د. أمير فهمى زخارى
المثل ده من مجموعه الأمثال الأصل فيها يرجع الى اشخاص حقيقيه كانت موجودة في زمانهم... وقد كتبت عن مثالين سابقا وممكن ترجعولهم على صفحتي وهما:
1- شتيمة "يا ابن الهرمة" ... وطلع ابن الهرمة هو ابراهيم بن هرمة ويكنى بأبي إسحق وهو من كبار شعراء العرب ولد فى ٩٠ هجرية بالمدينة المنورة ومات عام ١٧٦ هجرية.
2- "ابن بارم ديله"... وطلع ابن بارم ديله هو الصنجق (اللواء) عثمان جلبي ابن سليمان بك بارم زيله، امير اقليم الغربية والمنوفية.
نيجي بقه نشوف مثلنا الثالث النهاردة وحكايته.... المثل يا بخت من كان النقيب خاله مثل شعبي مصري خالص يعتبره المصريون أسلوب حياة، و"النقيب" في المقولة المتداولة يعني ذاك الشخص ذا النفوذ والقوة الذي نلجأ إليه لتحقيق ما نريد وقتما نريد، حتى لو كان ما نسعى اليه مخالفا للقوانين والأعراف والمبادئ (المحسوبية).
فمن هو هذا النقيب؟
* هو الدكتور أدهم النقيب شاب مصري من الإسكندرية تلقى تعليمه الجامعي فى جامعة كامبردج بلندن ويعتبر هو الطبيب الملكي للملك فاروق وأسرته..
* وفي عام 1936 تم انشاء مستشفى المواساة بالإسكندرية وحضر الافتتاح الملك فاروق بحضور علي باشا ماهر رئيس الوزراء والدكتور أحمد النقيب صاحب الفكرة وجلالة الملك عبد العزيز ال سعود.
* كان مستشفيي المواساة طوال الاربعينيات والخمسينيات قبلة للملوك والرؤساء والأمراء للعلاج بها ومن أشهر من تلقي العلاج بها الملك عبد العزيز ال سعود والملك فيكتور ملك ايطاليا اضافة الي الملك فاروق نفسه التي نقل اليها عقب حادث القصاصين كما أجريت له بها عمليات جراحية كما عولج به الرئيس عبد الناصر وعدد كبير من الفنانين ومشاهير مصر والعالم العربي, ومن الطريف أن الرئيس اليمني عبد الله السلال خلال علاجه به كان يشكو الي الرئيس عبد الناصر خلال زيارته له من الضيق فكان يرسل له الفنان اسماعيل ياسين كل ليلة ليسليه ويرفه عنه في مرضه.
* لم يكن احمد النقيب باشا هو الطبيب الملكي الخاص للملك فاروق وأسرته والذي وُلد على يديه الملك أحمد فؤاد الثاني ابن الملك فاروق وآخر ملوك مصر.
وانما ايضا هو والد الدكتور ادهم النقيب الزوج الثاني للملكة ناريمان ملكة مصر الاخيرة .بعد انفصالها عن الملك فاروق.
* ومن المفارقات العجيبة أنه بعد قيام ثورة يوليو 1952 بدأت محاكم الثورة في التخلص من رموز العهد البائد لمحاكمة كل رموز الفساد من النظام الملكي وكل من تعاون مع الإنجليز أو تأمر على الثورة.
* وجاء الدور على محاكمة الدكتور أحمد باشا النقيب صاحب فكرة مستشفى المواساة بالإسكندرية والذي كان فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي يعتبر واحدا من أفضل 10 مستشفيات على مستوي العالم. أما التهمة التي وقف بها أمام محكمة الثورة فكانت أنه أقام بيتا مخلا بالآداب العامة في مستشفيي المواساة، متهمين إياه بجلب ممرضات لفاروق من فرنسا وإيطاليا يقضي معهن ليال حمراء وحكمت محكمة الثورة على أحمد باشا النقيب بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومات في سجنه.
* كان النقيب من المقربين للملك فاروق ومن الشخصيات المرموقة في مصر، فكان من زواره الملك عبد العزيز ملك الحجاز، وشاه إيران حتى أن الناس كانت تتعجب من سعة علاقاته، لدرجة أن المصريين أطلقوا مثل " يا بخت من كان النقيب خاله ".
لذلك " يَا بَخْتْ مَنْ كَانَ النَّقِيبْ خَالُهُ " ليس فقط مثل شعبي يتردد على ألسنة الناس - نسبة إلى علاقات ومعارف الدكتور أحمد النقيب - وانما قصة حقيقية لطبيب ذاع صيته، وضرب به المثل في العلاقات والمعارف إلى يومنا هذا.
والى اللقاء في أمثله جديده وأصلها... تحياتى.