د. أمير فهمى المنيا
“يا لك من شنقيط”، جملة قالها العسكري عبد البر الذي أدى دوره الفنان عبد المنعم إبراهيم للشاويش عطية في فيلم “إسماعيل ياسين في الأسطول” ساخرا من جهله وعدم فهمه لفصاحته...
وقد أثارت كلمة شنقيط غضب الشاويش والتفت الى احمد رمزي مستفسرا عن الكلمة، ومن الطريف ان احمد رمزي أجاب إجابة لا علاقة لها بالكلمة ... فالمشهد كوميدي في نهاية المطاف.
المهم أنني شخصيا كنت أتابع الفيلم واستوقفتني الجملة، فقلت لازم أعرف معناها وأصلها، وهذا سبب كتابه مقالي اليوم...
و”شنقيط” مدينة تقع في أقصى شمال موريتانيا وتبعد عن نواكشوط العاصمة بأكثر من 530 كم، وكان يطلق في الماضي على موريتانيا “بلاد شنقيط”، و”شنقيط” مدينة واحات وكانت محطة هامة من محطات تجارة الصحراء، وكان الحجاج قديما يتجمعون فيها ثم ينطلقون إلى الأراضي المقدسة معا في قافلة واحدة.
وشنقيط بلاد عرف أهلها بالتمكن من ناصية اللغة والشعر، ويكفي أنه قدم منها الى مصر الشيخ محمد محمود الشنقيطي وغيره من علماء اللغة ورواة الشعر.
وتعد “شنقيط” واحدة من مراكز العلم والثقافة في إفريقيا، وتسمى بكعبة إفريقيا وبلد المليون شاعر، فالمشهور عن صبيتها ممن بلغوا 16 عاما أنهم يحفظون القرآن الكريم كاملا، كما أن أقلهم حظا يحفظون ألف بيت من الشعر، وإلى “شنقيط” يتنسب كبار العلماء الشناقطة الذين ملأ صيتهم العالم كله، وانتشروا في عدد من الدول العربية مثل مصر والسودان والعراق والأردن والسعودية.
والمقصود هو: يا لك من فصيح! ويعد وصف شخص بعكس ما فيه سخرية منه، وذلك مثلما نقول للبخيل: يا لك من كريم! ومثلما نقول للظالم: يا لك من عادل!.
والى اللقاء في مقال جديد ... تحياتى.