حالهم ... احارس أنا لأخى؟.

ويبقى اسئلة لست انا الذى يطرحها:
 * إِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!" (مت 6: 23).

* أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟" (مت 5: 13).