( 1934- 1977 )

إعداد/ ماجد كامل

ميلاده ونشأته :
ولد فى جهينة مركز طهطا وتسمى  " بشاي ابو حلقة " فى 10 ديسمبر 1906  .

تاريخ رهبنته وسيامته كاهنا
فى يوم 20 مايو 1922 توجه إلي دير البراموس ، ورسم راهبا بأسم " بشارة " ، وفى 28 ىمايو 1927 سيم قسا ، ثم رقي إلى القمصية فى 12 أبريل 1931 . عين وكيلا للبطركية بالإسكندرية  عام 1932 ، وعاد بعدها إلى الدير .

سيامته أسقفا ثم ترقيته مطرانا :
سيم أسقفا على طهطا وجهينة على يد البابا يوأنس التاسع عشر فى 28 مارس 1934 ، وبعد سبع سنوات من الرسامة وتحديدا فى 7 أبريل 1941 ،  رقي مطرانا تقديرا لخدمته ورعايته الباذلة لشعبه .

الخدمات التي قام بها فى المطرانية :
1-قام بتجديد 19 كنيسة فى مدن مختلفة بالإيبارشية ، كما أنشأ 12 كنيسة  ولقد بلغت
إجمالي عدد الكنائس التي شيدت فى عهده 83 كنيسة .
2-قام بسيامة  28 قسا ، وترقية 15 إلى درجة القمصية  .

3-لما كانت طهطا هى مركز للتبشير الكاثولويكي ، قام نيافته بتشجيع الآباء الكهنة والوعاظ على ضرورة تثبيت العقيدة ، وكان من يينهم القمص " مرقس شنودة " الذي أهتم بإصدار مجلة شهرية باسم " رسالة مارمرقس " ، ركزت كثيرا على توضيح العقيدة الأرثوذكسية وإبراز الجهود الجبارة التي قام بها الآباء فى سبيل الدفاع عنها .

4-أهتم ببناء وتجديد المدارس  ، وفى عام 1949 ، قام بنشر كتيبا أنيقا بمناسبة  اليوبيل الفضي لمدارس الأقباط الكبرى فى أبو تيج وطهطا ، تتبع فيه نمو المدارس وعددها وعدد التلاميذ والتلميذات ، ومما جاء فى مقدمة الكتاب " فى سبتمبر 1924 وضعت نواة هذه المدارس من فصلين فقط ، ولم يتجاوز عدد التلاميذ آنذاك الأربعين . والآن – وفى سبتمبر 1949 ، نرى هذه النواة وقد أصبحت شجرة عظيمة متفرعة الأغصان إذ قد صارت ست مدارس : واحدة ثانوية للبنين ، وثلاثة ابتدائية – إحداهما للبنيبن ، وثانيهما للبنات فى أبو تيج ، وثالثهما مشتركة فى طما ، وروضتان للأطفال مشتركتان : إحدهما بابو تيج وثانيتهما بطما  " .كما أفتتح نياقته قسما داخليا  سنة   1946 للبنين الذين يريدون اللجوء اليه من مختلف القرى . وفي نفس السنة شرع نيافته فى بناء مدرستين ، إحداهما  فى صدفا والثانية فى أولاد الياس .

رئاسته للوفد القبطي المسافر إلى روما لإستلام رفات القديس مارمرقس الرسول :
قام قداسة البابا كيرلس السادس ، بتشكيل وفد رسمي لاستلام رفات القديس مارمرقس الرسول ، ولقد ترأس الوفد نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا ، ولقد سافر الوفد يوم 20 يونيه 1968 فى طائرة خاصة ، أما أسماء أعضاء الوفد فهم :

1-نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها ، ورئيس الوفد .
2-نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط .
3-نيافة  الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعها .
4-نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته وتوابعها .
5-نيافة الأنبا يوحنس مطران كرسى تيجرى وتوابعها بأسيوط .
6-نيافة الأنبا لوكاس مطران  كرسى أروسى وتوابعها بأثيوبيا .
7-نيافة الأنبا بطرس مطران كرسى جوندار وتوابعها .
8-نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وتوابعها .
9-نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى .
10- نيافة الأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها .

