محرر الأقباط متحدون
أخيرا وبعد غياب استمر لـ12 عاماً للأفلام المصرية عن مهرجان فينيسيا، تعود السينما المصرية إلى المهرجان بفيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" والذي أعلن فريقه عن انتهاء تصويره يناير الماضي بعد رحلة طويلة من التحضيرات والمعاينات والاستعداد للتصوير، مرورا بمختبرات ومعامل التطوير والتمويل وبرامج التصوير في العديد من المهرجانات والمؤسسات السينمائية والثقافية.

وتصدر الفيلم المشهد مرة أخرى منذ أيام قليلة بعد الإعلان عن عرضه العالمي الأول ضمن برنامج Orizzonti Extra، وهو القسم الذي تُعرض من خلاله الأفلام التي تمثل أحدث اتجاهات السينما العالمية للمواهب الشابة.

يعتبر العمل هو التجربة الأولى للكثيرين من فريق العمل إن لم يكن الجميع، فالناقدة رشا حسني التي تخوض أولى تجاربها في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة بالتوازي مع مسيرتها المهنية الناجحة في مجالي النقد والبرمجة السينمائية في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية المهمة، قالت لـ"العربية.نت" عن هذه التجربة المهمة أيضا في مشوارها السينمائي "المشروع ليس سهلا على الإطلاق، لم يكن ليتم تنفيذه بالطرق التقليدية، وتقدمنا لأكثر من منحة حتى حصلنا على 3 منح في التطوير والإنتاج، واكتمل الحلم بدخول المنتج محمد حفظي معنا ودعمنا قبل عام من بدء التحضير، وتحمس للفكرة، رغم كوننا شبابًا أغلبنا يخوض تجربته الأولى في الأفلام الروائية".

وأضافت: "كما واجهنا صعوبات كثيرة ليس فقط في تمويل الفيلم، فلقد كان ذلك جزءا من الصعوبات لكن صعوبة تصوير الفيلم كانت الأكبر، فلقد مررنا بمراحل طويلة في التصوير والذي تم في 35 موقعاً لأول مرة، لتظهر أماكن جديدة لم يشهدها الجمهور على الشاشة من قبل".
وعلى الجانب الآخر عبر المخرج خالد منصور عن سعادته بمشاركة أول أعماله الروائية الطويلة في مهرجان فينيسيا، مشيرا إلى أنها خطوة كبيرة ومهمة جدا بالنسبة له، وقال في تصريحات خاصة لـ "العربية نت": "اختيار الفيلم في مهرجان فينيسيا شيء يصيب أي شخص بالذعر في هذا الموقف، لكنه أيضاً يسعده للغاية، حيث يجعلنا نشعر أن ما نقدّمه يصل للناس، سواء في مصر أو خارج مصر، لنؤكد أن هناك سينما في مصر، وأن لدينا صناعة مهمة ومواهب واعدة.

وأضاف " أعمل على الفيلم منذ 7 سنوات، وكانت مسألة الإنتاج والتمويل أبرز الصعوبات التي واجهتنا في رحلة تنفيذ الفيلم، فلم يكن سهلاً إيجاد منتج يؤمن بتجربة المشروع، دون الاضطرار للخضوع لمعايير تجارية لا تشبهني، فأنا أبحث دائما عن تقديم حكايات عني وعن من حولي وتشبهنا، وهو أيضا ما أحلم به منذ أن قررت أن أكون صانع أفلام، وأن الأعمال التي أقدمها أكون سعيدا عند مشاهدتها في التليفزيون أو السينما أو أي وسيط، فأنا أريد تقديم فيلم أحبه".

ويعد الفيلم هو الروائي الطويل الأول للمخرج خالد منصور، بعد إخراجه عددًا من الأفلام القصيرة التي شاركت بعدد من المهرجانات الإقليمية والمحلية، وشارك منصور في التأليف مع الكاتب والسيناريست محمد الحسيني، ويتشارك البطولة الممثل الصاعد عصام عمر في أولى تجاربه السينمائية، وركين سعد، وسماء إبراهيم، وأحمد بهاء أحد مؤسسي فرقة شارموفرز الغنائية في تجربته التمثيلية الأولى أيضا في عالم السينما، بالإضافة لعدد من الوجوه الشابة وضيوف الشرف.

