Oliver كتبها
السيد المسيح له المجد حين قال أنا من فوق أما أنتم فمن أسفل لم يكن يتباهي علي الناس لأنه جزيل التواضع.بل كان يفتح عيون قلوبنا لندرك الفرق فى الرؤية و الإهتمامات و الأفكار بين النظر من أسفل  من الأرض و النظر من أعلى  فوق الأرض و ما عليها.
 
لا يمكن أن ننظر من فوق بعين المسيح إلا لما نكون معه  بكل ما فينا فوق. كي ننظر من السماء لا يشترط أن نغادر الأرض بل يشترط أن تغادرنا الأرض فنتحرر من قيودها و محدوديتها.نحيا الحياة  و نشعر المشاعر و نفكر الأفكار المرتبطة بما هو فوق و روح الله يمنح القدرة. 
 
حين تنطلق بالروح إلى فوق.تصير في يوم الرب و تبطل أيام الأرض و مقاييسها و أعدادها.ترى أحزان الناس فلا تحزن بل تود أن تصيح لتطمئنهم بأن تعزيات  الروح القدس قادمة و مسرعة في الطريق.ستتلذذوا بالتعزيات التى أراها من أجلكم قد  تكرست.
 
من فوق تبصر بجوار كل مشكلة ألف ألف حل. و حول كل ضيقة منافذ بلا حصر قد أثبتت فكيف لا أفرح فى الضيقات .
 
من فوق ترى الكنيسة تسير فى بحر هائج لكنها على المياه تسير.ترى  يد الله غير المرئية تسندها و تحملها.تتيقن أن ربانها هو ربها فلا تتعثر,يلتف أعداؤها حولها لكنهم كذباب الحقل يتفرقون.جيش من الملائكة تحيط بكل مؤمن بالمسيح لذا تراهم كالأبطال يسيرون حتى لو ضاعفوا لهم نار الأتون.كل يوم ترى المسيح معهم.كل يوم يتفقد رعيته و لا ينس أحداً.كل يوم يقدسهم و أنت كل يوم تتنعم.
 
من فوق لا يمكن أن تصبح طرفاً فى خصومة.لا تستدرجك الإدانة إلى أسفل.صوتك هادئ يخرج من الكيان إلى الكيان بلا ضجيج.تدخل المنازعات لتصالح  و ترحم لا تُنازع .ترفع أحجار العثرة من طريق الأشبال.تدخل وسط الهدم و تبنى.و أينما حللت يكون سلاما, هذا إرثُك العلوى. 
 
من فوق تستطيع أن تكسب جميع الأطراف المتناقضة و تدفعهم بالحب دفعاً نحو أبديتهم.فما دمت فوق فأنت تمثل المسيح الفوقانى.و كما تجسد حب الآب فى المسيح هكذا يتجسد حب المسيح فيك.
 
تنطلق الروح إلى الروحيات.تتمتع بالأمجاد غير الموصوفة.لا تعد لمغريات الأرض سلطة.تراها الأعين كأنها لا تراها.كل شيء من الأسفل بقي في الأسفل و الروح تسمو و تسمو كأنها كل ثانية تأخذ مجداً جديداً لا يتشابه و لا يتكرر.كل ما هو فوق جديد لا يتقادم أبداً.جدة الحياة العلوية تحتفظ دوماً بحلاوتها و متعتها و جمالها و أمجادها لذلك لا تكف الروح عن النمو فى محبة المسيح.
 
هل جربت أن تنطلق حتى فى أحلامك.تصغر الأشياء فى عينيك ثم تختفى.تتعدد لقاءاتك مع السمائيين حتى تظن أنك رحلت.تسير بإعتياد وسط القديسين الذين غادرونا.تسمع أنفاس الله بنفسك و الأنوار تملأ وجهك. يحدث هذا و أكثر حين تنظر الحياة بعين المسيح.حين يصير نبض القلب تسبيح و سمع الأذن بالروح.حين لا فرق بين الخطوات و القفزات.فالروح لا تتباطئ في المحبة.
 
كلما سمعت أن المسيح نظر إلى فوق تدرك أنه كان يوجه أبصارنا.يغرس فينا قدرة الإتصال بالسماء,يهبنا النعمة التى تمد الجسور بين الأرض و السماء.يضع في أرواحنا الحواس السمائية و بعضاً من الفهم الأبدى  لكى نتأهل لكل ما هو سمائى.فلننظر إلى فوق مع المسيح و بالمسيح.