زهير دعيم
بدايةً اريد ان أقول :  أن الفرح كلمة مُلوّنة تنقط هدوءً وسكينة وغبطة ، وكم نتمناها  للجميع كيما تدخل القلوب والنُّفوس والبيوت فتُعطّر وتُزيّن.

   كنت قد نشرت قبل أيام مقالًا بعنوان " أعراسنا أضحت همًّا " فتناقلته وسائل ووسائط الإعلام المقروءة والمسموعة وحتى المرئيّة بشكلٍ مُلفتٍ للنَّظر ، دعوت من خلاله الى التروّي  والحكمة في التبذير في "التعاليل " والمدعوين الى الاكليل والمتنزّه   ؛ هذا التبذير والتضخيم الذي سيعود بالهمّ على الجميع وعلى العريس أولًا .  

   نعم لقد لاقى المقال الناقد آذانًا صاغية فالكلّ امتدح وأثنى الّا قلّة قليلة .

وهناك من عقَّبَ قائلًا : أنا معك يا أستاذ بكلِّ حرف  ولكن لماذا يكون هذا الإصلاح على دوري أنا الذي  " نقّطْتُ " العشرات والمئات ؟
   وينسى هذا الانسان الجميل أنّه لا ربح مطلقًا في المدعوين الكُثُر الذين سيملؤون المتنزّه والتعاليل ، بل سيجد نفسه في أفضل الحالات " تيكو"  ومن ثَمَّ سيبدأ بعد أيام  قليلة بفتح جزدانه .

  إلّا أنّ هناك انسانًا راقيًا ؛ رجل مجتمع عبلّينيّ معروف ومحاسب قدير لديه مئات الزبائن ، زوّج ابنه البكر قبل أسبوعين فاقتصر واختصر ودعا و" عَزَمَ " الاقرباء والمُقرّبين جدًّا حتى أنه لم يدع بعض الاقرباء البعيدين بعض الشيء،  رغم انّه يحبّهم ويُقدّرهم ، فرتّب " زيانة " ضمّت مئتين وعشرين  من الحضور وأرسل مئتين من الدعوات لحضور الإكليل ، وما كان هناك مُنتزه ولا يحزنون !!!

   وقامت  الدُّنيا ولمّا تقعد ، فهناك من هاجمه ، وهناك من حاول تشويه سمعته الطيّبة ، وهناك من سلخَ عليه صفات البخل والتكبّر والانعزالية .
والرجل  بريء  واكثر من هذه التُّهم ، فهو رجل راقٍ يُقدّر ويعي وينظر بعين الحكمة الى الآتي والى جيوب الناس .

 نعم اعجبني وكأنّه يقول لي : صدقت يا أستاذ .. أنا من سيبدأ  بهذا التحوّل والتغيير .

  وللحقيقة أقول : ما كان الكلّ لائمًا ومُعاتبًا بل كان هناك مَن شدَّ على يديه وقدَّرَ عاليًا خطوته الجميلة والمدروسة والواعية والهادفة ، وكنتُ أنا بالطّبع من أولئك المناصرين والمادحين ، بالرغم من انّني لم أُدع  للعرس ، فقد راقت ليَ الفكرة وأعجبني التّصرّف الرّاقي الجميل  .

  أضاميم ورد ومنتور ، عابقة بشذا الفرح والسُّرور ، أزفّها لهذا العريس الرائع ولذويه الكرام الذين كتبوا على جبين الآتي قصيدة ترفلُ بالواقعيّة وتتلفّع بالمنطق .

 بورك نهجكم الجميل آملين أن يتعظّ الجميع منكم وبكم .
 بأمثالكم تُبنى المجتمعات الرّاقية المؤسّسة على الصّخر.