صلاح الغزالي حرب
كنا قد تفاءلنا بإعلان د. مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بعقد لقاء أسبوعى مع بعض الإعلاميين لخلق شبكة تواصل مع المواطن المصرى ووعد بأن تستكمل شبكة التواصل بلقاءات أخرى يعقدها المسؤولون– وزراء ومحافظون- مع المواطنين بصورة دورية للإجابة عن استفساراتهم وتساؤلاتهم والتى تراكمت فى الفترة الأخيرة مع صعوبة المعيشة والأزمة الاقتصادية وكذلك من أجل الرد على الشائعات التى زادت بشدة فى هذه الفترة.. وسوف أشارك اليوم بعرض بعض ما يؤرق المواطن المصرى والتى ألمسها وأعيشها على بعض المسؤولين فى انتظار ردود واضحة وأمينة ولكى نساهم فى فتح نوافذ الحوار الحر ونؤكد على أهمية الشفافية والمشاركة.

١- إلى السيد وزير التربية والتعليم:
تدخل رئيس الوزراء مصرحًا بأنه يرى أن العمل الجاد والمثمر على أرض الواقع هو أهم من الشهادات العلمية.. وبعد موافقة مجلس النواب على أسماء الوزراء كنا نتوقع أن يتوجه الوزير الجديد بالحديث إلى الملايين الذين يعانون من أزمات التعليم التى تراكمت وتتزايد سنويًا ولكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد، وسوف أسرد لك بعض التساؤلات:

- حدثت بعض الأخطاء الجسيمة فى بعض الأسئلة فى امتحان الثانوية العامة منذ أسابيع وقررت الوزارة أن تلغى هذه الأسئلة مع إعطاء الدرجة كاملة لكل الطلاب! وهو أمر خطير ويتنافى مع العدالة كما أننا لم نسمع عن أسماء المسؤولين عن هذا الخطأ وكيف تمت محاسبتهم وإلى متى نؤكد على أن الأسئلة فى مستوى الطالب المتوسط!.

- بعد أسابيع قليلة سوف يبدأ العام الدراسى الجديد ونحن نعانى بشدة من نقص المدرسين الشديد فما الحل؟ ولماذا لا تعود الحياة إلى كليات التربية بعد تحديثها وهى من أهم أعمدة إعداد المدرسين؟

- ما رأيكم فى انتشار الطبقية البغيضة فى مجال التعليم قبل الجامعى والذى يتنافى تمامًا مع نص الدستور المصرى بأن التعليم حق لكل مواطن والتعليم إلزامى حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها كما تكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة فى كل مؤسسات الدولة التعليمية؟ ومن أجل ذلك يتحتم أن تكون كل المدارس– الحكومية والخاصة والدولية– خاضعة بالفعل لمراقبة الوزارة وخاصة فيما يتعلق بالأسعار المغالى فيها بغير تفسير وكذا عدم الاهتمام الجدى بدراسة اللغة العربية فى المراحل الأولى وقبل البدء فى اللغات الأجنبية وأيضًا دراسة التاريخ المصرى قبل غيره وهو ما نراه حاليًّا من ضعف شديد فى اللغة والتاريخ عند الأطفال والذى يمكن اعتباره خطرًا على الأمن القومى وينتقص من الانتساب والشعور الجاد بالانتماء.

- نحن عانينا كثيرًا من تجارب فاشلة لإصلاح التعليم وإن كنت أميل شخصيًا إلى ما بدأه د. طارق شوقى من تغييرات جذرية وجوهرية كنا نأمل فى استكمالها ولكنه لم يلتفت إلى أحوال المدارس فى القرى بالريف والصعيد وصعوبة وضع شبكات الاتصال الإلكترونية من ناحية وعدم التشاور مع أولياء الأمور لتقبل التغيير الأمثل، ولذلك أرجو أن تقوم بعقد مؤتمر سريع يضم كل الكفاءات والخبرات التربوية والتعليمية فى مصر وخارجها من المصريين؛ وبذلك نتجنب المزيد من الإحباط والفشل.

٢- إلى السيد وزير الصحة:
- وصلتنى هذه الرسالة منذ أيام بإمضاء محامٍ بالنقض والإدارية العليا وهو الأستاذ محمد السيد نصار والذى لم أتشرف بمعرفته من قبل وجاء فيها (بالنيابة عن جميع مرضى السكرى نناشدكم التدخل فى المستلزمات الطبية لعلاج المرضى فنحن نحتاج شرائط لقياس السكر بالدم يوميًا ولكن للأسف الأسعار بلغت حدًا عاليًا جدًا وتختلف من محل لآخر وتفوق قدراتنا المالية ونقترح عمل (مول) تجارى فى محافظة الإسماعيلية لجميع المستلزمات الطبية يخدم منطقة القناة والتى أصبحت أهم لنا من الطعام والكساء) الإمضاء.... أرجو التعليق عليها علمًا بأننى من واقع تخصصى أعلم أن هناك أزمة كبيرة فى أدوية كثيرة ومنها الأنسولين وهو أهم دواء لمريض السكرى ولا يمكن الاستغناء عنه عند توقف إفراز الأنسولين، وللأسف فإن بعض الأطباء– وغالبًا من غير المتخصصين فى السكرى– فى التأمين الصحى وبعض الصيادلة ينصحون المريض بأنواع أخرى من الأنسولين لا تصلح للمريض مما يزيد من تفاقم الحالة كما أن البعض يخلط بين إعطاء الأنسولين وإعطاء العلاجات بالفم! وقد صرح رئيس هيئة الدواء المصرية مؤخرًا بأنه سوف يتم توفير ٥ ملايين عبوة أنسولين مستورد خلال الستة أشهر المقبلة وهى مدة لن يتحملها مريض السكرى ويجب أن تكون لها الأولوية، ومن ناحية أخرى هناك أدوية أخرى رخيصة الثمن مثل يوريفين ويوروسولفين الخاصة بمرض النقرس أصبحت نادرة وليس لها بديل بغير تفسير! ولماذا لا يرتفع ثمنها إلى حد مقبول يقبله المريض وتقبله الشركة.. وأشعر أن الثلاثة أشهر التى حددها السيد رئيس الوزراء لعودة الأدوية طويلة على المرضى، فمواجهة المرض يجب أن تكون لها الأولوية. وللزملاء الأطباء أناشدهم تبديل العلاج بغيره إذا كان متوفرًا وصالحًا للاستخدام كما أطالب الدولة بدعم شركات الأدوية المصرية من أجل تصنيع المادة الفعالة وتشجيع البحث الطبى والدوائى كما سبقتنا دول مجاورة فى الوقت الذى نملك فيه قامات علمية كبيرة فى هذا التخصص..

