الأقباط متحدون - قراءة في نتائج الجولة الأولي من الاستفتاء
أخر تحديث ٢٣:٣٦ | الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ | ٩كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

قراءة في نتائج الجولة الأولي من الاستفتاء


بقلم: مجدي جورج
أسفرت نتائج الجولة الأولي من الاستفتاء علي مشروع الدستور الإخواني يوم السبت ١٥ ديسمبر علي نسبة تأييد حوالي ٥٦٪ ورفض بنسبة حوالي ٤٤٪ ، ولقد اعترضت جبهة الإنقاذ الوطني علي هذه النتيجة وقالت ان النتيجة الحقيقية هي رفض ٦٦٪ من المصوتين لهذا الدستور ، ولكن رغم تشاؤم البعض ورغم اعتراض جبهة الانقاذ علي النتيجة فإنني آري ان نتيجة الاستفتاء التي أعلنت غير محبطة بل بالعكس تبعث الأمل فينا كمعارضين لانفراد الاخوان خصوصا والتيار الإسلامي عموما بالتحكم في مستقبل مصر نتيجة تحكمهم في كتابة الدستور وهناك سببين لعدم الإحباط من نتيجة الاستفتاء هما :
 
- انه رغم ان الاخوان والتيار الإسلامي يملكون كل إمكانيات الدولة ورغم تزويرهم لعملية التصويت  ولعبهم علي وتر الدين وبرغم غياب الإشراف القضائي الكامل علي التصويت أقول برغم كل ماسبق فإنهم لم يحصلوا إلا علي نسبة ٥٦٪ .
- ان أداء الاخوان والتيار الإسلامي ككل في انحدار فبعد ٧٨٪ في استفتاء مارس الماضي وبعد ٧٥٪ في انتخابات مجلس الشعب الماضية هاهو مشروعهم الدستوري يحصل بالكاد علي ٥٦٪ .
 
والآن دعونا نلقي نظرة علي نتائج الانتخابات في المحافظات المختلفة ودلالتها :
أولا محافظتي شبه جزيرة سيناء شمالها وجنوبها وفيها حاز مشروع الدستور علي غالبية نعم اقتربت من ٧٥٪ وهذا عكس المتوقع في هذه المنطقة حيث أنها منطقة مهمشة بالإضافة الي ان دخول سكانها تتأثر بالسياحة التي لابد ان تتأثر بالدستور المقترح ولذا كان من المتوقع ان تصوت تصويت عقابي ضد السلطة القائمة وضد الدستور المقترح ولكن من الواضح ان هناك أقلية منظمة ربما تكون من الجماعات الجهادية المنتشرة هناك قادت التصويت في اتجاه نعم .
ثانيا محافظات الصعيد الثلاث أسوان وسوهاج واسيوط وحصل فيها الدستور الإخواني المقترح علي موافقة حوالي  ثلاث أرباع المصوتين وهذا ربما يرجع الي : 
١ أن هناك كثافة قبطية ليست قليلة وهذا عامل محفز للتيار الإسلامي كي يلعب اللعبة الطائفية بامتياز فمن خلاله يستطيع حشد الشارع الإسلامي خلف مشروعه .
 
٢ ان هناك نسبة جهل وأمية عالية وهذه الأمية تخلق مجتمعات سهلة الانقياد في العادة للسلطة القائمة مهما كانت السلطة .
٣ ان الصعيد علي عكس سكان الدلتا والقاهرة لم يختبروا بعد أعضاء الاخوان وهم ليسوا علي دراية كافيه بهم .
 
ثالثا الغربية وهي اول محافظة خارج القاهرة تعلو فيها نسبة المصوتين بلا علي نسبة الموافقين علي هذا الدستور وهذا ربما يرجع الي : دراية سكان هذه المنطقة بالأعيب وحيل جماعة الاخوان وانهم ليسوا إلا متاجرين بالدين من اجل متاع الدنيا ومن اجل السلطة وربما يرجع تمردها لجذور تاريخية لهذه المنطقة فقد قرأنا عن جمهورية زفتي في عشرينيات القرن الماضي وسمعنا منذ أيام عن جمهورية المحلة .
 
رابعا الشرقية والإسكندرية والدقهلية  وفيها  حاز الدستور علي الموافقة وان اختلفت نسبة الموافقة من محافظة لأخري  فقد كانت عالية  بالشرقية فوصلت الي ٦٦٪ عنها بالإسكندرية التي وصلت الي ٥٦٪ وكانت نسبة الموافقة في الدقهلية ٥٥٪ والغريب هنا ان هذه النتائج جاءت عكس المتوقع فالشرقية التي  صوتت ضد مرسي في الانتخابات الرئاسية وحصد فيها احمد شفيق علي نسب عالية  صوتت لصالح هذا الدستور الاخواني وكذلك حدث نفس الامر بالإسكندرية  الثورية والتي صوتت لصالح حمدين في الانتخابات الماضية فهل هذه النتيجة كانت بسبب التزوير أم ان هناك أسباب أخري لذلك ؟
 
خامسا القاهرة التي تملك أكبر قوة تصويتية وحصلت فيها لا علي نسبة ٥٧٪ بينما وافق علي الدستور ٤٣٪ من المصوتين وهذا الي حد ما راجع للحالة الثورية الموجودة بالقاهرة والي ارتفاع الوعي وارتفاع نسب التعليم .
لكل ما سبق فإنني لست متشائم حتي لو اقر هذا الدستور الإخواني لان النتائج السابقة تثبت ان الشارع تغير مزاجه العام وان أداء التيار الإسلامي في انحدار .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع