الأب رفيق جريش
لا أريد أن أكرر وأرسم لكم من جديد المشهد المؤلم الذى تم فى افتتاح أوليمبياد باريس ٢٠٢٤ والذى أهان كل المؤمنين وكثيرًا من غير المؤمنين من جديد، إذ إن الغالبية العظمى من الناس شاهدوا ليس فقط مشهدًا للوحة العشاء الأخير بل هناك رموز كثيرة بخلاف اللوحة تكرس لانحطاط الإنسان أى تكرس لحضارة الموت بدلًا من أن تكون الألعاب الأوليمبية رمزًا لقوة الإنسان وإصراره على الحياة وتحديه للصعوبات من أجل تحقيق حياة أفضل وجودة أرقى ولنا فى ذلك بعض الملاحظات:

١- كثيرًا ما كان البعض يشير إلى صراع بين الأديان فى خضم الصراع ضد الإرهاب ولكن ثبت بالدليل القاطع والفعلى أن فى أوروبا خاصة فرنسا- الابنة الكبرى للكنيسة كما كانوا يسمونها قديمًا– لم تعد دولة مسيحية بل تصف نفسها بأنها دولة علمانية، فالعلمانية بمفهومها الأصيل هى الحياد بين الأديان وفصل الدين عن الدولة وها هى تقع فرنسا فريسة لجماعات الضغط لدعاة المثلية والتحول الجندرى وما إلى ذلك تاركة كل القيم التى تدعيها وتنحاز لهم تمامًا غير عابئة بمشاعر ٢.٥ مليار مسيحى منهم أكثر من ٤٠ مليون مسيحى فرنسى إضافة لمؤمنى الأديان الأخرى الذين أدانوا هذا التصرف على رأسهم الأزهر الشريف.

٢- هذه جماعات الضغط تعمل بكل قوة ونشاط على فرض أنفسهم وآرائهم على المجتمعات فى العالم فهم يعملون لشطرها وشطر القيم العائلية والقيم الدينية والروحية حتى يسود فكرهم وإيديولوجيتهم ويسودوا علينا وهم بذلك يتَحدون الفطرة الإنسانية من جهة والإرادة الإلهية من جهة أخرى.

٣- الكنيسة وكل الأديان على الصعيد الروحى ترحم الخاطئ وتدعوه للرجوع إلى الله والتوبة ولكنها لا تدعوه أن يبقى فى خطيئته وأن يظل يمارسها ويعلنها بل تدعوه دومًا ألا يعيش بها لأنها تميته وتميت إنسانيته وتميت إرادة الله له.

٤- للكُتاب والمفكرين المعجبين بالقرب، خاصة «المتفرنسين»، من كل ما هو غربى ويرونه صالحًا وجيدًا للإنسان ويوجدون الحجج والتبريرات لهذه الأفعال الشائنة من قبل فرنسا وألعابها الأوليمبية أقول لهم إنكم تقودون الناس نحو الظلمة والضلال وذنبهم على ضمائركم.

٥- من الواجب علينا أن نحافظ على أبنائنا ونحميهم من هذه الأفكار الشيطانية، وذلك بالموعظة الحسنة المستمرة وبث الوعى لديهم حتى يستطيعوا أن يميزوا بين الخير والشر وبين ما هو صالح وما هو طالح فالضغوط كثيرة وكبيرة عليهم فى هذا العصر الذى يعظّم كل ما هو استهلاكى وباهت وتافه.
نقلا عن المصرى اليوم