مع سبعة آباء كهنة وتسعون من الأراخنة .

ولقد سلم البابا كيرلس نيافة الأنبا مرقس رئيس الوفد رسالة موجهة من بابا الإسكندرية إلى بابا روما  .

ولد تحددت الساعة الثانية عشر من صباح يوم السبت الموافق 22 يونيه 1968 لمقابلة البابا بولس السادس بابا روما ، وفى الموعد المحدد توجه الوفد البابوى السكندرى يتقدمه الأنبا مرقس ، ويتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب أقدمية الرسامة ثم الأراخنة  . ولقد حيا البابا بولس أعضاء الوفد  الفبطى ورحب بهم ترحيبا شديدا ،فرد عليه الأنبا مرقس بكلمة قصيرة قال فيها " يسرنى باسم قداسة البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية  وبطريرك الكرازة المرقسية  ، أن اقدم لقداستكم رسالته تحمل أطيب تحياته ومحبته . وإننا نحسب أنفسنا سعداء ، أن نتشرف بزيارة قداستكم من أجل مهمتنا الكبيرة فى هذه المدينة المقدسة ، التى كرز فيها القديسان بطرس وبولس ، ونالا إكليل الشهادة وإكليل الرسولية "  ، ثم سلمه خطابا خاصا من البابا كيرلس السادس ن وجه فيه الشكر إليه ، ثم قام بتقديم السادة أعضاء الوفد إلى البابا بولس  . وبعد انتهاء المراسيم الرسمية ، قام الوفدان القبطى والروماني ، وحمل البابا بولس والأنبا مرقس  الصندوق الحاوى لرفات مارمرقس ، وتبعهما أعضاء الوفد فى موكب رسمى  جليل ومهيب ، وانتقلوا إلى قاعة كبيرة أعدت لإستقبال الوفد القبطى  ، ثم وضع الرفات المقدسة على مائدة خاصة ، ثم تقدم الحبر الرومانى وانحنى أمام الصندوق ولثمه بفمه ، وفعل  كذلك الأنبا مرقس رئيس الوفد ثم بقية أعضاء الوفد الواحد بعد الآخر بحسب ترتيب أقدمية الرسامة . وبعد انتهاء المراسيم الرسمية ، تقدم الأنبا مرقس وقدم  هدايا البابا كيرلس وهي :-

1-صندوق فاخر ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية وهو مجلد بجلد فاخر بلون بنى ممتاز ، وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس إلى البابا بولس السادس .

2-صندوق فاخر مغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشمل قطعة نسيج أثرية ثمينة من القرن الخامس والسادس الميلادى ، عثر عليها فى بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا .

3-صندوق فاخر  مغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء  ، ويحمل سجادة ممتازة من صنع فلاحى قرية الحرانية بمصر ، تحت إشراف الفنان رمسيس ويصا واصف  وقد سجل على السجادة رسوما عدة تمثل قصة يوسف الصديق كاملة .

4-صندوق فاخر ومغطى بالقطيفة الحمراء ، ويحمل أسطوانات القداس الباسيلى وألحانه كاملة ، وهى التى أصدرها  قسم الموسيقى  بمعهد الدراسات القبطية .

ولقد شكر البابا بولس السادس السادة أعضاء الوةد على هذه الهدايا القيمة ، ثم قدم للأنبا مرقس وثيقة رسمية بصحة الرفات ، وقد  وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسى الرسولى ووكيل عام مدينة الفاتيكان .

تاريخ  نياحته :-
تنيح نيافته صباح بوم الأربعاء 20 يولية 1977  عن عمر يناهز 71 عاما ، ورأس قداسة البابا شتوده الثالث الصلاة على جثمانه الطاهر فى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية   صباح يوم الخميس الموافق 21 يوليو 1977 ، وأشترك مع قداسته فى الصلاة 18 أسقف  .

