رفعت يونان عزيز
نبذه عن العذراء مريم :-
هي أعظم النساء لأن الله اختارها لقداستها , محبة للعطاء , تربت منذ الثالثة من عمرها في الهيكل كانت تداوم علي الصلاة والتأمل والصوم تقرأ الكتاب المقدس حفظت آيات كثيرة , الاتضاع ونقاء القلب والطاهرة والبتولية طريق حياتها , لا تتكلم كثير لكنها تخدم وتعمل أكثر كل ما يطلب منها من أجل اسم الرب .
تحملت الكثير من المتاعب والأحزان والآلام إيمانها وثقتها بالله يقويها ويسندها ويعزيها ويريحها .
فهي من كان الاختيار الإلهي لها تحتمل هذا المجد العظيم في هدوء واتضاع وطاعة وصمت .
لقد أخلى الابن ذاته حتى في البشارة به، لم تتم بين الكهنة ولا في داخل الهيكل ولا على مستوى الجماعة، إنما هذه هي الفتاة العذراء مريم الفقيرة في بيت مجهول في قرية فقيرة بطريقة سرية لم يلمسها أحد ولا صاحب البيت نفسه المخطوبة له .. يوسف النجار.. وقد كانت بشارة بتجسد الكلمة نفسه !!
نجد القديسة العذراء في بشارة الملاك جبرائيل لها استجابة البشرية .
الملاك قدم تحية لها قائلاً "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء" (لو 1: 28). لما رأته اضطربت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله" (لو 1: 29، 30).
ثم قال لها "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يُدْعَى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 32) فقالت له كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟! فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو 1: 34، 35).
وفي هذا الحديث نجد أن الإنجيل يؤكد علي أنها عذراء كما يظهر من حديث العذراء مع الملاك إنها نذرت البتولية . وأمام هذا الإعلان المباشر أحنت رأسها في طاعة واتضاع قالت " هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك " (لو 1: 38 ) وعند لقائها مع أليصابا ت وبهذه البشارة جاءت القديسة العذراء مريم تحمل " كلمة الله " في أحشائها ليعيد للمرأة جمالها الأول وتصير روحها صورة الله ومثاله , فحواء أساءت إلي خالقها حين شوهت روحها بالعصيان بمخالفة وصية الله وأفسدت خليقة الله الصالحة مع أدم حياتها لم تعد تمجد الله الخالق وأعماقها لم تعد تعلن بهاء مجد الله .
تسبحة العذراء :-
مع تطويب أليصابات للعذراء لأنها أمنت بالمواعيد وحملت كلمة الله في أحشائها انطلق لسان العذراء بالتسبيح لله فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" لأنه نظر إلي اتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني " لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس " (لو 1: 46- 49 ).
وبعد ميلاد السيد المسيح نجد سمعان الشيخ حين باركهما قال لمريم " وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة" لو 2 : 35 ) وهذا ظهر في عذاب وصلب السيد المسيح لكنها قالت أما العالم يفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عندما أنظر إلي صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي ..
لماذا نصوم :-
هذا الصوم صامه الإباء الرسل أنفسهم لأنه عندما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند فقد سأل باقي التلاميذ عن السيدة العذراء فقالوا له إنها قد ماتت . فقال لهم أريد أن أرى أين دفنتموها ! " وعندما ذهبوا للقبر لم يجدوا الجسد المبارك .فابتدأ يحكي توما لهم إنه رأي الجسد صاعداً تحمله الملائكة . فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسرى من التقويم القبطي أي من 7 أغسطس حتى 21 أغسطس . نياحتها وإصعاد جسدها :-- المسيح يأتي إليها ويعلن لها عن نياحتها ثم يرسل ملائكته لإصعاد جسدها وقد تركت دليل علي ذلك أن يري توما الملائكة حاملة جسدها وسقوط زنارها الأزرق " حزام " علي فوق جبل أخميم سوهاج بصعيد مصر ويقال عنه الآن دير بير العين .
من أجل محبة الله لمصر وصدق النبوءات بالكتاب المقدس بالعهد القديم منها مبارك شعبي مصر ومن مصر دعوت أبني نجد للعذراء محبة ومكانة لمصر فقد تكررت ظهورها بمصر في الزيتون وأسيوط وشبرا والوراق وغيرهم وكنائس وبلاد كثيرة ولأفراد و أباء رهبان . ولما لها من شفاعة دالة قوية عند الله تتشفع بها البشرية وقد جرت وتجري معجزات كثيرة متنوعة من أجل خير الإنسان والإنسانية التي تتفق مع مشيئة الله . فما أحوجنا أن نعيش مع الله في حياة تسليم كامل له فهي عاشت بتول ونالت أن تكون كالكنيسة عروس للمسيح .
رسالة صوم العذراء :-
(1 ) تذكيرنا بالمعنى الحقيقي للمحبة والرضا وحياة الشكر والتسليم الكامل لإرادة الله .
(2 ) تحمل الكثير من المصاعب والظروف التي تمر علينا من ضيقات ومضايقات .
(3 ) الصلاة بخشوع ونقاء الذهن والقلب لله دون الانشغال بأي أمر دنيوي والصوم بطهارة دون الظهور بصومك .
(4 ) أكرم أباك وأمك و أطيعوا والديكم في الرب والآباء والأمهات لا تغيظوا أولادكم بل يكون كل عمل وكلام وأفعال تمجد اسم المسيح .
(5 ) الموعظة علي الجبل احفظوها في قلوبكم وطبقوها كما فعلت العذراء والأباء الرسل في بشارتهم بالمسيح فادي ومخلص البشرية .
رفعت يونان عزيز