الأقباط متحدون - مرسى ليس هو المسيح بعث حيا!
أخر تحديث ١٩:١٥ | الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ | ٩كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسى ليس هو المسيح بعث حيا!

 بقلم منير بشاى

 
شبهه أحد مستشاريه بنجم الكرة الارجنتينى ميسى، وقال عنه كاتب أمريكى أنه مثل ابراهام لينكولن، ونسبه سلفى الى عصر الصحابة وأنه حفيد عمر بن الخطاب.  وأنا هنا لا أقول ان د. مرسى يقارن نفسه أو يقارنه أحد بالسيد المسيح.  ولكن  من يتابع تصريحات الرئيس مرسى اثناء حملته الانتخابية وبعدها، ويتأمل حجم الوعود التى أطلقها أو أطلقها زملاؤه نيابة عنه، لا يسعه الا أن يتساءل ما اذا كان الرجل يعتقد نه يملك قدرات غير عادية تجعله سوبرمان أو تحوله الى واحد من الأنبياء وأصحاب الرسالات.  دعنا نفحص بعض هذه الوعود التى لم يجرؤ أحد فى التاريخ اطلاقها سوى السيد المسيح.
 
يوجد فى كل مكان
 
 يقول الرئيس مرسى عن نفسه "أنا معكم بقلبى وروحى، ولكن قلبى أيضا فى أماكن أخرى. وسوف احاسب اللى بيحاولوا يهربوا من قدام عينى.  لا مجال لأى نوع من المخالفة، لا مجال لقطع، الطرق، لا مجال للفاسدين." ومع هذا لا أظن ان هناك من يعتقد انه أحس بوجود د. مرسى معه أو ان المخالفات مثل قطع الطرق والفساد قد أختفت أو تناقصت فى مصر منذ ان توليه الحكم. 
 
فى المقابل نعلم عن السيد المسيح انه اخترق حاجز الزمان والمكان وأنه فعلا فى كل مكان.  دخل مرة الى غرفة مغلقة الأبواب حيث كان تلاميذه خائفين مرتعبين ليقول لهم: سلام لكم.  تغلب على قوانين الطبيعة فمشى فوق الماء ليصل الى التلاميذ المعذبين وسط البحر الهائج وينقذهم من هلاك محقق. وقبل صعوده للسماء أعطى تلاميذه وعدا قائلا "وها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر"  وهو الآن حى فى السماء ولكنه أيضا موجود معنا على الأرض. ولكل من يجتمع باسمه فى أى مكان وعد بانه "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم". وبعد صعوده ظهر بنور من السماء لشاول الطرسوسى مضطهد الكنيسة طرحه الى الارض بينما كان فى الطريق الى دمشق ليقبض على المسيحيين ويسوقهم موثقين للتعذيب فى اورشليم، وقال له "شاول شاول لماذا تضطهدنى؟" مؤكدا بذلك انه معنا فى كل مكان وكل زمان وان من يضطهد المسيحيين انما يضطهد المسيح ذاته.
 
يقدر على كل شىء
 
 أثناء الحملة الانتخابية أعطى الرئيس مرسى وعودا لناخبيه أنه فى المائة يوم الأولى من حكمه سوف يعالج مشىكلات حيوية هامة تنغص حياة كل المصريين.  كانت هذه تتعلق بحل مشاكل المرور، ورغيف العيش، والنظافة، والطاقة، والأمن.  ومرت المائة يوم ولم يستطع علاج اى من هذه. ونحن لا نلومه على عجزه عن علاج هذه المشكلات فهى أكبر من ان يعالجها حاكم فى هذا المدى القصير ولكن نلومه على وعوده التى تعنى اعتقاده انه قادر على صنع المعجزات.
 
 فى المقابل كان السيد المسيح فعلا صانع المعجزات.  أقام الموتى وفتح عيون العمى وأعاد السمع للصم وجعل  البكم يتكلمون والعرج يركضون.  أطعم جمهورا يتكون من خمسة الاف رجل عدا النساء والأطفال بخمسة أرغفة وسمكتين فشبعوا وفاض عنهم الطعام الكثير.  أمر العاصفة والامواج ان تهدأ فأطاعته.  وعندما اتى من يريدوا القبض عليه وقف وقال لهم "من تطلبون؟" قالوا "يسوع الناصرى" فرد عليهم "أنا هو".  فلما قال لهم "أنا هو"  رجعوا للوراء وسقطوا على الأرض. وليس غريبا أن يسقط كل جبار أمام "أنا هو" إسم يهوة العظيم.   قادوه للصلب طائعا مختارا وظنوا انهم سيقضوا عليه وعلى رسالته للابد.  ولكن الموت لم يستطيع ان يحبسه داخل القبر، ففى اليوم الثالث قام من بين الأموات، ظافرا، قائلا "أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية" 
 
يسمع الصارخين اليه فى أى مكان
 
قال صفوت حجازى عن د. مرسى اثناء حملة الانتخابات " أثق انه اذا صرخت سيدة مسلمة مصرية فى أى مكان وقالت (وامرساه) فسينتفض لها (مرسى) من قصر القبة أو فى أى مكان كان ويقول لها (لبيك يا أختاه)"  وقال الرئيس مرسى "بابى مفتوح ليل نهار لأى شخص يأتينى "  ولكن لم يتحقق شىء من هذا كله.  فعندما وقف العشرات أمام باب قصره بشكواهم، الذين سرعان ما تحولوا الى مئات وآلاف وعشرات الآلاف، اكتشف انه لا يستطيع أن يفى بهذا الوعد.  وأخيرا اضطر الى انشاء ما اسماه "ديوان المظاليم" الذى هو فى الحقيقة ازدواجية لا لزوم لها فى وجود القضاء.
 
 أما السيد المسيح فهو لا يسمع فقط صوت الصارخين  اليه، حتى قبل ان يصرخوا، ولكنه أيضا يستطيع علاج مشاكلهم، فهو الذى قال "أسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم". ذات مرة سمع اعميان انه مجتاز فى الطريق فصرخا قائلين "ارحمنا يا سيد يا ابن داود" ورغم انتهار الناس لهما ازدادا الرجلان صراخا "ارحمنا يا سيد يا ابن داود" فتوقف المسيح وسألهما "ماذا تريدان أن أفعل بكما؟  فقالا يا سيد ان تفتح أعيننا. فتحنن ولمس أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه"  ومن تعاليم السيد المسيح ما قاله فى مثل قاضى الظلم الذى أنصف امرأة من أجل لجاجتها فقال "اسمعوا ما يقول قاضى الظلم.  أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا.  أقول لكم انه ينصفهم سريعا". 
 
 ولكن، لعل أهم جوانب التباين بين السيد المسيح والسيد المرسى هو أن السيد المسيح ضحى بدمه فداء عن كل البشر، أما السيد المرسى فيبدو انه على استعداد ان يضحى بدماء كل البشر فداء عن نفسه وعن الكرسى.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter