"كل غنوة ع الفرح كانت..ع الجرح كانت.. ع الصبر كانت..ع الحب كانت كتبتها وقولتها كانت عشانك".. مقطع من أغنية “العيون السود” يحكي باختصار قصة حب أشهر ثنائي في الوسط الفني المطربة وردة الجزائرية والملحن بليغ حمدي، وبقدر ما كانت علاقتهما فريدة من نوعها وذات طابع خاص، بقدر تأثيرها على أغانيهما وحب الجمهور لهما.

 
وعلى عكس المتعارف عليه، فقد بدأت قصة حب "وردة وبليغ" قبل أن يلتقيا، فعندما انتقلت وردة إلى مصر سمعت عن الملحن بليغ حمدي قبل أن تراه، وما سمعته عن شخصه وعن ألحانه جعلها في اشتياق لرؤيته والتعاون معه فينًا، وهو ما حدث بالفعل لأول مرة سنة 1957، والغريب في الأمر أن ذات الموقف تكرر بتفاصيله في الجانب الآخر مع بليغ الذي سمع عن صوت وردة وشخصيتها وكان في انتظار مجيئها مصر ليقوم بتلحين أغانيها. 
 
وكان همزة الوصل بين الطرفين هو المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي رشح وردة لبطولة فيلم ألمظ وعبده الحمولي، ليلعب القدر لعبته ويجمع بين الثنائي في أول عمل فني لهما، وأول لقاء، وأول شرارة لقصة حب امتدت لسنوات، بعد أن شعر "بليغ" بانجذاب شديد لـ"وردة" وأخدت علاقتهما في تطور مستمر.
 
رجوعها للجزائر
البداية مع انتشار شائعة ترحيل الفنانة وردة ومنِعها من دخول مصر، لتعود إلى أسرتها في الجزائر، ويصر والدها على زواجها من وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري جمال قسري سنة 1963 وتنجب منه ولد وبنت هما رياض ووداد وتعتزل الفن بأمر من زوجها، وبالفعل اعتزلت وردة لمدرة 10 سنوات عاشت خلالهم كزوجة وأم.
 
عودتها إلى القاهرة
بعد 10 سنوات من اعتزالها الفن، طلبها الرئيس الجزائري هواري بو مدين، لتغني في الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر، وهو الأمر الذي رفضه زوجها، وأصرت عليه وردة، ليفصل بينهما الطلاق، وتعود وردة إلى الفن، وإلى القاهرة التي احتضنتها فينًا مرة أخرى بصحبة أبنائها
 
العيون السود
زواج وردة واعتزالها الفن لمدة 10 سنوات لما يكن كافيًا لينسى بليغ حمدي قصة حبه القديمة التي لم تكتمل، وبمجرد علمه بعودة وردة إلى القاهرة مرة أخرى، كان أول المنتظرين لها أمام بوابة المطار، وقرر الثنائي تعويض ما فاتهما من حب وفن وأعلانا زواجهما بالتزامن مع تسجيلهما أغنية العيون السود التي كتبها بليغ وغنتها وردة وأصبحت الأغنية تروي قصة حب أشهر قصة حب في الوسط الفني خلال تلك الفترة.
 
عقد القران
عقد قران وردة وبليغ تم مرتين، الأولى كان شاهدًا عليها الفنان عبدلحليم حافظ، لكنها لم تكتمل بسبب هروب العريس لأسباب غامضة، وتم عقد القران مرة أخرى وبالفعل تزوج الحبيبان وعاشا سويًا لمدة 6 سنوات قدما فيهم أجمل الأغاني والألحان.
 
انفصالهما
في آخر فترة زواجهما كان بليغ يقدم برنامج على تليفزيون الخليج، وسجلت معه وردة حلقتان قبل أن تعود للقاهرة، لتتفاجيء فور وصولها بصورة بليغ على غلاف مجلة مع المطربة الصاعدة حينها، سميرة سعيد، وهنا اشتعلت نيران الغيرة في قلب وردة وحدثت أزمة كبيرة بينها وبين بليغ، خاصة بعد أن أرسل بليغ صفية أخته لتقوم بإحضار ثيابه من بيت وردة.
 
حاول الماكيير محمد عشوب، بحكم صداقته للطرفين، التوسط بينهما وإنهاء الخلاف لكن جميع المحاولات انتهت بالفشل.
 
أزمة وردة الصحية
وفي ذلك التوقيت تعرضت وردة إلى أزمة صحية أدخلتها المستشفى لعدة أيام، وكان حينها بليغ منشغلا بألحانه وبرنامجه الجديد الذي منعه من زيارة وردة والتواجد معها خلال أزمتها الصحية، الأمر الذي دفع وردة إلى إعلان انفصالهما رسميًا فور خروجها من المستشفى، وحاول بليغ حينها إصلاح الأمر والاعتذار لها، وطلب من صديقهما "عشوب" التوسط له عند وردة لتغني أغنية من ألحانه.
 
لكن وردة تمسكت برفضها واعتبرت أن كلمات أغنية بليغ بمثابة "شتيمة" لها وانتهى الأمر بإرسال "بليغ" وثيقة طلاق "وردة" إلى منزلها ومعها جواب مكتوب فيه كلمات الأغنية قائلًا:"بودعك.. وبودع الدنيا معك"
 
ومع تعب بليغ حمدي وظروفه الصحية والاقتصادية وافقت وردة أن تغني الأغنية التي ودع بها الموسيقار الراحل حبيبته وجمهوره