كشفت الدكتورة شيماء إسماعيل محمد بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، عن التأثير الكبير لميكروبات الأمعاء، أو ما يُعرف ب"الميكروبيوم المعوي "على صحة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي والصحة العامة للإنسان.
وأشارت - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة- إلى أن تلك الميكروبات من أبرز العوالم الدقيقة التي تلعب دورا مهما في صحة الإنسان وهي عبارة عن مجموعة متنوعة تصل إلي الملايين من الكائنات الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، بما في ذلك البكتيريا، الفطريات والفيروسات.
وأوضحت، أن "الميكروبيوم المعوي" يمثل درعًا واقيًا من العوامل المُسببة للأمراض التي يمكن أن تغزو الجلد والفم والجهاز الهضمي والتناسلي، كما يمنح الجسم الفيتامينات مثل فيتامين "ب" وفيتامين "ك" ويساعد في تقوية المناعة وامتصاص الغذاء.
وسلطت الضوء على دوره المهم في الوقاية من الإصابة بالاكتئاب، وحماية الجسم من البكتيريا الضارة، مشيرة إلى أن قلة هذه الميكروبات تؤثر بشكل كبير على الإصابة بالسمنة، ومرض السكرى، والمناعة، والحساسية.
وأكدت الدكتورة شيماء إسماعيل أن الولادة الطبيعية تجعل الجسم يحصل على كميات كبيرة من "الميكروبيوم المعوي" عكس الولادة القيصرية وهو ما أثبتته عدد من الدراسات.
ولفتت إلى أن الحمية الغذائية تلعب دورا كبيرا في تشكيل ميكروبات الأمعاء حيث أن الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والزبادي المدعم بـ"البروبيوتيك" يمكن أن تدعم توازن هذه الميكروبات المفيدة.
وأوضحت أن هذا التوازن البكتيري داخل الأمعاء قد يتأثر بالاعتماد علي الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والدهون واستخدام المضادات الحيوية وأيضاً التعرض للتوتر والإجهاد مما قد يؤدي إلى خلل هذا التوازن البكتيري داخل الأمعاء، مشددة على ضرورة الحفاظ على توازن هذا الكنز الخفي بداخلنا حتي نتمكن من تعزيز صحتنا العامة والتقليل من خطر الأمراض.