محرر الأقباط متحدون
قام البابا فرنسيس عصر أمس الأربعاء بزيارة مدينة الملاهي الكائنة في حي أوستيا الساحلي حيث كان له لقاء مع فناني السيرك والعروض المتنقلة، بالإضافة إلى راهبتين تعملان منذ أكثر من خمسين عاماً وسط هؤلاء الفنانين. عبر الحبر الأعظم عن امتنانه للجميع قبل أن يشاهد عرضاً بهلوانياً ويحيي الأطفال الذين قدموا له بعض الهدايا.
استُقبل البابا بلافتة كبيرة كُتب عليها "مدينة الملاهي في أوستيا تعانقكم". وقد شاء فرنسيس أن يخرج عن العادة خلال شهر تموز يوليو المخصص للاستراحة الصيفية إذ توجه عصر أمس إلى مدينة الملاهي التي تبعد مسافة ساعة تقريباً عن الفاتيكان، حيث التقى – كما فعل في العام ٢٠١٥ – فناني السيرك والعروض المتنقلة، علماً أن هؤلاء الأشخاص عانوا الأمرين خلال جائحة كوفيد ١٩، وما تزال معاناتهم مستمرة لغاية اليوم. لذا شاء الحبر الأعظم أن يعبر عن قربه منهم، وشكرهم على الجهود التي يقومون بها من أجل زرع الابتسامة على أوجه الناس، خصوصا وأن هذا الأمر يكتسب أهمية كبرى في زمن الحروب والأزمات والمحن الاجتماعية.
خلال الزيارة قام البابا بمباركة تمثال للعذراء مريم وُضع داخل مدينة الملاهي والذي توقف أمامه البابا لبضع ثوان. وقد وصل فرنسيس عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، تحت أشعة شمس حارقة وكانت في استقباله الراهبة Geneviève Jeanningros من جمعية "أخوات يسوع الصغيرات" والتي تخدم هؤلاء الأشخاص منذ أكثر من نصف قرن بمساعدة راهبة أخرى تدعى Anna Amelia وهي تحاول أن تُبقي إرث القديس شارل دو فوكو حياً، وتنشط في الأماكن حيث لا تذهب الكنيسة. وهي تتوجه كل يوم أربعاء إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لتشارك في مقابلة البابا العامة مع المؤمنين.
وكان حاضراً أيضا في مدينة الملاهي كاهن رعية "ملكة السلام" في حي أوستيا Giovanni Vincenzo Patané الذي رافق البابا إلى قاعة تُنظم فيها الاحتفالات المخصصة للأطفال، حيث تم استقبال البابا بتصفيق مدوٍّ. ثم وجه الحبر الأعظم كلمة للحاضرين شكرهم فيها على كل ما يقومون به، وعلى الابتسامة التي يزرعونها على وجوه الناس. وحيا الأطفال الحاضرين، وسألهم ممازحاً ما إذا كانت الراهبة جنفييف تعمل في السيرك! مع الأسود! وشجع الجميع على السير قدماً معرباً عن دعمه لهم.
بعدها قام البابا بمعانقة طفل في التاسعة من العمر يُدعى "أوسكار" الذي قدم له هدية صغيرة مرفقة بمبلغ خمسة يورو كي يشتري البابا المثلجات. عبارات أدهشت البابا وحملته على الضحك. كما تقدمت منه امرأة برفقة ابنتها وقالت له إن الصغيرة اكتشفت مؤخراً أنها مصابة بمرض. هذا ثم شكر البابا "مجموعة صلاة" تتألف من أمهات قلن له إنهن يصلين المسبحة الوردية يومياً على نيته، قبل أن يشاهد الحبر الأعظم عرضاً بهلوانياً نُظم على شرفه وشارك فيه أيضا عدد من المهرجين.
وكانت للقيمين على مدينة الملاهي كلمة، ضمنوها شكراً عميقاً للبابا فرنسيس على هذه الزيارة التي جاءت بمثابة هدية كبيرة لهم. وقالوا له إن الحاضرين هم عبارة عن عائلة كبيرة. كما شكرهم البابا بدوره على الاستقبال الحار وعبر عن امتنانه للأطفال أيضا. وقال إنه سُرّ جداً برؤية هذا الفرح الكبير، حاثاً الجميع على الحفاظ عليه. بعدها التُقطت صور تذكارية للبابا مع الحاضرين، وصافح امرأة تُدعى ماريا في عقدها التاسع، ووجه رسالة فيديو إلى إحدى الجدات من خلال هاتف حفيدها. ووصف فرنسيس مدينة الملاهي بأنها قطعة من الفردوس.
في نهاية الزيارة وبعد مغادرة البابا صرحت الراهبة جنفييف لموقعنا الإلكتروني بأن سكان حي أوستيا يشعرون أن البابا قريب منهم جداً، مذكرة بأنها المرة الثانية التي يزور فيها الحبر الأعظم مدينة الملاهي هذه، ولفتت إلى أن هذه الزيارة المفاجئة شكلت مصدر فرح كبير لجميع الأشخاص.