Oliver كتبها
-دعا الرب لإبراهيم فأطاع و خرج تابعاً لصوت الله.وصل به أرض كنعان و كان كلما سار بنى مذبحاً تك13: 18 .لم يعرف إبراهيم للذبيحة طقساً فكان يقدم الذبيحة فى صمت.فقط يشق الذبائح تك15: 10 و معها يشق قلبه فى صمت قدام الله الذى قبل ذبائح إبراهيم البار و ذبائح صمته. حتى لما شاخ إبراهيم و جف مستودع سارة فى أحشاءها,صمت الإثنان عن طلب النسل إذ لم يعد ممكناً.لكن الله لا يستغل صمت الإنسان بل يمنحه ما عجز عن التعبير عنه و الصلاة بشأنه.فمنحهما إسحاق و به اختبر الرب إيمانهما.قدمه إبراهيم على المذبح بسكوت و طاعة.صمت الإثنان إبراهيم البار و اسحق الذبيح.التجربة أسكتت كل الأصوات فتكلم الله و أنقذهما.لم يخذل الله صمتهما و لا كف عن إستجابة صلاة القلب.
- كان أيوب البار بالفرح يقدم ذبائح السلامة كل يوم من أجل بنيه,فلما فقد بنيه و لم تعد هناك سلامة و ضاعت أملاكه بدأ يقدم ذبيحة جديدة صامتة.ينزف النفس بإنسكاب و صبر و الرب قبِل أيوب نفسه ذبيحة.سكبها فى صمت.وضع يده على فمه و التجربة جعلته صامتاً و قلبه يصلى.
- حين بدأ القدوس لنا العهد المكتوب الذى سلمه لموسي النبي وضع الكلام في فم موسى و وضع موسي الكلام في فم هارون أخيه .صار موسي يتكلم بفم الله و صار هرون يتكلم بفم موسي .هكذا تسلم موسي النبي الكلام و الصمت معاً من الله.كان يتكلم مع الله و يصمت مع الناس تاركاً هارون يتكلم بفمه.
- لما جاء ملء الزمان بالشاهد على تجسد الكلمة ,تراءى المبشر السمائى جبرائيل لزكريا الكاهن البار.جاءت النبوة بعد قرون من صمت السماء كان شهوراً قليلة تتبقى ثم تنتهى فترة السكوت.فقال رئيس الملائكة للكاهن صاحب المجمرة.ها أنت تكون صامتاً.فأصمت الله كل الأصوات لكى يكون الصوت الصارخ فى البرية مسموعاً. هكذا صمت الكاهن القديم زكريا ليتكلم الكاهن الجديد و رئيس الكهنة الأعظم الرب يسوع المسيح.لأن الكاهن القديم لم يصدق و إحتاج إلى علامة كعادته فكان الصمت العلامة على صدق البشارة.هكذا نفهم أن صمت زكريا ليس عقوبة بل تدبيراً إلهياً و إن عبارة ها أنت تكون صامتاً ما هى إلا شرحاً مسبقاً لما سيراه ذاك الجيل الذى عاصر تجسد المسيح على الأرض لأنه لا صوت و لا كلام إلا لما يرسل المخلص روحه القدوس للكنيسة لينفتح القلب على نعمة العهد الجديد.
- من لا يجرفه سيل الكلام هو جبل شامخ من جبال الرب.من يصمت كثيرا تنساب فى قلبه لغة السماء.
-اذا عجز عقلك أن يجد كلاماً يصلى به فلا ترتبك.لا تبحث عن كلام.فإن الروح القدس يتكلم عنك إذا أنت صمتَ.الله الآن يدخلك إلى صلاة من عمل الروح القدس وحده.ها أنت تكون صامتاً و هو المتكلم..الرب يعدك لصلاة أعظم و إيمان أعظم و لغة ليست مثل اللغات.
- قد يوصيك الرب بالصمت بإرشاد روحى أو من تأثير حالة روحية خاصة. أو يطلب منك الصمت من خلال تجربة كأيوب البار. أو من خلال خدمة كزكريا الكاهن أو من خلال عمل مباشر منه كما فعل مع أب الآباء إبراهيم و مع موسي النبي .الآن تعرف أن الله إذا طلب صمتك فإن القادم أعظم.لأن كل الذين صمتوا قدامه نالوا منه ما لا يُعبر عنه بالكلام.
- ليس الكلام نجاة و لا الصمت عقوبة لأننا بصمت المسيح نجونا.لأنه لو تكلم ما كانوا قد صلبوه.و لم لم يصلب المسيح ما كان أحد سيخلص.لذلك نأخذ من صمت المسيح ما يقدس صمتنا و من خلاصه ينطلق الشكر و التهليل.