- تابعت بسرور الاحتفال بالإعلان عن الانتهاء من عمل الدلالات الإرشادية لعشرة أمراض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وهو ما كنا ننادى به منذ سنوات وقد قمنا بالفعل منذ أكثر من عشر سنوات فى عهد الزميل الفاضل أ.د. عادل عدوى وزير الصحة الأسبق وكنت وقتها رئيس اللجنة القومية لمرض السكرى وبمعاونة الزملاء من كبار أساتذة السكرى فى مصر- قمنا بعمل هذه الدلائل الإرشادية وقامت بطباعتها إحدى شركات الدواء الأجنبية فى مصر وتم توزيعها على كل المستشفيات، وكما ذكر مندوب الصحة العالمية فإن وجود هذه الدلائل وحده لا يكفى ولكن الأهم هو المتابعة الدقيقة لتنفيذها على أرض الواقع ومحاسبة المهملين.

- ما زلت عند رأيى فيما يخص تأجير مستشفيات خاصة مصرية أو أجنبية لمستشفيات تربح جيدًا ويعودها آلاف المرضى بأسعار مناسبة، فالأفضل هو اتجاه القطاع الخاص لإنشاء مستشفيات جديدة وزيادة الأسرّة وعدم المساس بالمستشفيات الناجحة والتى لن يتحمل أعباءها غالبية المرضى.

٣- إلى السيد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية:

- باعتبارك أحد أبناء هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أنقل إليكم عدة شكاوى غاضبة من سكان التجمع الخامس ومنطقة الشويفات بالقاهرة الجديدة بعد أن فشل رئيس المدينة فى حل هذه المشكلات كما أنه فيما يبدو لا يهتم بالتواصل مع السكان، فهناك معاناة كبيرة فى تدفق المياه وكثرة الانقطاع الذى قد يكون يوميًا فى الصباح الباكر! وأعلم أنك كنت مسؤولًا عن شبكات المياه والصرف والرى فى جهاز مدينة بدر سابقًا ونحن فى انتظار التدخل السريع والاختيار المناسب واللائق لرئيس المدينة، وبالطبع هناك شكاوى كثيرة منها إهمال النظافة وهيمنة الميكروباصات وفوضى المرور وغيرها من المشكلات..

- لجأ إلىّ شاب من محدودى الدخل وطلب مساعدتى فى البحث عن منزل بسيط ومناسب حيث يسكن فى بيت صغير بالإيجار ولديه طفلان، ولجأت إلى الصديق العزيز الإعلامى القدير محمد على خير الذى نصحه بالالتجاء إلى (سكن لكل المصريين) وبالفعل تقدم بكل الأوراق اللازمة منذ عام واستطاع بصعوبة وبالمساعدات أن يدفع حتى اليوم ٤٠ ألف جنيه ثم طالبوه منذ أيام يدفع ٦ آلاف جنيه كل ٣ شهور لمدة ٣ سنوات، بالإضافة إلى مبلع آخر قبل الاستلام، ناهيك عن كيفية فرش البيت وغيره من التكاليف.. وفى الحقيقة فإن هذا المبلغ فى هذه الفترة الصعبة علينا جميعًا ليس كبيرًا بالنسبة لسعر العملة حاليًّا ولكنه عبء كبير على هؤلاء الشباب والذين يعملون ليل نهار وبلا توقف لجمع المال، والمطلوب هو التخفيف عنهم بقدر الإمكان وهم الأولى بالقطع بالاهتمام من أولئك الذين أنعم الله عليهم بالملايين يتدفقون على الأبراج الجديدة فى كافة الأنحاء ولا ننسى أن الشباب يمثل الشريحة الأكبر من المصريين وهم الأجدر بالرعاية.

عن الفنان محمد صبحى
هو ممثل قدير ومؤلف موهوب ومخرج مسرحى متميز تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه معيدًا بالمعهد وقد تميزت مسرحياته ومسلسلاته التليفزيونية على مدى سنوات طويلة بتقديم الثقافة واحترام القيم الأخلاقية والابتسامة وإعمال العقل ومناقشة المشكلات الحياتية للمواطن المصرى والتذكير المستمر بتاريخ مصر العظيم.. وقد أثارت مسرحيته الأخيرة (عيلة اتعمل لها بلوك) الكوميدية الغنائية مؤخرًا.. إن الفن المصرى عريق ويعود تاريخه إلى ما يقارب ٣٠٠٠ عام قبل الميلاد، ومن واجبنا أن نشجع وندعم الفن الهادف مع الابتسامة والفكاهة وإعمال العقل وأن نلفظ ما دون ذلك؛ وهو ما يحاوله الفنان القدير وغيره من كبار الفنانين العظماء.. وفى النهاية لن يصح إلا الصحيح.