وقال عصام عمر لـ "العربية نت": "كممثل فخور بأن هذا العمل يكون ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان ڤينيسيا السينمائي الدولي، المهرجان الأعرق في العالم، فالفيلم عندما عرض علينا كانت فكرته بسيطة، إلى أن بدأت الرحلة الطموحة من سنوات طويلة في شوارع القاهرة، ووصلنا إلى أننا سنشهد عرضه الأول عالميا في واحد من أهم الأحداث السينمائية، وهذا بمثابة رسالة شكر لكل من آمن بالفيلم وساهم في خروجه للنور".
أما ركين سعد فلقد علمت بالخبر وهي في الأردن لتصوير فيلمها الجديد، ولكنها كانت في غاية السعادة وقالت في تصريحات خاصة لـ"العربية نت": "تفاجأت بالخبر، وشعرت بالسعادة والامتنان والفخر، بأن الفيلم سيشارك في مهرجان عالمي ومهم وعريق مثل فينيسيا، فسعادتي لا توصف بهذا الخبر، وكل فريق العمل مؤمنون بالعمل بشكل كبير، والجميع كان يعمل من قلبه لأننا صدقنا في الفيلم كمشروع سينمائي مهم، لذلك أنا فخورة بصناع الفيلم الموهوبين وفخورة بإني كنت جزء منه".

وأضافت ركين أنها تلقت العديد من الرسائل سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل و المكالمات التليفونية من عدد كبير من الأشخاص بداخل أو خارج الصناعة، وجميعهم كانوا يشعرون بالسعادة والفخر وهو ما نقلوه لها بعد الإعلان عن مشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا وهو ما جعلها تشعر بالسعادة بشكل أكبر".
من جانبه قال المنتج محمد حفظي في تصريح خاص لـ"العربية نت"، والذي يشارك في إنتاج الفيلم، أنه يشعر بحالة من الفخر لأن العمل يقدم مواهب صاعدة في السينما المصرية خلف وأمام الكاميرا، إلى جانب أن هذا الفيلم سيعيد السينما المصرية في الاختيارات الرسمية لمهرجان فينيسيا لفيلم روائي طويل للمرة الأولى منذ 12 عاماً.

وأضاف حفظي "منذ قراءة النص، توقعت وصوله للمشاركة في مهرجان كان أو فينيسا، وكنا نراهن على ذلك، والحمد لله وفقنا في أحدهما".
وتدور أحداث الفيلم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الدرامية، حول "حسن" الشاب الثلاثيني، الذي يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه، خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد "رامبو" من مصير مجهول بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مطارداً من قبل جاره "كارم" وجميع أهالي الحي.

فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، إنتاج شركة "فيلم كلينك" لـ محمد حفظي، وبمشاركة المنتجة رشا حسني، في أولى تجاربها في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة، بجانب عملها في النقد والبرمجة السينمائية بعدد من المهرجانات السينمائية الدولية المهمة.

وحصل الفيلم مؤخراً على جائزة خدمات الهوية البصرية وخدمات DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج، المقدمة من شركة Creative Media Solutions في الدورة الخامسة من "أيام عمان لصناعة السينما" و"سوق عمان للمشاريع"، كما حصل أيضاً على عدد من منح الإنتاج، منها منحة إنتاج صندوق البحر الأحمر السينمائي لدعم الأفلام، ومنحة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة للصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، ومنحة الإنتاج السينمائي من المنظمة الدولية الفرانكفونية، بينما حصل سيناريو الفيلم على عدد من منح التطوير، مثل منحة تطوير الأفلام الروائية الطويلة من الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، وجائزتين تطوير من منصة الجونة السينمائية.