جزء من كلمة الرثاء التي كتبها المتنيح الأنبا غريغوريوس :-
عرفتك سيدى المطران أول ما عرفتك منذ صيف عام 1939 ، أى منذ ثمانية وثلاثون عاما .... وقد كنتم بالنسبة  لى أول مطران خدمت تحت رئاسته ، بإستثناء خدمتى بالقاهرة التى تخضع لرئاسة البابا البطريرك ، يوم أن دعانى باسمكم مثلث الرحمات الأنبا ديسقوروس ( ولم يكن فى ذلك الوقت مطرانا وإنما كان شماسا أستاذا للتاريخ بالكلية الإكليركية ) لأقوم بخدمة الكلمة كشماس إكلريكى  متفرغ فى بلدة الدوير التابعة لإيبارشيتكم العامرة  .... منذ ذلك التاريخ عرفتكم عن قرب ، وعرقت فيكم بساطتكم ووداعتكم وبراءة قلبكم كأنه قلب طفل ... لا تضمرون لأحد شرا ، ولا تطوون نفسكم على حقد ، ولا تذكرون لأحد منقصة أو مذمة ، ما من أحد أساء إليكم إلا وقابلتم إساءته بالصمت والاحتمال .... وما أعرف يوما أنكم أنتقتم لشخصكم أو كرامتكم أو حتى دافعتم عن  نفسكم أو لكرامتكم ....... فكان تصرفكم فى  أمثال هذه المواقف تصرفا مسيحيا نموذجيا ، وكنتم معلما بالمثال والقدوة خيرا ألف مرة ممن يعلمون بالكلام ...... يا عميد المطارنة والأساقفة ، نذكر لك من فضائل ، إيمانك بالعلم وحبك له ، ولا سيما علوم الكنيسة وآدابها وقوانينها ، والإيمان منك بالعلم تجلى فى حرصك الشديد على إختيار كهنتك من خريجي الكلية الإكليركية ، فلم ترسم من غير خريجى الإكليركية إلا قلة قليلة تحت ضغط ظروف قاهرة . فكانت إيبارشيتك ثانى إيبارشية – بعد إيبارشية المنيا – تقدم للإكليركية طلبة يدرسون فيها بتزكيتك وبتشجيعك ، ومتابعتك المستمرة لسير دراستهم  ....... نحن لا ننسى فضلك ، بالإشادة دائما بالإكليركية والإكليركين تتحدثون عنها بإيمان عميق برسالتها نحو الكنيسة ، وكنتم ترون فيها الطريق الوحيد والأوحد للإعداد لخدمة الكهنوت ، ولا ننسى دفاعك بحرارة عن رسالة الإكليركية فى كل الماسبات وخصوصا فى المناسبات التى تتعرض فيها الإكليركية للأزمات " .

راجع نص كلمة الرثاء بالكامل فى : موسوعة الأنبا غريغويورس  ،مقالات وموضوعات متنوعة – الجزء الأول – موضوعات روحية ، المجلد رقم 29 ، الصفحات من 354- 357 ) .  

مراجع المقالة :-
1-القمص صمويل تواضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ، مكتبة دير السريان العامر ، الطبعة الثالثة ، 2011 ، صفحة 292 .
2-إيريس حبيب المصري : قصة الكنيسة القبطية ، الجزء السادس ( أ)  ، موقع الكنوز  القبطية ، صفحة 91 ، 92 .

3-نيافة الأنبا غريغوريوس : موسوعة الأنبا غريغوريوس – الجزء الأول ، الأديرة والمزارات ، مصر وأحداث كنسية ،  جمعية الأنبا غريغوريوس ، المجلد رقم 24 ، 2008 ، الصفحات من360- 364 .

4-مينا بديع عبد الملك : أعمال بطاركة وأساقفة القرن العشرين ، مطبوعات جمعية مارمينا العجايبى بالإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2004 ، صقحة 90 ، 91 .
5- مدحت حلمي وآخرون : تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما في إيبارشيات أسيوط ، مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث ، 0سلسلة تاريخ إيبارشيات مصر وآثارها القبطية ، الطبعة الأولى  ، 2021 ، الصفحات من 88-96 .

6- نيافة الأنبا غريغوريوس :  موسوعة الأنبا غريغوريوس ، مقالات وموضوعات متنوعة ، الجزء الأول ، موضوعات روحية ،  جمعية الأنبا غريغوريوس ، المجلد رقم 29 ، 2009 ، الصفحات من 354- 357 .