الأقباط متحدون - الصندوق قالها
أخر تحديث ١٩:١٨ | الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ | ٩كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الصندوق قالها

 بقلم: مينا ملاك عازر

لم يقل الصندوق نسبة المصوتين بـ"نعم" ونسبة المصوتين بـ"لا"، الصندوق لم يقل انتصارًا مزعومًا مزورًا للإخوان، الصندوق لم يقل إنه لم يكن هناك إشراف قضائي كامل، الصندوق لم يقل إن الدستور المشوه اقترب لأن يكون واقعًا مؤلمًا مُزعجًا، الصندوق لم يقل أي شيء من هذا حتى وإن قال شيئًا منه، فكل هذا غير مهم، لكن المهم أن الصندوق قالها عالية مدوية، إذ قال إن الإخوان فاشلون غير مبتكرين، إذ نفذوا نفس الخطوات التي ارتكبها الحزب الوطني أثناء تزويره لاستفتاءاته وانتخاباته السابقة قبل الثورة، فنقلوا عنهم كل ممارسات الحزب الوطني التي تأذوا منها حين كانوا بالمعارضة.
 
نعم قالها الصندوق لكل مَن تابع الانتخابات بتدقيق وليس متابعة إخوانية، الإخوان يمارسون كل ممارساتهم المفضوحة بأن يستبقوا الأحداث ويعلنوا النتائج قبل أوانها في تعجل شكلي يعبر عن تعجلهم العام للاستِئثار بالبلاد وسلطاتها، وشاهدوا قناة مصر 25، لتعرفوا كيف كانت النتائج تعلن ببجاحة ووقاحة إعلامية وغباء إخواني، غباء المغرور، قبل موعد إغلاق اللجان، فيما يشبه فُجر بضم الفاء، وهو نفس ما فعلوه في انتخابات الرئاسة الأخيرة حين أعلنوا النتائج مبكرًا جدًّا فيما يشبه ليّ لذراع اللجنة العليا للانتخابات حينها، وليعبئوا أعضاءهم نفسيًّا، فتجد نفسك مضطرًا لتعلن نتيجتها، وأذكرك أنه على الأسبوع القادم تقريبًا، بعد المرحلة الثانية من الاستفتاء، ستجدهم في الميادين يهددون  بحرق البلد لو لم تظهر النتيجة بـ"نعم"، وكأنهم لا يعرفون أن اللجنة المُشكلة من الدولة التي يرأسها الرئيس "مرسي رئيس"، السلطة التنفيذية لا تستطيع أن تعلن خلاف ما أراده رئيس السلطة التنفيذية الذي دعم للقول بـ"نعم"، وإن لم يفعلوها ولم يحشدوا حشودهم كما فعلوا بانتخابات الرئاسة، فسيكون هذا لأنهم أُنهِكوا من أن يحشدوا أوتوبيساتهم كل مرة؛ لدعم قرارات الرئيس "مرسي" الاستبدادية الديكتاتورية!
 
والتي اكتشفنا الآن أنها ليست وليدة مؤامرة مزعومة، وإنما وليدة شبق للسلطة المطلقة، فمادة تحصين القرارات للرئيس المستفزة بإعلان الرئيس الديكتاتوري لم تكن وليدة الصدفة، ولا وليدة مؤامرة كما زعم الرئيس، وإنما هي تجسيد لحلمهم في السيطرة على الوطن، ودليلي أن المادة 236 بالدستور "اللي حيموت الإخوان ويمررونه" تنص على تحصين قرارات الرئيس "الإله" بالإضافة لقرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة!!
 
إن لم تصدقني أن الصندوق قالها، فاسأله ليفضح لك كيف زوَّر الإخوان كل شيء؟ حتى زوروا الحقيقة بعد أن قدموا للجيش المصري كل ما رغب من وثيقة السلمي، بل وأكثر مما رغب، وهي الوثيقة التي احتشد مدعو الإسلام والتديُّن لإسقاطها لا لشيء إلا لأنها تضمن مدنية الدولة، وهو الأمر غير المرغبوب منهم، وتحججوا بأنهم يرفضون أن يكون للجيش وضع مميز.
 
المختصر المفيد.. يسقط يسقط حكم المرشد، ويسقط حكم أي متأله، وأي بائع للوطن، ولذرة تراب من ترابه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter