د. أمير فهمي زخارى
أو اتلم الشامي على المغربي
بيتقال المثل عن شخصين احيانا بينهم عداوة واحيانا مبيستلطفوش بعض وفجأة تلاقيهم مع بعض او متعاونين في حاجه واحدة ....
والمثل بيرجع لزمن جامع الأزهر... لما كان بيجيله طلاب العلم من كل بلاد العالم من الشام واليمن والمغرب والهند والسند، وكل بلد من دول لهم جالية خاصة بيهم وكان أبناء كل جالية بيجتمعوا في رواق خاص بهم ويسمى باسمهم.
والرواق هو ركن من أركان الجامع الازهر.. وكانت أكبر جاليتين هما الجالية الشامية والجالية المغربية، فكان للشوام رواق يسمى رواق الشوام وله باب يسمى باب الشوام، وللمغاربة رواق المغاربة ولهم باب يسمى باب المغاربة، لا يدخل الجميع من أبواب الآخرين.
وكان بين الجاليتين عداوة ونفور لان الشوام كانوا تبع المذهب الشافعي، والمغاربة تبع المذهب المالكي، في زمن كانت الخلافات بين أتباع المذاهب فظيعة..، لذلك كان الشوام والمغاربة يتحاشون أحياناً السلام.
عندما كان الشيخ العروسي شيخا للأزهر حدثت فتنة عظيمة بسبب منع الطعام عن الطلاب الشوام علشان يؤدبوهم واعطوا طعامهم للطلاب الأتراك...، فثار الشوام ضد الشيخ العروسي وتعاطف معاهم المغاربة..
لما حاول العروسي يدخل من أبواب الأزهر فقام الشوام بإغلاق بابهم في وجهه وكان مشهداً مثيرا أثار دهشة وإعجاب كل المصريين عندما شاهدوا الشوام يساعدون المغاربة في إغلاق باب المغاربة والمغاربة يساعدون الشوام في إغلاق باب الشوام وكانت ثورة كبيرة فقد بسببها الشيخ العروسي منصبه كشيخ للأزهر.
الحادثة دي في زمنها كانت حاجه كبيرة... فضل المصريين يتكلموا عنها سنين طويلة عن تعاون الشوام والمغاربة رغم ما كان بينهما، وصارت مضرباً للمثل يقول (اتلم الشامي على المغربي)، ويقال لما يتجمع اللى مفيش بينهم عمار فيستشعر الناس أن شيئا عظيماً سيحدث.
كانت وهتفضل مصر هي أم الدنيا وقلب العروبة النابض، وان شاء الله نجتاز اى محنه بفضل الله ثم الوحدة العربية...